الألوان الموسيقية

الألوان الموسيقية
  • 2620
تكتبه: أحلام /م تكتبه: أحلام /م
المتتبع لمسار الحركة الفنية والغنائية في بلادنا يلاحظ أنها قوية، وذات جذور مترامية عبر التاريخ، فمنها ما كان عمره سبعة قرون، ومنها ما فاق ذلك وكان له علاقة وطيدة مع بلدان أخرى وحضارات مختلفة كالعثمانية والأندلسية.. فالمدرسة الغرناطية التلمسانية تنحدر من مدينة غرناطة بإسبانيا ومدرسة الصنعة بالجزائر أصلها من مدينة قرطبة، أما المالوف وأصله قسنطينة، فتعود جذوره إلى مدينة إشبيلية. ولا يختلف اثنان على الثراء الفاخر للموسيقى الجزائرية، فهي تحمل في جوهرها العديد من الأنماط الموسيقية المتنوعة مثل الموسيقى الأندلسية، الشعبي، الراي، القبائلية والقناوي. وظهرت في الآونة الأخيرة أنماط أخرى جديدة مثل موسيقى الروك والراب والريغي. كما تتميز الموسيقى الجزائرية بتنوع النص وثرائه الذي هو مزيج  بين الفصحى، العامية، الفرنسية والقبائلية، إضافة إلى اللهجات المحلية على غرار الشاوية، الصحراوية والسطايفية وغيرها. والأكيد أن لهذه الأنواع والألوان تاريخ عريق، يسعى القائمون على الفن من مسيرين، مؤدين وملحنين للحفاظ عليه وفق النمط الذي جاء به، أو بوضع بعض الرتوشات العصرية لخدمة ذوق الجيل الجديد الذي يتناغم مع الموسيقى العصرية. فعلى سبيل المثال النمط التقليدي للموسيقي القبائلية، المستمد من موسيقى أشويق والذي ازدهر بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث  قدم العديد من المطربين أعمالاً موسيقية  في النمط الكلاسيكي ستبقى فريدة على مر الزمان، وممن تركوا بصماتهم فيها، نوارة وولتاش، أرزقي وشريف خدام.. ويسعى الجيل الجديد من المطربين للمحافظة على هذا الإرث الثقافي من خلال الحفاظ على القاعدة الكلاسيكية وتطعيمها ببعض الرتوشات العصرية. وقد استطاعت بعض الأصوات أن تحمل الأغنية القبائلية إلى مصاف الأغاني العالمية على غرار  المطرب الكبير إيدير والفنان آيت منقلات.