الدكتورة نبيلة العبدي لـ»المساء»:
الاجتهاد واجب في ترجمة الأمثال والحكم
- 1488
التقت «المساء» بالدكتورة نبيلة العبدي من جامعة الشلف، على هامش تنظيم المجلس الأعلى للغة العربية، للملتقى الوطني حول اللغة العربية والترجمة مؤخرا بالمكتبة الوطنية، واستفسرتها عن تفاصيل مداخلتها المعنونة بـ»عوائق ترجمة الحكم الشعبية الجزائرية بسبب اختلاف الثقافات العالمية»، التي قدمتها في هذه الفعاليات.
في هذا السياق، قالت الدكتورة إنها أخذت نماذج من الأمثال الشعبية وقامت بترجمتها، مشيرة إلى أن العديد من الترجمات لا تؤدي الغرض المطلوب بفعل الاختلاف في الثقافات العالمية.
وأضافت الدكتورة أنه من الواجب إيجاد حلول لهذه العراقيل، حتى تحقق الترجمة مبتغاها، ويتقبل الطرف الآخر الواقع في الضفة المقابلة، لحكمنا الشعبية، معتبرة أن بعض الحكم لا يمكن ترجمتها حرفيا، لأنها لن تلقى قبولا من طرف الآخر.
أشارت العبدي إلى سهولة ترجمة بعض الحكم والأمثال، مقدمة مثالا بمثل «إذا شفت زوج من ناس متعاشرين اعرف بلي درك على واحد»، مضيفة أن هذا المثل لا يضم أي إشكال ، في حين أن الأمر مختلف مع المثل الذي قاله العلامة بن شنب، في كتاب من مؤلفاته وهو: «الجهاد في الكفارة يا لوكان في الخسارة».
في هذا السياق، أكدت المتحدثة أن ترجمة هذا المثل حرفيا غير مجدي، متسائلة: «كيف يستقبله الآخر؟ قد يستقبله بطريقة تسيء إلينا»؟ وتضيف «لكن يجب ذكر السياق التاريخي لهذا المثل وأن هذا المثل يصلح لزمانه».
هكذا اجتهدت الأستاذة ولّطفت من ترجمة هذا المثل حتى لا نُفهم بطريقة خاطئة، لهذا ترجمت كلمة الجهاد بكلمة القطيعة مع الأشرار، لأننا ـ حسبها ـ لسنا في فترة الاستعمار حينما كان الجهاد من أجل الشرف والحرية واجب.
أضافت الدكتورة أن هناك حكم أخرى يمكن ترجمتها حرفيا، مثل «معاونة النصارى ولا قعاد الخسارة»، وهو لا يسيء لنا، وهو مثل يحث على العمل ويمكن قوله حتى في زمننا هذا، فاليد العليا دائما خير من اليد السفلى، كما أننا حينما نقول النصارى فلا نقصد المسيحيين، بل الهدف من المثل هو طلب العمل.
في المقابل، قالت الدكتورة بأن المستعمر الفرنسي استطاع أن يتغلغل في وسط الجزائريين، من خلال معرفتها بكل الحكم والأمثال الشعبية، فقامت بترجمتها وفهمت بذلك العقلية الجزائرية من حيث لا ندري.
لطيفة داريب