الباحث مولاي عبد الله اسماعيلي:
التزام بحماية تراث توات وما جاورها
- 808
يعتبر الباحث الأستاذ مولاي عبدالله اسماعيلي من شرفاء زاوية كنتة، يعود نسبه بمنطقة توات وما جاورها بأدرار، إلى الشريف المعروف بـ"السي حمو بلحاج” الذي ذاع صيته داخل الجزائر وخارجها، كمالي والنيجر وموريتانيا، وغيرها من دول الجوار، وهو من آل البيت الطاهرين.
الباحث من مواليد 1960 بقصر زاوية كنتة في بلدية زاوية كنتة، بدأ تعليمه القرآني في مسقط رأسه بكتاب أقربيش، ثم دخل المدرسة النظامية، وتابع دراسته بها حتى تحصل على شهادة الأهلية.
عمل أستاذا في مادة الأدب العربي بالثانوية، بعد أن أتم دراسته الجامعية في هذا الاختصاص، وبقي شغفه للعلم كبيرا ليتحصل على ديبلوم الدراسات المتخصصة في المخطوطات سنة 2005 من جامعة الجزائر، ثم ماجستير في علم المخطوطات وتحقيق النصوص من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، تحت إشراف المعهد العربي للمخطوطات بالقاهرة، وله منشورات وإصدارات كثيرة، بالإضافة إلى أكثر من 40 محاضرة في التراث، ألقاها في العديد من الجامعات في الجزائر وتونس ومصر. من أعماله التي تم طبعها ونشرت ”تحقيقي روض الزهر اليانع على مشروح المقنع في علم كان لأبي مقرع”، وهو كتاب في علم الفلك، وطبع له كذلك مؤخرا كتاب بعنوان ”نقل الرواة في من أبدع قصور توات”، وهو تحقيق لكتاب محمد باعمر البداوي، في حين يوجد له كتاب آخر تحت الطبع بعنوان ”دراسة وتحقيق وكتاب الفقارة واليات توزيع الماء بتوات، النشأة والتطور”.
ومن المسؤوليات التي تقلدها رئيسا لبلدية زاوية كنتة لعهدتين، كما كان عضوا فاعلا في المنظمات الجماهيرية والشبانية، ويعتبر الباحث مولاي عبد الله مرجعا حقيقيا في تاريخ توات بأدرار، خاصة ما تعلق بالتراث الثقافي من مخطوطات قديمة ونظام الفقارات المائية وغيرها، وكذا قيم نمط القصور المنتشرة عبر إقليم الولاية، حيث له دراسات عميقة في نمط المعيشة في تلك القصور من الجانب الاقتصادي والثقافي، لا يزال يفتخر به الأهالي هناك. ينشط الباحث في جل المجالات وحضوره يعطي الإضافة في سبيل المساهمة في التنشئة الاجتماعية، حيث أكد أن قلمه مسخر لتنوير المجتمع ولم يجف بعد، وهو سائر على نهج البحث المتواصل للتعريف بمنطقة توات التي تفتخر بتراث عريق يضرب جذوره في عمق التاريخ، مما يستوجب ـ حسبه- نقله للأجيال، وهو الآن يد العون للطلبة في بحوثهم وفي رسائل الدكتوراه، من ذلك رسالة دكتوراه تطرقت وناقشت موضوع الفقارات بتوات، حيث أبهرت العالم بنظامها المائي المقتصد الذي لا مثيل له، بالإضافة إلى ما يوجد من خزائن المخطوطات.
❊ بلقاسم بوشريفي