من 7 إلى 10 ديسمبر القادم بالمدية

الاستشراق محور ملتقى الدكتور ابن شنب

الاستشراق محور ملتقى الدكتور ابن شنب
  • القراءات: 1059
أ. أكرم أ. أكرم
اختارت المدية تنظيم الملتقى الدولي "الدكتور محمد بن شنب والاستشراق" لاختتام السنة الثقافية 2014، وذلك من 07 إلى 10 ديسمبر الداخل بجامعة "يحيى فارس"، باعتبار أن هذه الشخصية الرمز تعد من كبار علماء الجزائر ومفكّريها، إلى جانب اطلاعها الواسع على العديد من اللغات والثقافات، وهو ما يتجلى من خلال إنتاجه الغزير الذي فاق الخمسين كتاباً في مشارب متعددة، تراوحت بين التأليف والتحقيق والتنقيح والتصحيح، التي كان سبّاقا إلى إخراجها من النسيان.
تشير توطئة هذا الملتقى "وإن كان دأب على منهج المستشرقين في تحقيقاته، إلاّ أنه سار على درب أسلافه من العلماء المحققين المدقّقين..كما أن تنقله بين مختلف العلوم واللغات وتحكّمه الدقيق في الأدوات المنهجية، وسع مداركه وآفاقة المعرفية، وخلصه من عقد الاستعلاء والاستصغار والاستلاب، فجلس إلى كبار المستشرقين محاورا ومناظرا، ويومها كان الاستشراق ظاهرة علمية جديدة في أوجها، مساهما بقدر في خدمة التراث الجزائري، فقد استعمل علمه ومنهجه ورؤيته لتسليط الضوء على آثارنا وتراثنا ووضعها موضع الفخر والاعتزاز" .
وحسب مدير الثقافة لولاية المدية، السيد ميلود بلحنيش القائم على هذا الحدث الأكاديمي، فإن هذه الهيئة ارتأت في هذا الملتقى العلمي، الذي يحمل اسم الدكتور ابن شنب أن تقارب ما بين إشكالية قديمة وجديدة في الآن نفسه، هي قضية الاستشراق، مع تسليط الضوء على جهود هذا العالم الكبير في هذا المجال، عرضا وتحليلا ومدارسة ومقارنة، والانتقال من خلاله إلى معرفة الأشْكال الجديدة من الخطاب الاستشراقي، وبيان مميزاته ورهاناته بالمقارنة مع الخطاب الاستشراقي في الماضي، وهذا كله من خلال فتح جسور الحوار الثقافي الحضاري بين الباحثين والأكاديميين من داخل الوطن وخارجه.
وأضاف المتحدث أن هذا الملتقى العلمي الذي ينظم ضمن سلسلة الملتقيات والندوات التي سنتها مديرية الثقافة، هو محاولة جادة لفتح النقاش العلمي والحوار الحضاري حول هذه القضية المفصلية التي مازال النقاش حولها مفتوحا إلى يومنا هذا، خاصة بعد التحولات التي عرفها العالم في مطلع الألفية الثالثة.
وحسب خارطة طريقه، فإنه من بين أهداف هذه التظاهرة الثقافية العلمية، تَسليط الضوء على جهود العلاَّمة في مجال الاستشراق، ترجمة وتحقيقا وممكنات استثمار أدواتها المنهجية وآفاقها البَحثية، موضَعة جهود بن شنب ضمن الخطاب الاستشراقي الملازم لتاريخه، واستخراج جوانب الخصوصية والتميّز وبيان حقيقية الخطاب الاستشراقي في تاريخه وراهنه بين الحقيقة الثقافية والحقيقة السياسية من جهة، وبين فئة المادحين وفئة النّاقدين من جهة أخرى، إلى جانب رصد "تحوُّلات الخطاب الاستشراقي الجديد، من التمركز الحضاري إلى ما بعد الحداثة"، وكذا "تشخيص الخطاب الاستشراقي ما بعد الاستعماري، خُصُوصياته ورِهاناته"، وهذا في إطار إشكالية باتت تفرض نفسها أكثر مما سبق من حيث التساؤل، "ما الاستشراق في دلالته المعرفية والتَّاريخية؟" و"ما مدى تداخل المعرفة الاستشراقية في منشئها بإرادة القوى الاستعمارية؟" أو بالأحرى "هل الخطاب الاستشراقي حقيقة ثقافية محضة أم حقيقة سياسية استعمارية؟" .."أين يمكن وضع جهود ابن شنب المهتمة بدراسة الشرق عامة والتراث الجزائري خاصة هوية وتاريخا؟".. و«هل كان يعي دوره فيها أم كان منخرطا في مهمات علمية صرفة وإن تلبّست بالنّشاط الاستشراقي؟" و"ما هي مناحي الخصوصية والتميز التي نستخرجها من جهود ابن شنب (الاستشراقية) إن جاز لنا استخدام هذا المصطلح؟".."ما هو راهن الخطاب الاستشراقي؟".."كيف نفسر ملامح الخطاب الاستشراقي ما بعد الاستعماري الذي يُعد تفكيكا لخطاب الاستشراق الاستعماري؟"..و"ما هي دلالة هذا التحول من المركزية الغربية إلى التعددية الثقافية؟".
جدير بالذكر، أن هذا الملتقى سيتم معالجته ومناقشته من حيث بعض المحاور، منها "الاستشراق، الأسس، الُمقومات، خلفياته، المناهج المستخدمة، العلوم الإنسانية الموظفة" و"ابن شنب وسؤال الاستشراق، رصد الجهود العلمية"، "حقيقة العلاقة بالمؤسسة الاستشراقية"، "قيمة جهود ابن شنب واستثمارها وتحيينها" وكذا "الاستشراق الجديد ورهاناته، من المركزية الغربية إلى الاعتراف الثقافي".
ويشارك في الملتقى الدولي كل من بشرى البستاني من العراق مقيمة في عمان، صالح علواني من تونس، أحمد صلاح البهنسي من مصر، موسى عصام، عميد كلية العلوم الاجتماعية وكذا بلقاسم عيساني وتوفيق مزاري عبد الصمد، وخشاب صادق والقائمة طويلة، حيث تم تسطير 45 مداخلة متخصصة في قضايا الاستشراق في برنامج الملتقى.
ومحمد بن شنب (1869ـ1929) واحد من كبار علماء الجزائر ومفكريها، تميّز باطلاعه الواسع على العديد من اللغات والثقافات، وهو ما يتجلى من خلال إنتاجه الغزير الذي فاق الخمسين كتاباً في فنون متعددة، تراوحت بين التأليف والتحقيق والتنقيح والتصحيح، التي كان سبّاقا إلى إخراجها من النسيان.. وهو وإن كان دأب على منهج المستشرقين في تحقيقاته، إلا أنّه سار على درب أسلافه من العلماء المحققين المدققين.