تحويل قصر عزيزة إلى متحف
الانطلاق قريبا في أشغال استعجالية
- 470
ستنطلق خلال الأيام القادمة، أشغال استعجالية بقصر عزيزة الموجود ببلدية بني تامو في البليدة، والذي استرجعته مديرية الثقافة مؤخرا، في انتظار تحويله إلى متحف خاص بالولاية، حسبما علم من المديرية المحلية للثقافة والفنون. وأوضح مدير القطاع، عمر مانع، أنه في غضون الأيام القادمة، ستنطلق أشغال استعجالية بقصر عزيزة الذي استرجعه القطاع مؤخرا، بعد إخلائه وترحيل العائلات القاطنة به منذ الاستقلال.
وذكر السيد مانع أن هذه الأشغال التي ستمس القصر الذي يعرف حالة متقدمة من الاهتراء والتآكل، نتيجة التغييرات التي أحدثتها العائلات التي كانت قاطنة به، تندرج ضمن العملية التي استفادت منها الولاية سنة 2018، بمبلغ مالي يقدر بـ7 ملايين دينار. وأشار إلى أن إجراءات جارية مع الوزارة الوصية لتسجيل عملية جديدة من أجل ترميم هذا المعلم الأثري، ليصبح مستقبلا متحفا يحاكي مختلف عادات وتقاليد وخصوصية الولاية. يعد هذا القصر من المعالم الأثرية ذات الأهمية التاريخية البالغة بالولاية، إذ يعد المعلم الوحيد والقديم الذي صمد بعد زلزال 1825، الذي ضرب البليدة، وهدم كل ما عليها من بنايات، باستثناء هذا القصر الذي شيده الأتراك بنظام مضاد للزلازل، يشبه إلى حد بعيد ذلك المعمول به حاليا.
ويرجع تاريخ تشييده إلى فترة التواجد العثماني بالمنطقة، وتحديدا إلى بداية القرن الثامن عشر، حيث شيده آنذاك الحاكم العثماني مصطفى باشا لابنته عزيزة، وهذا الصرح الذي يشبه إلى حد كبير قصر "عزيزة" بالقصبة في العاصمة، اعتمد في بنائه على أسلوب معماري مميز، بمثابة منتجع سياحي لعائلة الداي وفضاء طبيعي رحب وسط بساتين البرتقال وأشجار النارنج، وكان يتوفر على كل وسائل الراحة من خدم وملاحق ملحقة بالقصر.
واستغل القصر في بداية الاحتلال الفرنسي كسجن مركزي، حيث استخدم مساجينه آنذاك في تشييد الطرقات وأشغال الري والفلاحة، ثم ثكنة عسكرية مع اندلاع الثورة التحريرية الكبرى، ليصبح بعدها مقرا لإقامة السفاح المظلي، ليقارد إلى غاية 1962. وبعد الاستقلال، احتلته عائلات، لتجعل منه سكنا يؤويها، محدثة العديد من التغيرات التي شوهت كثيرا معالم القصر الذي أضحت جدرانه متآكلة وأسقفه مهددة بالسقوط، ونظرا لأهميته التراثية والتاريخية، تم اقتراح المعلم للتصنيف وتسجيله ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية بالولاية، وفقا للمصدر.