عن المحافظة السامية للأمازيغية
البروفيسور بن رمضان يبرز "الجزائر عبر تاريخ أسماء أعلامها"
- 638
صدر عن المحافظة السامية للأمازيغية، مؤلف جديد بعنوان "الأمة والتسميات، الجزائر عبر تاريخ أسماء أعلامها" للبروفيسور فريد بن رمضان، المختص في طوبونيميا الأسماء والألقاب بجامعة "محمد بوقرة" في بومرداس، وجاء في 300 صفحة، تناولت تحليل مئات الأسماء والألقاب الجزائرية عبر التاريخ، قصد استكشاف نظام التسمية الجزائري وتعزيز مفهوم الأمة الجزائرية كوعاء للانتماء المشترك.
يعتبر هذا الكتاب السادس الذي تصدره المحافظة السامية للأمازيغية منذ بداية السنة الجديدة 2024، ما يبرز التزامها بتعزيز الفهم والتقدير للتراث الثقافي واللغوي الجزائري، وقسمه المؤلف إلى 10 فصول، تناول في الأول "الأهمية التاريخية للتسميات في الجزائر"، وتساءل "كيف تكشف الأسماء عن تاريخ وثقافة الجزائر". ليوضح المؤلف أن الأسماء ليست مجرد كلمات، بل تعكس الهوية الفردية والجماعية وتاريخ الأمة. كما ناقش الأساليب المستخدمة لدراسة أصول ومعاني الأسماء، وبين كيف يمكن لتتبع تطور الأسماء أن يساعد على فهم التحولات الاجتماعية والثقافية في الجزائر عبر الزمن.
أما في الفصل الثاني، فتطرق البروفيسور بن رمضان إلى موضوع الأسماء في التاريخ الجزائري القديم، واستعرض كيف تأثرت التسميات الجزائرية باللغات والثقافات القديمة التي سادت في المنطقة، كما تناول أسماء الأماكن والشخصيات المهمة خلال تلك الفترات، وجاء الفصل الثالث بعنوان "تأثير الفتح الإسلامي"، موضحا كيف أصبحت الأسماء العربية والإسلامية شائعة في الجزائر، بعد الفتح الإسلامي، وكيف عكست هذه التسميات التحولات الدينية والثقافية في البلاد، أما في الفصل الرابع، فتطرق إلى موضوع الأسماء في عهد الدولة العثمانية، وتناول كيف أثرت اللغة والثقافة العثمانية على التسميات في الجزائر، وشرح التغيرات التي طرأت على الأسماء والألقاب، نتيجة للتفاعل مع الثقافة التركية والعثمانية.
وجاء الفصل الخامس بعنوان "تأثير الاستعمار الفرنسي على التسميات". بما في ذلك محاولات تغيير الهوية، من خلال فرض الأسماء الفرنسية، ويوضح ردود الفعل الجزائرية على هذه المحاولات. كما يسلط الفصل السادس، الذي جاء بعنوان "دور المقاومة في الحفاظ على الأسماء التقليدية"، الضوء على دور حركات المقاومة في الجزائر في الحفاظ على الأسماء التقليدية كرموز للهوية الثقافية، ما أكسبها قوة إضافية، كرمز للنضال ضد الاستعمار الفرنسي.
بينما تطرق في الفصل السابع، إلى موضوع "الأسماء في فترة ما بعد الاستقلال"، حيث تناول تطور الأسماء بعد استقلال الجزائر، وكيف استعادت الهوية الجزائرية أصالتها. ويناقش أيضا التغيرات التي طرأت على التسميات خلال فترة إعادة البناء الوطني والنهضة الثقافية. وجاء الفصل الثامن بعنوان “انعكاس الأسماء في الأدب الجزائري وتأثير الأدباء على التسميات" وفيه أمثلة من الروايات والشعر الجزائري التي تظهر فيها الأسماء كعنصر مهم في السرد الأدبي والثقافة. في حين يركز الفصل التاسع المعنون بـ"التسميات وأعلام النساء"، على الأسماء المتعلقة بالنساء البارزات في تاريخ الجزائر. ويسلط الضوء على أسماء النساء ودورها في تشكيل التاريخ والثقافة الجزائرية، موضحاً كيف تعكس هذه الأسماء مكانة المرأة في المجتمع.
ويختتم الكتاب بالفصل العاشر، الذي يقدم تحليلا شاملا لتطور الأسماء عبر الفترات التاريخية المختلفة، ويبرز العلاقة بين الأسماء والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها الجزائر، ويقترح أطرا نظرية لفهم دور الأسماء في تكوين الذاكرة الجماعية والهوية الوطنية.
للإشارة، البروفيسور فريد بن رمضان أستاذ في التعليم العالي في علوم اللغة، متخصص في علم الأسماء الخاصة، وكان عميدا سابقا لكلية الآداب والفنون. وهو خبير في علم أسماء الأماكن وممثل للجزائر في المؤتمرات الدولية حول توحيد تسميات الأماكن بالأمم المتحدة، وهو أيضا مؤسس وحدة البحث حول أنظمة التسمية في الجزائر. ومؤلف ومدير لعدد كبير من النشرات حول أنظمة التسمية في الجزائر، وهو رئيس الجمعية الجزائرية لعلم الأسماء الخاصة.