خالد مهناوي محافظ مهرجان جميلة الدولي لـ ”المساء”:

التسويق الاعلامي سر النجاح

التسويق الاعلامي سر النجاح
خالد مهناوي محافظ مهرجان جميلة الدولي
  • 1209

رغم أنّ تعيينه على رأس مهرجان بحجم جميلة سبق الحدث بأسابيع فقط إلا أنه قبِل المهمة ورفع التحدي وعمل بمعية بعض التظاهرة التي بلغت عامها الرابع عشر. وسعى محافظ جميلة السيد خالد مهناوي جاهدا لتوفير كافة عوامل النجاح، الأمر لم يكن هيّنا بالنظر إلى الظروف المحيطة وضيق الوقت، ومع ذلك اجتهد على كل الجبهات، حيث أسدل الستار على مهرجان جميلة، ويتم التفكير في الطبعة الموالية، التي بدأ التحضير لها كما يشير محدث المساء مهناوي .

❊❊ كيف قبلت فكرة الإشراف على محافظة مهرجان جميلة؟

في حقيقة الأمر لم أكن أنتظر هذا التعيين وتكليفي من طرف وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي بهذه المهمة. أمر أعتز به كثيرا، ويُنم عن الثقة الكبيرة التي وُضعت في شخصي من طرفه. وقد سعيت رفقة الفريق العامل معي من أعضاء المحافظة، جاهدين لأن نكون في المستوى المطلوب. وقد عملنا معا لإنجاح الطبعة  بامتياز ، وهو التحدي الذي رفعناه رفقة طاقم المحافظة، الذي تجنَّد منذ اليوم الأول للوقوف على كل كبيرة وصغيرة.

❊❊ ماذا أضافت لك تجربتك السابقة في التسيير وأنت على رأس محافظة مهرجان جميلة؟

دخولي عالم الثقافة لم يكن وليد اليوم؛ فمنذ سنوات ونحن نعمل في هذا الميدان، حيث أشرفنا على العديد من التظاهرات الوطنية والدولية وكانت ناجحة بامتياز. وأعتقد أن إسناد لي مهمة الإشراف على المحافظة كان من هذا الباب، فقد تعاقبت على العديد من المناصب التنظيمية والتسييرية في المجال الثقافي؛ ما أكسبني الخبرة رغم تواضعها.

❊❊ كيف وجدت الفرق في التسيير بين تظاهرات سابقة ومهرجان جميلة؟

في الحقيقة، الديناميكية هي نفسها عبر جميع المهام التي توليتها، حيث بقينا في نفس النسق، والفرق يكمن فقط في حجم المهمة ودرجة التحدي من حيث التنظيم وتحضير الأطباق الفنية وتأمين المكان والبرمجة والترويج والإعلام، وبالتالي لم تكن هناك فروق إلا من حيث رفع التحدي خلال هذه الطبعة.

الجميع يعلم أن تعيين المحافظة الجديدة جاء في ظرف زمني قصير جدا، ومن ثم فالتحدي الأول يتعلق بالوقت، لأن التحضير لمهرجان بحجم وسمعة جميلة يتطلب الكثير، ومع هذا أخذنا المسؤولية على عاتقنا، وانطلقنا مباشرة في التحضير للمهرجان رفقة عدد من إطارات ولاية سطيف، وتم تقاسم المهام والنزول إلى الميدان.

❊❊ كيف وجدتم مسؤولية هذه المهمة في الميدان؟

المهمة لم تكن سهلة كما يعتقد البعض، فقد اتخذنا من عنصر التحدي حافزا للوصول إلى المبتغى وإنجاح هذا الحدث الثقافي الهام، وبقينا كفريق عمل واحد موحد طيلة مراحل التنظيم، متماسكين ومتمسكين بالهدف المنشود. 

