فنانون ومبدعون يتحدثون عن عيد الفنان
اقتراح تعميم الاحتفال رسميا عبر كل الولايات
- 824
يحترق الفنان من أجل إضاءة الدنيا في الأوطان والمجتمعات، والفنان الجزائري كغيره من فناني العالم، ينطلق فوق خشبة المسرح وعبر الشاشات والفضاءات ليوصل رسالته بالتمثيل أو الغناء أو التأليف والشعر والرسم وغيرها، ولكن يبقى الفن درجات، لذلك يرى المتتبعون أن المبدعين من أهل الأدب والشعر يحتلون آخر هذه الدرجات، والدليل على ذلك عدم تكريمهم في عيد الفنان في العديد من الولايات..للوقوف على هذا الحال اتصلت «المساء» ببعض المبدعين والفنانين، وكانت هذه الآراء.
الشاعر عزوز عقيل : ضرورة تحديد المعايير الفنية للاحتفال
يقول الشاعر عزوز عقيل إنها مناسبة جميلة أن يكون للفنان عيد يحتفل به، ولكن الأجمل من ذلك هو معرفة كيفية الاحتفال بهذا الفنان، وكيفية تحديد هذه المعايير الفنية التي يجب أن تكون جامعة بين الفنون جميعا ولا تقتصر على فن واحد، وألّا يُختزل عيد الفنان في الغناء والرقص فقط، فالفن أسمى من هذا بكثير ومن ذلك الشعر والرواية والفن التشكيلي وغيره من الفنون الأخرى، لكن للأسف يضيف المتحدث أن الكثير من المسؤولين أصبح لديهم فكرة أن عيد الفنان يوم لتصفية الحساب، وبالتالي يُكرم الأصدقاء والمقربون، بينما يبقى الفنان الحقيقي بعيدا عن هذه الأجواء الاحتفالية، ثم أن عيد الفنان أصبح مقتصرا على فئات معينة وولايات معينة وأشخاص معينين، ويضيف المتحدث: «أنا في ولايتي وأقصد ولاية الجلفة لم أر عيدا للفنان منذ سنوات، وهنا يتبادر السؤال إلى الذهن: أين المسؤول في هذه الولاية؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يجب أن تتوحًد الجهود، أقصد جهود كل الفنانين بمختلف مستوياتهم ومشاربهم لأن كل هذه الفنون مكمًلة لبعضها البعض وتخدم بعضها وتساهم في الرقي والإبداع».
الدكتورة الشاعرة وردة خيلية:أقترح نقابة خاصة بفئة مبدعي الكلمة
طرحت الدكتورة (أستاذة بجامعة الجزائر3 ) الشاعرة وردة خيلية بمناسبة عيد الفنان إشكالية يعاني منها المفكرون والباحثون والأدباء والشعراء، تتمثل في مجانية - على حد قولها- مشاركات كل هذه الفئة في الملتقيات والأمسيات والبرامج التلفزيونية وتنقلهم على حسابهم الخاص ولا يدفع لهم حق المشاركة، بينما المغني وفرقته يتقاضون مبالغ باهظة، وهنا يكمن جوهر السؤال: لماذا؟ وتضيف المتحدثة: «إذا كان لابد من التفرقة، فنحن نطالب بأعياد كثيرة منها عيد المفكر، عيد الباحث، عيد الأديب والكاتب، عيد القاص والروائي وعيد الشاعر».
توضح المتحدثة: «إذا نظرنا إلى المستوى العلمي، نجد أن مشوارنا أخذ منا العمر كله، إلى جانب التجربة المكتسبة التي تجعلنا مؤهلين لأن نشارك في تربية المجتمع من خلال خطابنا الثقافي، نحن لا نبغي الشهرة، لكننا نهدف إلى أن نبلغ ما أبلغنا به من علم إلى المجتمع وإلى الشباب الجزائري، لذلك عدم التكفل بهذه الفئة الهادفة تجعلنا تدريجيا نتراجع ونلتزم الصمت ونعزف عن المشاركة في بناء المجتمع أخلاقيا وتربويا وثقافيا، نحن بشر لابد من أن نُحفز ونشعر باهتمام الوصاية وبحاجة إلى تكفل مادي وهذا ليس عيبا، بل هو ضروريا يمكننا من الشعور بالراحة».
