الكاتب الفرنسي جيل بيرو:
التغيير مازال غائبا بالمغرب بعد 30 سنة من ”صديقنا الملك”
- 819
لا يزال الكاتب الفرنسي جيل بيرو، مؤلف الكتاب النقدي حول حسن الثاني ”صديقنا الملك”، يعبر عن تأثره البالغ بالنجاح الذي حققه كتابه، 30 سنة بعد صدوره، معربا عن تأسفه لـ"غياب التغيير” في المغرب منذ ذلك الحين.
ففي حديث خص به الصحفي عمر بروسكي نشر على موقع Orient XXI، تطرق الكاتب الفرنسي مطولا إلى ”التسونامي السياسي-الدبلوماسي” الذي أثاره كتابه، الذي صدر في سبتمبر 1990 بدار النشر ”غاليمار”.
يقول جيل بيرو، إنه رغم بعض التردد، إلا أنه قرر في الأخير كتابة هذا المؤلف، بعد تلقيه ”معلومات لم تكن مطمئنة حول المغرب”، مشيرا إلى إدانة شاب مغربي بالقنيطرة بـ10 سنوات حبس ”بسبب توزيع منشورات”.
"لقد أزعجني ذلك كثيرا، فقلت لنفسي: يجب التحرك”، يقول الكاتب الذي أكد بأنه ”يعرف جيدا” المغرب الذي زاره في سن مبكرة.
أما عن ردود الفعل التي أثارها صدور كتاب ”صديقنا الملك”، وهو اسم اقترحه إيدوي بلينيل (صحفي سياسي فرنسي)، أعرب جيل بيرو عن استغرابه لذلك، مشبّها هذا الحدث ”بالهزة الأرضية”.
أضاف أن الكتاب أحدث أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا، أدت إلى إلغاء سنة المغرب بفرنسا، واحتجاجات من الحسن الثاني، وكذا ”احتجاجات مزعومة” وجهها الآلاف من المغربيين إلى الإليزي.
كتاب مفيد لكن... لا شيء تغير منذ ذلك الحين
تطرق الكتاب كذلك إلى غضب شخصيات فرنسية، إذ كشف جيل بيرو قائلا؛ ”أكثر ردة الفعل أتذكرها، كانت لهوبرت فيديرين الذي كان يشغل حينها منصب الناطق الرسمي باسم الرئاسة، ومقرب من فرانسوا ميتيران ... حيث أنّبني بعنف ووصفني بغير المسؤول”.
بالرغم من الأثر السيء الذي خلفه كتاب جيل بيرو، إلا أنه كان مفيدا، خاصة ”لما أطلق الحسن الثاني سراح معتقلي تازمامرت والقنيطرة والمعتقلات الأخرى”.
كما أفاد الكتاب الضحايا وعائلاتهم وذويهم، إذ كشف المؤلف الفرنسي، أن البعض منهم كانوا مسجونين منذ عشرين سنة، وهم أشخاص ”غير مرحب بهم في المغرب”، إلى حد اللحظة، على حد قوله.
قال بيرو في كتابه ”على الرغم من كل ذلك، لا زلت أحتفظ بذكرى مؤثرة جدا، لأن هذا الكتاب ساهم في فتح سجون في المغرب. لأنه لا يجب نسيان أن المحاربين الحقيقيين من أجل الحرية بالمغرب، كانوا هؤلاء العشرات من المناضلين المغربيين، الذين كافحوا ببطولة لإجبار نظام الحسن الثاني على التنازل”.
تأسف جيل بيرو كثيرا عن أن ”مستقبل المغرب سيبقى مظلما، ما دامت الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء”، مؤكدا أن الأمر ”لم يعد قط مجرد هوة، بل أصبح هاوية، وأن كل شيء تبدل لكي لا يحدث أي تغيير.