❊❊ لأي المحاور أوليتم أهمية أكثر؟

المحور الأول الذي ارتكزنا عليه يتعلق بالشق الإعلامي والترويجي؛ باعتباره ممهدا للعملية وعاملا رئيسا في إنجاح التظاهرة. والتحكم فيه يعني ضمان تسويق جيد للحدث. أما المحور الثاني فيتعلق بالفنان والبرنامج المسطر؛ فهو أمر في غاية الأهمية، كونه يمثل الأطباق التي ينتظرها الجمهور الذي يُعد في نظرنا رأسمالنا، ولم نهمل بالموازاة مع ذلك محور التنظيم؛ لأن جلب العائلات يتطلب سيطرة محكمة وتوفير الظروف الملائمة والمريحة لكل من يقصد ركح جميلة لمشاهدة ومتابعة مختلف السهرات.

❊❊ ما هي ميزة هذه الطبعة؟

ما ميز الطبعة 14 أنها جاءت جزائرية بامتياز من خلال فنانين جزائريين ذوي سمعة عالمية. والفنانون الذين تم اختيارهم في هذه الطبعة خير دليل على ذلك، وهذا ما سمح باستقطاب عدد أكبر من الجمهور بمختلف شرائحه. أما ثاني ميزة فتتعلق بالقافلة الفنية التي جابت مختلف دوائر الولاية، في بادرة هي الأولى من نوعها، وهي قافلة ترويجية للمهرجان وتحضيرا له مع إعطاء فرصة للفنانين المحليين ممن لم يسعفهم الحظ في الغناء في المهرجان لتنشيط الجو الفني بهذه المناسبة. أما الميزة الثالثة فتتعلق بالتكريمات التي أقيمت على هامش المهرجان، حيث فكرنا في فنانين أعطوا الكثير للثقافة والفن، حيث وقع الاختيار على أسماء ذات باع طويل وسمعة عالية على الساحة الفنية بداعي إرساء تقليد جديد، يسمح بتذكر من كان لهم الفضل في الترويج للفن وللجزائر على حد سواء. ويضاف إلى هذا ثمن التذكرة، الذي قمنا بتخفيضه إلى 300 دج لتمكين مختلف الشرائح من حضور سهرات المهرجان.

❊❊ اقتصرت المشاركة على الأسماء الجزائرية، فهل كان ذلك بسبب سياسة ترشيد النفقات؟

الميزانية المخصصة لهذه الطبعة هي أقل بـ 60 بالمائة مقارنة بالطبعات السابقة، وهذا يندرج ضمن سياسة ترشيد النفقات، فكانت الأطباق الفنية جزائرية مائة بالمائة، كما أردنا منح الفرصة لجميع الفنانين الذين لم تتح لهم الفرصة من قبل للوقوف والغناء في جميلة؛ قصد الالتقاء بمحبيهم ومتابعيهم.

وبالنسبة للشق المالي الخاص بالمهرجان، كان هناك أيضا الدعم الكبير الذي تفضّل به السيد الوالي، الذي حرص على توفير كافة سبل وعناصر النجاح، وهو مشكور على ذلك، إضافة إلى دعم الديوان الوطني لحقوق المؤلف، لكن الحلقة الفارغة هي حلقة المساهمة الفعلية للمستثمرين الخواص، التي تبقى بعيدة جدا إن لم نقل غائبة تماما عن المشهد الثقافي، وهو ما نتأسف له؛ لهذا أمنيتنا أن تولي وسائل الإعلام هذا الجانب اهتماما خاصا من خلال التحسيس بهذا الأمر، وهذا الواقع رغم التحفيزات المقدمة من طرف الدولة، على غرار التخفيض من الضرائب وغيرها.

❊❊ ما مدى نجاحكم في الاعتماد على مصادر تمويل جديدة بعيدا عن الموارد التقليدية؟

في الحقيقة، الحصيلة لم تكن كبيرة، وعليه فالطبعة القادمة إن شاء الله، بدأت مباشرة بعد الانتهاء من هذه الطبعة، إذ سيتم اعتماد دفتر شروط، ونتقرب أكثر من الممولين لإقناعهم بالمشاركة، والعمل بمبدأ رابح رابح، والرابح الأكبر هو المدينة وأبناؤها بفعل هذا الحراك الثقافي وما يوفّره للمتعاملين الاقتصاديين من مزايا وإعفاءات، وإن شاء الله تكون هناك نتائج إيجابية، تسمح بتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الدولة.

