مولوجي بتيارت وتيسمسيلت
اقتراح مشاريع بعنوان قانون المالية 2025
- 406
أمرت وزيرة الثقافة والفنون، أول أمس، من تيارت، بضرورة إتمام الدراسة الخاصة بإنجاز مخطط لتثمين الموقعين الأثريين "كولومناطا" (1) و(2)، ببلدية سيدي الحسني، في أقرب الآجال، لتسجيل عمليات تثمينهما وإبراز قيمتهما التاريخية والأثرية. وأكدت عقب متابعتها لعرض حول مضمون هذه الدراسة، بالقرب من الموقع، في مستهل زيارتها إلى الولاية، قائلة "ننتظر من هذه الدراسة أن تحدد بدقة الأماكن التي ستجرى بها الحفريات، إضافة إلى تزويدنا بتوصيات حول سبل حماية الموقعين وتثمينهما".
أبرزت مولوجي أنه "على ضوء هذه التوصيات، سيتم اقتراح مجموعة من المشاريع بعنوان قانون المالية 2025، وعليه يجب إنهاء الدراسة في آجالها المحددة، وبالتوازي سيتم تكليف المركز الوطني في البحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، بتسجيل مشروع علمي، انطلاقا من الأهمية الأثرية للموقعين".
وقد انطلقت الدراسة، في جزئها الأول، في مارس الماضي، على أن تنتهي في غضون أربعة أشهر، وستكلف 7,3 مليون دينار، حيث يشرف على تنفيذها ميدانيا أساتذة جامعيون مختصون، إذ لاحظوا تدهورا مس الموقعين، نتيجة لمعطيات طبيعية وبشرية، حسب شروحات ممثل مكتب الدراسات للوفد الوزاري.
وتبرز أهمية موقع "كولومناطا"(1)، حسب تدخل قدمه المختص في الآثار، رشيد محوز، كونه غنيا بالآثار لفترة ما قبل التاريخ (العصر الحجري القديم الأعلى)، إذ أثبتت الحفريات أن أول إنسان بتيارت عاش في هذه المنطقة قبل 10800 سنة قبل الحاضر، وأخرى تشير إلى 12 ألف سنة قبل الحاضر. وأشار إلى أنه كان لعالم الآثار بيار كادنا، السبق في اكتشاف الموقع سنة 1927، وقام فيه بعدة حفريات واكتشافات مهمة، لتتوالى الاكتشافات، ويتم العثور على بقايا أقدم حصان في شمال إفريقيا، يتبين فيما بعد أنه أقدم حصان في العالم، وأعقبه آخر اكتشاف سنة 2017، لهيكلين عظميين يعودان إلى 12 ألف سنة قبل الحاضر، من طرف الباحثة ياسمينة سعودي.
أشرفت السيدة مولوجي، كذلك، على زيارة الديوان المحلي للسياحة ببلدية سيدي الحسني، حيث تم عرض مجموعة من الآثار الحجرية والأواني والأفرشة، تبرز الموروث الثقافي للمنطقة، أما بساحة الشهداء في عاصمة الولاية، بالقرب من الشجرة التي أعدم عليها الفنان علي معاشي، ورفيقاه الجيلالي بن سترة ومحمد جهلان، فقد ترحمت على أرواحهم وتم تكريم الفنان التشكيلي عبد القادر بديار، الذي أقام نصبا تذكاريا بلمسة فنية راقية، تخليدا للشهداء الثلاثة.
أما بتيسمسيلت، فأبدت وزيرة الثقافة والفنون، ارتياحها لوتيرة سير أشغال مشاريع قطاعها بهذه الولاية. مشيدة بالبرنامج التكميلي للتنمية، الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لفائدة الولاية، والذي يشمل أيضا قطاع الثقافة، ومنها ما استلم من مشاريع ووضع حيز الخدمة، على غرار دار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم" بمدينة تيسمسيلت، التي استفادت من عملية إعادة تهيئة وتجهيز، وقد أشرفت على تدشينه، بعد تجسيد هذه العملية التي رصد لها غلاف مالي فاق 70 مليون دينار.
كما أشارت الوزيرة إلى أن الولاية، من خلال البرنامج التكميلي لرئيس الجمهورية، حظيت بمشروع يخص دراسة وجرد الممتلكات الثقافية غير المادية للمنطقة. وأضافت أن "السيد رئيس الجمهورية أوفى بالتزاماته التي تخص القطاع، ببعث مشاريع تجسدت في عدة ولايات، على غرار خنشلة والجلفة".
ووقفت الوزيرة على مشروع إنجاز مكتبة حضرية ببلدية برج الأمير عبد القادر، والمسجل ضمن نفس البرنامج التكميلي للتنمية، ورصد له غلاف مالي يقدر بـ 203 مليون دينار، حيث يعرف المشروع نسبة تقدم للأشغال تفوق 65 بالمائة، ويرتقب استلامه قبل نهاية شهر جوان القادم.
تابعت الوزيرة، خلال هذه الزيارة، عرضا حول حصن تازا ببلدية برج الأمير عبد القادر، حيث حظي بدراسة تم رفع التجميد عنها، وكذا عرض يتعلق بحماية وتثمين ثلاثة مواقع أثرية، في إطار البرنامج التكميلي للتنمية، وهي موقع عين الصفا بتيسمسيلت وموقع عين تكرية ببلدية خميستي وموقع تازا ببرج الأمير عبد القادر، إذ أكدت على ضرورة حماية هذه المواقع. وبنفس البلدية، تلقت وزيرة الثقافة والفنون عرضا للدراسة الخاصة بإنجاز متحف الأمير عبد القادر.
كما زارت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "يحي بوعزيز" في بلدية تيسمسيلت، حيث تلقت عرضا حول هذا المرفق الذي يحتوي على 75 ألف كتاب، ويضم 15 ألف منخرط. وأهدت 2500 كتاب في مختلف المجالات العلمية، ومنها كتب بتقنية "البراي".