بعد صدور كتابها "البلبل وحارس البوابة"، زهرة بوسكين لـ"المساء":

الإبداع تغريد خارج القفص

الإبداع تغريد خارج القفص
  • 476
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تدعمت الساحة الأدبية، مؤخرا، بكتاب جديد للأديبة والإعلامية زهرة بوسكين، والموسوم بـ"البلبل وحارس البوابة"، صدر عن دار "خيال للنشر والترجمة"

الكتاب يقع في 70 صفحة، ويضم بين طياته، ثلاثين مقالا متنوع المضمون والاتجاه، من مواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية، جاء بلغة أدبية راقية، تُميز الكتابة الإبداعية عند الكاتبة، كما جاء بطرح فلسفي وبسيكولوجي، يبرز التركيز على السلوك الفردي وأعماق النفسية في مختلف حالاتها.

يعد الإصدار الجديد، إضافة للمكتبة الجزائرية والعربية، لاسيما أنه يحمل جديد الطرح والإبداع للقارئ، وخلال حديث خصته لـ«المساء"، أشارت الأديبة والإعلامية زهرة بوسكين، أن إصدارها موجه للقارئ النوعي "ليكمل تشكيل تلك اللوحات التي تضمنها كتابها، بألوانه وأعماقه، فيصنع الفارق بين الصفحات والكلمات"، كما قالت في فاتحة كتابها.

وعن مدلول عنوان كتابها، قالت الإعلامية والأديبة زهرة بوسكين، إن "البلبل" رمز للحرية والفن والجمال، أما مصطلح "حارس البوابة"، فيمثل إحدى النظريات الإعلامية الهامة، التي تؤكد على دور صاحب المعلومة، وطبعا، كما أضافت، فإن لعنوان كتابها الكثير من الدلالات التي لا يمكن تقديمها بالتفصيل، حتى تترك للقارئ حرية الإبحار في المضمون، لاسيما وأنها تؤمن أيضا بحرية الصورة التي يشكلها القارئ عن النص، أما لماذا بالذات الكتاب موجهة للقارئ النوعي، قالت زهرة بوسكين، القارئ بالنسبة إليها أنواع ومستويات، ومن ثمة فلكل منه نفسية خاصة يقرأ من خلالها.

وبخصوص سر تركيزها دائما على الجانب النفسي في كتاباتها، أشارت الإعلامية زهرة بوسكين، إلى أنه في السنوات الأخيرة، تركز كثيرا في كتاباتها على الجانب النفسي، لأن اختصاصها الثاني، إلى جانب الإعلام، هو علم النفس، تحاول توظيف ذلك في الكتابة منذ صدور مجموعتي "مسافات الملائكة"، ومن جهة أخرى، جميع سلوكات الإنسان تنطلق من نفسيته التي تعتبر تركيبة معقدة، تؤثر فيها عوامل كثيرة، تنعكس جميعها على الأفكار وعلى السلوك، وتضيف، مادام أن كل العلوم مرتبطة بعضها ببعض، فالكتابة النفسية تعتبرها مجالا خصبا.

وحول ما إذا يمكن تصنيفها كاتبة محللة نفسانية، أجابت زهرة، بأنه تصعب الإجابة على هذا السؤال، لأن التصنيف بالنسبة إليها، يقتل المبدع ويحد من حريته الفكرية والإبداعية، إلا أنها تكتب للإنسان وتنطلق من أعماقه، كما أنها تحلل عديد الظواهر والسلوكيات، وتقول بأنها تحبذ أن تجمع في كتاباتها بين التحليل النفسي وخبراتها الإعلامية المتواضعة، لتخوض تجربة تميزها، لتكون علامة لإبداعها خارج كل أنواع التصنيف، فالإبداع عندها لا يقبل التأطير، كما أن الإبداع حرية تشبه تغريد البلبل وهو يحلق عاليا في السماء، بعيدا عن القفص الذهبي.