بالوني يقدّم تجربة "ماموتو" الرائدة في إيطاليا

استقلالية التمويل ضمان للإبداع ووقفة للجزائر قريبا

استقلالية التمويل ضمان للإبداع ووقفة للجزائر قريبا
الرسام الإيطالي العالمي لورانزو بالوني
  • القراءات: 353
مريم. ن مريم. ن

قدّم الرسام الإيطالي العالمي لورانزو بالوني، تجربته الرائدة في مجال الشريط المرسوم، خلال ندوة نشّطها في اليوم الأخير من فعاليات فيبدا 2024؛ حيث شدّت الحضور. وكشفت له خبرة تجاوزت الفن والرسم إلى التسويق والدعاية، وضمان الاستقلالية المالية التي تمنح المبدع حرية الرأي.

أكّد بالوني أنّ مشروع "ماموتو" الرائد هو موقع على شبكة الأنترنت، يمكن الجمهورَ دخوله، وتصفّح كلّ ما يتعلّق بالفن التاسع بالمجان، وذلك مقصود، حسبه، كنوع من الترويج للكتب التي ستصدر، وتثمّن نفس مضمون ماموتو، وغالبا ما يتحمّس الذين يطلعون على الموقع، ويشترون الكتب. وهذا العرض التسويقي هو الذي عرض أعمال الفنانين بشكل أوسع؛ ما سمح بجني مداخيل تساعد على فتح مشاريع فنية أخرى.
وقال الفنان الإيطالي: "نحن ننتج ونثمّن أعمالنا ونسوّقها، علما أنّ الاستقلالية المالية تعني استقلالية الرأي، وبالتالي الإبداع". وأشار إلى أنّ أوّل قصة نُشرت على الموقع كانت تتحدّث عن رجل فضاء محاصر في المجرة، ينتظر قدوم صديقه لنجدته. ولم تتميز القصة برسوماتها فحسب، بل أيضا بالسرد الجيّد، فنالت النجاح، وحقّقت الأرباح.

وعن موقع "ماموتو" المجاني على الواب، أكد بالوني أنّه يُعرض أيضا بالفرنسية والإنجليزية. وتقدَّم الرسومات بشكل عمودي. وغالبا ما تجذب قصص الأسفار الجمهور الإيطالي، وبالتالي قرّر أن يقدّم عملا عن سفره إلى الجزائر، ليقرأه متصفحّو الموقع، في انتظار صدوره في كتاب ورقي مصوّر.
وقال المتحدّث إنّ بعض المخرجين اقترحوا المشاركة، فكان التعاون معهم لإنجاز أفلام متحرّكة للشريط المرسوم، نال بعضها جوائز مهمة.
وأشار المحاضر إلى أنّ التجربة لم تكن سهلة في بدايتها عندما تعاون 10 فنانين لتأسيس هذا الموقع. وذات مرة تعاونوا كلّهم دفعة واحدة في إقامة مغلقة بفيلا بتوسكانا، لإنجاز كتاب في يومين، عن قصة قطار تعطّل في النفق (تفكيرا وتصوّرا، ثم كتابة، فرسماً ووضع النهاية). وغالبا ما يتم في مثل هذه الظروف رسم شخصيات بسيطة بالأسود، لا يتطلّب إنجازها وقتا، لكن ذلك لا يكون على حساب النوعية؛ فالقصة والعمل الجيّد هو من يفرض نفسه.
وعن هذا الموقع أضاف: "نحن أحرار في هذا الفضاء، نعطيه كلّ ما لدينا، ولا عراقيل فيه، ولا حقوق تلاحقنا، ولا تبعية لأيّ جهة".

وعن الكتابة قال يجب أن تكون من دون أطر. وتقنياتها تأتي لوحدها أثناء الكتابة؛ فهذا نوع من التحرّر من القيود التي تشلّ الإبداع، وتحدّ أفقه.
أما عن دُور النشر فيراها تلهث وراء الأرباح، بينما الجمهور يبحث عن الجيّد، والمبدع، والجديد. كما إنّ أيّ قصة جميلة، حسبه، هي تشجيع للفنان على رسمها، زيادة على بعض القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع الجمهور وتجذبه في شتى البقاع، مستحضرا قصة للأطفال كتبها عن فارس يحاول إنقاذ الأميرة، وفي كلّ يوم يسعى لأن يصل. وهي دعوة للتخلي عن فكرة الفشل والإحباط.
ومن أسباب نجاح "ماموتو" التنوّع، وعدم الاكتفاء بأسلوب واحد متكرّر، إضافة إلى مواصلة الإبداع؛ كهدف أوّل، وتسبيقه على فكرة الربح السهل والسريع، وذكر أن للموقع أرضية لبيع كتبه.

وأثناء المناقشة عبّر الفنان عن عدم انجراره وراء الذكاء الاصطناعي؛ لأنّه يمثل بالنسبة له، العنف، والوجه القبيح للرأسمالية المتوحشة، وفيه لا تحترم حقوق المؤلف. وقال إنّه ليس ضدّ هذه التقنية في حدّ ذاتها، بل ضدّ طرق استخدامها، مؤكّدا أنّ هذا الذكاء مطلوب لمساعدتنا في شؤون يومياتنا، لكن لا علاقة له بالإبداع، والفن، والفكر. كما نصح الشباب الحاضرين من الرسّامين، بدراسة السوق؛ لضمان الحقوق، ومعرفة الرائج فيها.
للإشارة، فإن بالوني مؤسّس مجموعة رسامي الكاريكاتور المستقلين، ومجلة الصحافة المصوّرة. وفاز بالعديد من الجوائز. كما يقوم بتدريس كتابة السيناريو، والرواية، والقصة. وله أكثر من 50 مطبوعة. وأعماله منشورة في فرنسا، وهولندا، وإسبانيا، والصين. ويعمل حاليا على مسلسل بوليسي للسوق الإيطالية، وعلى أشرطة مرسومة جديدة للسوق الفرنسية.