ترقيةً للخطاب الديني في وسائل الإعلام

التركيز على العصرنة وتحسين الجانب الفني بدون إهمال المضامين

التركيز على العصرنة وتحسين الجانب الفني بدون إهمال المضامين
  • 4804
❊ز. الزبير ❊ز. الزبير

رافع باحثون ودكاترة من الجزائر وخارجها، على هامش الملتقى الدولي الموسوم بـ "راهن الإعلام الديني وآفاقه" المنظم من طرف كلية أصول الدين بجامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف، يومي 16 و17 أفريل الجاري بمناسبة يوم العلم، رافعوا من أجل إعلام ديني راق، يتوافق وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية، ويكون حصنا لهذه المجتمعات من الهجمات الشرسة التي باتت تشوّه كل ما هو عربي ومسلم، داعين إلى الاهتمام أكثر بالخطاب الديني عبر وسائل الإعلام، وتحسين مقوماته الفنية بدون إهمال المضمون، ومواكبة العصرنة في ظل الثورة العلمية التي يشهدها العالم.

أكد الأستاذ الدكتور محمد قيراط من قسم الإعلام بكلية الأدب والعلوم بجامعة قطر، أن العالم الإسلامي يعاني من صور نمطية وتشويه وتضليل، مضيفا أن المشكلة زادت حدتها بعد أحداث 11 سبتمبر وانتشار الإرهاب في العالم، حيث تساءل في مداخلته "الحوار بين الإسلام والغرب الرهانات والتحديات"، عن دور المسلمين في محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتشويه المنهجي للإسلام، وعن معركة كسب الرأي العام، ودور الإعلام العربي في معالجة القضية، وماذا قدمت الفضائيات العربية للآخر؟ مؤكدا أن هناك إعلاما عربيا بدون هوية ولا استراتيجية، وبدون خطة عمل لمواجهة الحملات الدعائية والتشويهية المضللة للرأي العام.

وحسب الدكتور محمد قيراط فإن المتضرر الأول من هذه الحملات المسعورة، العرب والمسلمون، معتبرا أن العالم الإسلامي والعربي بحاجة إلى تحرير إعلامه من القيود والتبعية مع ضرورة وضع مشروع إعلامي واضح المعالم، لتقديم الصورة الحقيقية لحضارة الإسلام والعربية، مطالبا باهتمام العرب والمسلمين بصناعة الصورة والرأي العام بعيدا عن نظرية المؤامرة وصراع الديانات.

من جهته، ركز الدكتور حسن محمد الأسمري من كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالسعودية، على الخطاب العقدي داخل المحتوى الديني في الفضاء الإعلامي، معتبرا خلال مداخلته بقاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد بن باديس بجامعة الأمير عبد القادر والتي جاءت بعنوان "الخطاب العقدي في فضاء العولمة الإعلامية"، أن هذا الفضاء أوجد تحديات كبيرة في حضور أنواع الخطابات في الإعلام. وقال إن العولمة أثرت على الخطابات الدينية بشكل عام، وعلى الخطاب العقدي بشكل خاص. 

أما الأستاذ الدكتور أحمد فلاق من كلية الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة، فاعتبر أن الخطاب الديني في الجزائر يخضع لعناصر اتصالية تقليدية، أثرت على آليات إيصال الرسالة الدينية، ودعا إلى صيغة تجديدية لتوصيل هذه الرسالة في الخطاب الديني. كما ودعا الدكتور نور الدين مبني من جامعة "محمد الأمين دباغين" بسطيف، إلى الاهتمام بالعنصر البشري وتأهيل كفاءاته وتكوينه في مختلف التخصصات المهنية المرتبطة بالممارسة الإعلامية في المجال الديني، حيث طالب أهل القطاع بزرع ثقافة تواصلية حقيقية مبنية على الثقة المتبادلة بين مختلف الأطراف.

وتطرقت الأستاذة سكينة العابد من كلية الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة، لتجربة الإعلام الديني الناطق بالأمازيغية في الجزائر، متخذة من حصة "تشريعت" التي تُبث على القناة التلفزيونية الرابعة، كأنموذج، وقالت إنه بعد مرور عدة سنوات على هذه التجربة بالإعلام العمومي، أصبح الإعلام يشكل بيئة إعلامية لها خصائص وأهداف واضحة.

وتحدثت الدكتورة مسعودة بايوسف من قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة، عن المقومات الفنية في الخطاب الديني التلفزيوني عبر قناة "القرآن الكريم"، معتبرة أن هناك العديد من النقائص الفنية في البرامج المدروسة، مما يجعلها قاصرة عن جذب اهتمام المشاهد والتأثير فيه، حيث دعت القائمين على الخطاب الديني في الجزائر إلى المزيد من الاهتمام بالأسس والإعداد والإخراج الفني.

وعرف الملتقى الذي افتتحه أول أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف والذي يهدف إلى تبيين أنماط تكوين القائم بالاتصال في الإعلام الديني وانعكاسه على أدائه والحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وتحقيق السلم والتعايش المذهبي والأمن الفكري، عرف تقديم 27 مداخلة لباحثين ومختصين، تم توزيعها على أربع جلسات، حملت كل جلسة مناقشة محور معيّن على غرار التكوين، مضمون الخطاب الديني وجمهور هذا الإعلام، وتنظيم ورشتين مكملتين لأشغال الملتقى.

ز. الزبير