❊❊ أطلقت الوزارة مبادرة المصالحة الواسعة بين الفنان الجزائري وجمهوره وثقافته وتراثه، ما مدى إسهامكم فيها؟

مهرجان جميلة يدخل ضمن السياسة العامة للوزارة من خلال إعطاء الفرصة والمجال لمختلف الفنانين المتواجدين بقوة على مختلف الشبكات الاجتماعية، للالتقاء مباشرة بمحبيهم ومتابعيهم من خلال هذا المهرجان، بدليل الطلبات الكثيرة التي وردت على صفحة الفايسبوك الخاصة بالمهرجان، وخصت عددا من خريجي ألحان وشباب و«ذي فويس وغيرهما، ولهذا فجميلة جسر لهؤلاء الفنانين الشباب للالتقاء بجمهورهم على المباشر.

❊❊ أي المقاييس اعتمدتم في اختيار الفنانين المشاركين؟

تم اختيار الفنانين بناء على مقياسين اثنين، هما مدى الحضور الفعلي للفنان على الساحة الفنية الجزائرية والعالمية، وسبر آراء الجمهور على صفحة الفايسبوك لمعرفة ميولاته ورغباته؛ ما يعني إشراكه بطريقة مباشرة في اختيار الفنانين. وقد قمنا فعلا بجلب عدد من الفنانين الذين طلبهم الجمهور، وهي بادرة أولى في مجال تنظيم المهرجانات في الجزائر.

❊❊ أي الأهداف سعيتم لتحقيقها في هذه الطبعة؟

العديد من الأهداف تم تسطيرها والتخطيط لتجسيدها، منها استقطاب عدد كبير من الجمهور بمختلف الشرائح من خلال البرنامج المسطر، إضافة إلى رغبتنا في فك العزلة عن جميلة؛ من خلال الترويج للموقع، إذ أقيمت جولات للفنانين المعروفين الذين نشطوا ليالي المهرجان في الموقع الأثري، وسنقوم بتنزيل الفيديو ونشره، ومن ثم الترويج للموقع بطريقة جديدة. والهدف الثاني هو العمل على احتضان أولاد جميلة للمهرجان؛ من خلال توظيف أبنائها وإشراكهم في الإشراف على التنظيم، وسنعمل في الطبعات القادمة على توسيع القائمة أكثر فأكثر.

❊❊ وما الذي تحقق؟

هناك ما تحقق، وهناك ما سنسعى لتجسيده في الطبعة القادمة بحول الله إذا ما أتيحت لنا ظروف عمل أحسن ووقت أطول.

❊❊ كيف كان برنامج القوافل الثقافية الموازية للمهرجان؟

القافلة الفنية التي سبقت المهرجان هدفها الأساس هو تنشيط الجو الثقافي بمختلف ربوع الولاية، فضلا عن إتاحة الفرصة لمختلف الفنانين المحليين، الذين لم يسعفهم الحظ في الغناء على ركح جميلة؛ من إيجاد فضاء مواز، يسمح لهم بالالتقاء بجمهورهم. كما كانت فرصة للترويج للمهرجان بطريقة غير مباشرة، ما سمح بنقل جميلة بطريقة غير مباشرة إلى تلك المناطق التي جابتها القافلة.

❊❊ شهدت سطيف قفزة نوعية من حيث الهياكل القاعدية؛ ما مدى تأثيرها على المهرجان؟

مدينة سطيف تضم حاليا العديد من الهياكل التي تسمح بإقامة مهرجانات في المستوى، خاصة ما تعلق بالهياكل الفندقية. وفي هذا الصدد قمنا بزيارة عدد من الفنادق، وتم اختيار البعض منها لإيواء الضيوف والفنانين والصحافيين. وأحبّذ أن يكون هناك استثمار سياحي فعلي بمدينة جميلة من أجل خلق حركية وديناميكية اقتصادية بهذه المدينة.

