في اللقاء التوجيهي لمديري الثقافة والفنون.. بللو:

الأمن الثقافي لا يجب أن يكون شعارا عابرا

الأمن الثقافي لا يجب أن يكون شعارا عابرا
  • 323
نوال جاوت  نوال جاوت 

أعلن وزير الثقافة والفنون زهير بللو، أول أمس الخميس، عن وضع الهيئة الوطنية للسينما حيز الخدمة، حيث ستوكل مهامها إلى أهل الاختصاص، للإشراف على العمل السينمائي وتشجيع النهوض بهذا المجال الحيوي، وكذلك إعادة هيكلة وجمع ودمج مؤسسات سينمائية أخرى، من أجل تركيز جهود الدولة المبذولة في ترقية وتطوير قطاع السينما، مضيفا أن "الأمن الثقافي لا يجب أن يكون شعارا عابرا".

أكد بللو، خلال اللقاء القطاعي لمديري الثقافة والفنون، الذي احتضنه قصر الثقافة "مفدي زكريا"، أهمية "العمل معا بكل إصرار، من أجل تحقيق نهضة سينمائية حقيقية" في الجزائر، والتفتح على هذا المجال "لبعث ديناميكية ثقافية اجتماعية واقتصادية والترويج محليا ووطنيا وعالميا للمقومات المادية وغير المادية" للجزائر، التزاما بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. 

واستعرض الوزير واقع قاعات السينما المستغلة، وكيفية تحقيق انطلاقة نشاطات مكثفة بها، والسعي إلى فتح القاعات المغلقة التي تتوفر على شروط الفتح، بهدف استغلالها وتحقيق مداخيل منها، بعرض الأفلام الجزائرية التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة، إلى جانب الأفلام الأجنبية، داعيا إلى "مسايرة مخطط تفعيل العروض السينمائية والمسرحية، حتى لا تبقى حبيسة الأدراج".

ومن بين التوجيهات التي قدمها الوافد الجديد إلى صرح العناصر، والمتعلقة بسياسة القطاع على المستويين القصير والمتوسط والبرنامج التنفيذي لسنة 2025، الانخراط في تحقيق ورقة طريق عملياتية، تندرج في إطار عمل الحكومة وتوجيهات رئيس الجمهورية، بشعار "الثقافة حق لجميع الجزائريين بدون إقصاء"، وذلك "في كل مجالات الثقافة كالكتاب والسينما والمسرح والتراث والموسيقى والفنون البصرية وغيرها، قصد "بعث نهضة ثقافية حقيقية مبنية على النجاعة والفعالية والتشاركية والديمومة".

وشدد الوزير على ضرورة وضع خطة عملية مبنية على تحقيق "نتائج فعلية"، يتم تقييمها بتحديد نجاعتها في حينها على المستوى المركزي، مركزا على أنه لبلوغ درجة أعلى للتسيير "يجب الانخراط في آلية عمل تصاعدية، تؤمن بأن الثقافة هي قطاع استراتيجي وتنخرط في منظومة التواصل الإيجابي والفعال والمنتج أفقيا وعموديا، ولا تلغي أي فئة أو متعامل ثقافي ولا تتوانى في السعي من أجل نشر الثقافة".

اللقاء الذي جرى في جلسات مغلقة بعيدا عن أعين الصحافة، كان مناسبة توقف عندها الوزير في كلمته التوجيهية، عند التراث الثقافي، مؤكدا مواصلة حماية الممتلكات الثقافية المصنفة تراثا وطنيا، وتلك المسجلة على قائمة التراث العالمي لتنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي، وأيضا تنفيذا لالتزامات الجزائر، لأنها "مسؤولية تاريخية، وسنعمل على مراقبة حالة تسييرها من أجل عمل جاد واحترافي"، كما خاض في وجوب تكييف المنظومة التكوينية وترقية القراءة والمطالعة العمومية، وكذا تشجيع كل الفنون، ودعا المديريين التنفيذيين والمحليين إلى رفع سقف الاقتراحات، بالاستعانة بالمؤسسات الناشئة وكذا مجاراة الرقمنة الشاملة وتحقيق أرقام ريادية، فضلا عن توحيد الرؤية الاتصالية تجنبا للتضارب المعلوماتي، وإيجاد سبل كفيلة بعصرنة تسيير المتاحف وعملها.

وعلى هامش اللقاء، قال بللو، إن هذا اللقاء بمثابة فرصة لتقييم ما حققه القطاع، وأضاف على "إطاراتنا و21 ألف موظف المنتسبين للثقافة والفنون، العمل على تجسيد التوجيهات لفائدة الثقافة والفن الجزائريين، وتحسين صورة بلدنا وكذا استفادة المواطنين من الإنتاجات الثقافية والفنية".