تقول الدكتورة والشاعرة وردة خيلية إنها طرحت سؤالا على مسؤول بوزارة الثقافة، وأجابها أنه لا يوجد بند قانوني يُستند إليه لدفع تعويض مادي لفئة الأدباء والشعراء والباحثين. وفي الإطار، توضح محدثتنا أنها تقترح نقابة خاصة بفئة مبدعي الكلمة بكل أشكالها لطرح القضية على الوزارة المعنية.
الممثل المسرحي مصطفى صفراني: لا أنتظر عيدا للفنان
يقول الممثل المسرحي مصطفى صفراني إنه يحب كثيرا مهنة واحتراف التمثيل، وبالنسبة إليه تعتبر فرحتة في عيد الفنان حين يتقاسم شيئا من الإبداع مع المتلقي والمشاهد، وأن يوم الفنان بالنسبة إليه هو كل يوم ينتج عملا ويجتهد في أداء شخصية جديدة تختلف عن التي أداها سابقا. ويضيف: «أتعجب حين أرى البعض من الفنانين يطالبون بالتكريم ويزكون أنفسهم ويزكون بعضهم البعض وكأنه حق شرعي.. في نظري وحسب رأيي وما تعلمته من خلال تجاربي في المسرح لا أظن أنني انتظر عيدا للفنان».
الحكواتية نعومة محلية: الفنان في بلادنا مهمش عمدا
تقول الحكواتية نعومة محلية إن الفنان إنسان عظيم، منبع العطاء والإبداع ومرهف الإحساس، وللأسف الفنان في بلادنا مهمًش عمدا لكي لا يتألق ولا يبرز، ثم أن حقه مهضوم، لكن إذا رحل إلى الخارج هناك تُفتح له الأبواب ويعانق الشهرة كما فعل البعض من الجزائريين، وعندما تفتح له الأبواب في الخارج هنا تفتح له الجزائر باب الفرجة وتكتب عليه المجلات والصحف وغير ذلك، أما عن التكريم فهو آخر طعنة يُضرب بها الفنان في ظهره للقضاء عليه فكريا وطاقم شرب الماء أكبر شهادة على ذلك (الهدية الممنوحة).
الشاعر عاشور بوكلوة: فرض الاحتفال رسميا في جميع الولايات
يقول الشاعر عاشور بوكلوة إنه اعترافا منها بقيمة الثقافة والفن في مسيرة التنمية العامة، والتنمية الفردية للأشخاص، أقرت الدولة الجزائرية تخصيص يوم وطني للفن، يحتفى فيه بالفنانين والمثقفين، وهي التفاتة إيجابية تجاه هذه الفئة، وتجاه الإنسان والجمال بصفة عامة، غير أن واقع أمر هذا اليوم ـ بكل صراحة - لا يسر الفنان، حيث أصبح يوم التكريم هذا مناسبة رسمية للإهانة والتقليل من شأن المثقف والفنان من قبل إداريين وجدوا أنفسهم أوصياء غير شرعيين على الفن والثقافة، وإلا كيف نفسر إلغاء بعض مديريات الثقافة الاحتفال بهذا اليوم الوطني، ومنهم من فعل ذلك لسنوات عديدة، وكيف نفسر مشاركة الفنانين والمثقفين والجمعيات والهيئات الثقافية اختيار المكرمين وفي برنامج ومحتوى فعاليات الحفل، وكيف نفسر كذلك الاحتفال باليوم الوطني للفنان من دون توجيه دعوات رسمية للفنانين لأجل الحضور على الأقل، كما أن الفنان يُكرًم في غياب زملائه الفنانين، بالإضافة إلى تكريم اسم شاب لا يتعدى عمره ربع القرن ويغفل عن تكريم شيخ قارب القرن من العطاء، ثم تكريم الفنان بشهادة ورقية لا تصلح حتى لتعليقها على الحائط. ويضيف عاشور بوكلوة: «ما معنى أن نحتفل بيوم واحد للفنان ونتركه يموت مرضا وجوعا وغبنا طوال العام؟».. يواصل المتحدث: «هناك الكثير من الأسئلة الموجعة التي يفرضها واقع ثقافي بائس تصنعه «أياد خارجية» عن المجال الثقافي والفني، وفي رأيي أقترح أن تتدخل الوصاية لفرض الاحتفال بهذا اليوم الوطني في جميع الولايات، احتفالا رسميا يليق بمقام الفن والثقافة، وأن تُفرض على جميع الولايات معايير موحدة للحفل، واختيار الأسماء التي تُكرًم، وأن تراعي جيدا معنى وقيمة التكريم ماديا ومعنويا.
وردة زرقين