❊❊ الجمهور الرقم الثابت في معادلة التنظيم؛ كيف تعاملتم معه؟

نجاح المهرجان مرتبط بحضور الجمهور وهو المقياس الحقيقي، وهذا ما عملنا على ترجمته على أرض الواقع. كما سبق أن أشرنا، اعتمدنا على خطة إعلامية ترويجية لإيصال صدى المهرجان إلى كل المواطنين داخل وخارج الوطن، وزوار المدينة من مختلف الولايات لنستقطب أكبر عدد من الجماهير. فمهرجان جميلة يضاهي مختلف المهرجانات الدولية ولا يقل عنها أهمية وحجما. واعتمدنا في هذا الخصوص على الملصقات بمختلف أنواعها، والإذاعة المحلية والصحافة المكتوبة والمرئية، وشبكات التواصل الاجتماعي، والفنادق، وحديقة التسلية، وبارك مول وكل مكان يعرف حركة كثيفة للمواطنين وزوار المدينة. كما تم خلق نقاط إعلام بمختلف الدوائر، على غرار حمّام السخنة وحمام قرقور وعين آزال وعين ولمان إضافة إلى إشراك دور الشباب في الإعلام والتحسيس.

❊❊ كيف تعاملتم مع الشق الإعلامي؟

سطرنا خطة متكاملة تشرف عليها خلية إعلام تمس الصحافة المكتوبة، والسمعي والسمعي البصري ومنصات التواصل الاجتماعي مع توفير المعلومة في أوانها للإعلاميين، إضافة إلى إنشاء مركز للصحافة في الفندق الذي أقام فيه الصحافيون، فضلا عن توفير الإقامة والنقل لهم؛ قصد تسهيل عملهم، وتوفير كل الشروط، وكل هذا من أجل إيصال صوت ورسالة المهرجان باحترافية.

❊❊ كيف كانت تجربة هذه المهمة؟

حلاوة العمل تكمن أساسا في رفع التحدي ومجابهة المشاكل التي تعترض مهامك والانتصار عليها. ونحن من خلال المهام المسندة إلينا، وفي وقت ضيق، كان لزاما علينا رفع التحدي وحمل المشعل لمواصلة المسيرة وتشريف وجه الثقافة في الولاية والوطن.

❊❊ هل أنتم راضون عما قُدم؟

إلى حد ما نحن راضون بما قدم وما أنجز، ومع ذلك نبقى نتطلع لما هو أفضل.

❊❊ كيف يجري التفكير في الطبعة القادمة؟

لدينا تصور للطبعة القادمة من خلال نقل المهرجان من مكانه الحالي إلى مكانه الأصلي؛ أي الموقع الأثري، لإعادة إحياء المكان بتوصيات من الوالي الذي ألح علينا في ذلك، كما سنسعى للتحكم أكثر في مختلف الجوانب المتعلقة بالمهرجان، ونحن على يقين بأن النتائج ستكون أفضل إذا ما توفرت الظروف.

❊❊ كلمة ختامية؟

بودي أن أشكر جميع من التفّ حول المحافظة الجديدة. وأحيّي رجال الخفاء، ونشكر جزيل الشكر السيد الوزير، الذي وضع ثقته فينا؛ سعيا لإسناد مهرجان بهذا الحجم، لإطارات محلية. ونأمل أن نكون في مستوى التحدي بدون أن ننسى السيد الوالي، الذي وقف معنا ودعّمنا، وساهم بشكل كبير في إنجاح المهرجان، والشكر موصول أيضا لأسرة الإعلام التي وقفت بجانبنا وساهمت في إنجاحه بطريقتها.

منصور حليتيم