عبد الحميد بوزاهر لـ’’المساء":

الأغنية الشاوية تتهددها العصرنة والإهمال

الأغنية الشاوية تتهددها العصرنة والإهمال
  • 1344
ع. بزاعي ع. بزاعي

ثمن الفنان عبد الحميد بوزاهر دور المهرجانات الثقافية في دعم فرص التبادل بين الفنانين، والتقائهم الجمهور على المباشر، وفي هذا الحديث مع "المساء" خلال السهرة الختامية التي نشطها مؤخرا بمهرجان تيمقاد عبّر عن إعجابه بالتظاهرة التي بلغت مدى واسعا، واكتسبت شهرة تخطت الحدود وعرّفت بالتراث الجزائري الأصيل الذي يحتاج إلى مزيد من الدعم.   

 

كيف جاءت مشاركتك في المهرجان ؟

تلقيت الدعوة بفرح وسرور، وحظيت بالمشاركة في هذه الطبعة واغتنم الفرصة لأحيي جمهوري من هذا المنبر الفني وكذا كل المنظمين لهذه الطبعة وأيضا الإعلاميين.

أكيد أن مشاركة الفنان في مثل هكذا مهرجان هي دعم له، ويلتقي فيه بزملائه الفنانين من كل الجهات وهي فرصة نحاول استغلالها وتقديم ما نستطيعه للجمهور الوفي الوافد.

ارتبطت بالتراث فكيف كان تأثيره على مسارك الفني ؟ 

أكيد أني استلهمت من التراث الكثير خلال مشواري الفني، وكان بالنسبة لي منطلقا نحو أي عمل جديد أقدمه لجمهوري، وواجهت به العصرنة التي تعتمد فقط على القشور دون المضمون بمعنى التجديد من أجل التجديد، دون إعطاء أهمية لقيمة هذا التراث الذي يشكل هويتنا والذي لا يقبل العبث به لأنه ملك الجميع ورصيد أسسه فنانون كبار علينا اليوم احترامهم وصون ما أبدعته قريحتهم في بيئة جزائرية أصيلة وخالصة.

دعني أحذر من الحداثة والتطور فهو في خطر فوجب إنقاذ التراث فهو أيل للزوال.

ما تعليقك على ظاهرة الأغنية الشاوية العصرية ؟

الأغنية الشاوية تتميز بالأصالة والعراقة مثلها مثل باقي طبوع الفن الجزائري، لكنها للأسف تراجعت أمام ما يسمى بالعصرنة، وهكذا أصبحت الأغنية الشاوية مهددة بهذه المغامرات الفنية  وأخاف أن يكون مآلها الزوال، ومن المؤسف أن يضيع هذا التراث الجزائري الذي هو رصيد مشترك يجمعنا، ورغم كل ذلك ما أزال أناضل كي يبقى هذا التراث أصيلا حتى ولو كنت وحيدا في الساحة  وأجتهد قدر المستطاع لأن ألقنه لجيل الشباب، وباختصار أرى أن مسألة عصرنة وتطوير الأغنية الشاوية لا يعدو مجرد ضرب من الاستهزاء بالتراث، فمن أراد أن يطور عليه باطلاق العنان للإبداع سواء من حيث التأليف أو التلحين والموسيقى وليس بالتطفل على التراث وتشويهه.

هل فكرت في مدرسة فنية

في التراث الغنائي الشاوي ؟

منذ سنوات طويلة وأنا من الدعاة إلى إقامتها بإحدى مناطق الأوراس كباتنة وخنشلة أو أم البواقي إضافة إلى ضم مناطق من ولايات أخرى مجاورة منها تبسة وبسكرة وغيرها، وهي تعنى بالتراث  وتقديمه للشباب الهاوي.

كيف تتصور تطوير الأغنية الشاوية لتصل إلى ما حققته شقيقتها القبائلية ؟

للأغنيتين الشاوية والقبائلية تراث مشترك يعزز التنوع الذي تزخر به الجزائر ويدعم مسعى الفنانين في التطوير والرقي بمستوى الفن، إلا أن الأغنية القبائلية في تطور مستمر وهي حقيقة لا يمكن نكرانها على عكس الأغنية الشاوية وعلى رغم محاولات فناني المنطقة إلا أن ذلك  لم يجد نفعا.

أين هو موقع الأغنية الأمازيغية الأصيلة اليوم من المشهد الفني ؟

الأغنية الأمازيغية التراثية لها روادها وأثبتت قدرتها على مر الأجيال، وصنعت مجد الأغنية التراثية، ولا أحد ينكر دورها في تطوير الفن الجزائري عموما، لكن  يبقى موقعها المناسب رهين بظهورها عبر مختلف الفضائيات هذه الأخيرة التي يبدو أنها لا تلتفت للتراث.

ما تعليقك على الموسيقى الإلكترونية؟

أكيد أن لها حضورها المميز، لكن  هذا لا يمنع من تكثيف الجهود لرد الاعتبار للقصبة والبندير التي لها من الخصوصيات الموسيقية ما تعجز عنه أحدث الآلات الموسيقية، كما يجب التعامل مع هذه التكنولوجيا بحذر كي لا يكون لها أثر سلبي على أصالة فننا وتراثنا الوطني الزاخر.

ماذا كانت رسالتك لجمهورك بتيمقاد ؟ 

كل الفرص المتاحة لي لتنشيط حفلات وسهرات وحضور مهرجانات أستغلها لتبليغ الفن الأصيل للجمهور، وبالنسبة لجمهور تيمقاد أنا ملتزم بكل أصيل وجميل يحمل رسالة الفن السامية.

كلمتك الأخيرة

أشكر جمهور الأوراس الكبير الذي خصني بهذا الاستقبال ولن أبخل عنه بعطائي، كما أشكر قراء جريدة "المساء" التي أتاحت لي هذا الحيز للحديث إلى جمهوري .