"الثقافة الإلكترونية والمجتمع الجزائري..." ببسكرة

التقنيات التكنولوجية والإلكترونية في حياتنا اليومية

التقنيات التكنولوجية والإلكترونية في حياتنا اليومية
  • القراءات: 1605

يعتبر امتلاك وتصنيع تكنولوجيات الإعلام والاتصال من علامات التقدم والرقي لأي مجتمع، حيث بات مألوفا القول بأن الإنسانية دخلت عصر الثورة المعرفية باستخدام الحاسب الآلي والأنترنت وظهر ما يسمى بالثقافة الإلكترونية. ومن خلال ما سبق، تنظم جمعية "الروافد الثقافية" لولاية بسكرة هذا الملتقى، للحديث أكثر حول واقع الثقافة الإلكترونية في المجتمع الجزائري ومستقبلها من خلال عدة محاور.

تمثل الثقافة الموروث المكتسب لأي مجتمع من المجتمعات، لذا من الصعب تحديد معنى واضح وشامل لمفهوم الثقافة ودلالتها، لأنها ذات مفاهيم عديدة ومتشعبة، فهي العادات والتقاليد، وهي المعرفة المكتسبة وغير المكتسبة، وهي التعامل والممارسة اليومية، وتتأثر ثقافة الفرد عادة بما يكتسبه ويكون سائدا في بيئته التي يعيش فيها.

أما في مجال الإلكترونيات، فتعتبر الثقافة ممارسة التكنولوجيا والتقنيات الإلكترونية بما يكفل تلقي الخدمات الإلكترونية بنجاح والاستفادة منها، حيث جاءت المعلوماتية بتقنياتها لتعالج المعلومات، فالمعلومات هي ذلك الكم الهائل من المعرفة والبيانات والحقائق والوقائع بمختلف أشكالها، والتي تشكل أُسسا وأصولا وقواعد تخضع الأشياء إليها، بالتالي تعد اليوم أهم وسيلة لتنامي ثقافة المجتمعات.

لكن مع هذا وذاك، ينبغي علينا هنا في الجزائر التعرف على ما نملكه من معرفة وثقافة إلكترونية، تمكننا من ممارسة التقنيات التكنولوجية والإلكترونية في حياتنا اليومية، فالثقافة الإلكترونية جزء لا يتجزأ من ثقافة الفرد العامة، ولابد أن يكون على دراية بها وإلا اعتبر الفرد أميا في المجتمع الذي يعيش فيه، خاصة بعد اقتحام التقنيات والإلكترونيات وتواجدها في كل مكان من حياتنا، في منازلنا ومكاتبنا وسيارتنا، فالثقافة الإلكترونية هي تلك العائد إلينا من تقدم المجتمع واستيعابه واستخدامه لتقنية المعلومات، سواء كان هذا الاستخدام في المنزل أو العمل أو غيرها، ويمكن تعريف الثقافة الإلكترونية بأنها قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، والدخول بسهولة إلى عالم التقنية وتكنولوجيا المعلومات. كما أنه يمكن تعريف الثقافة الإلكترونية في نقطتين هما؛ التعامل والأخلاقيات، حيث لم يقتصر مفهوم الثقافة الإلكترونية على امتلاك التقنية، بل يتعداها إلى مفهوم التعامل الفردي مع هذه التقنية والالتزام بالأخلاقيات عندما نتعامل مع التقنية، فقد تكون للفرد دراية بكيفية استخدام أجهزة الحاسب الآلي مثلا، لكنه يفتقر للأخلاقيات تجاه الحاسوب في المحافظة على سرية المعلومات أو على الملكية الفكرية وغيرها، فالثقافة تتعلق بالتعامل والأخلاقيات في نفس الوقت. إن التدريب على التقنيات الإلكترونية وكسب ثقافتها بات ضرورة ملحة، حيث أصبحت المجتمعات، في إطار الثقافة الإلكترونية، تقاس بعدد مستخدمي الأنترنت والخدمات الإلكترونية واقتناء الأجهزة التقنية للتكنولوجيا والمعلومات بمختلف أنواعها. كما تقاس بالدورات وحلقات العمل التي تقام لتنمية أفراد المجتمع. حين النظر إلى مجتمعنا في المملكة، نلاحظ أنه مجتمع مثقف في مجال التقنية والتكنولوجيا، كما هو الحال في ثقافته العامة.

ساهمت الجزائر في هذه الثقافة بشكل كبير، في الهدف الذي اتخذته ورسمته لنفسها وتوجهها في هذه المرحلة، ممثلة في الجهود والدعم الذي تقدمه الجهات ذات العلاقة بالتقنية والاتصالات، من خلال برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية في سبيل تنمية الثقافة الإلكترونية للمجتمع وزيادة ثقافة الفرد عن طريق التعليم والتدريب، وعن طريق زيادة عدد مستخدمي الأنترنت والتقنيات الحديثة والخدمات الإلكترونية ومحو الأمية الإلكترونية، من خلال بناء المشاريع التقنية وتدريب الأفراد على استخدام الخدمات الإلكترونية، ونشر أجهزة الحاسب الآلي على مستوى المنازل بالتقسيط المريح وتقوية البنية الأساسية، حيث سيؤدي ذلك إلى نشر الثقافة الإلكترونية والاستخدام المطرد للمعارف الإلكترونية ومحو الأمية الإلكترونية، ويصبح الفرد مثقفا إلكترونيا، وبذلك تكون كافة شرائح المجتمع مستعدة وقادرة على التعامل مع تقنية المعلومات، وقادرة على التفاعل مع الخدمات الإلكترونية والانتماء إلى المجتمع المعرفي، فنجاح مبادرات الحكومة الإلكترونية وانتشار التعاملات المصرفية والتسويق الإلكتروني،  وغيرها من الخدمات الإلكترونية التي تقدم عبر الأنترنت تظهر مدى تقبل المواطن لإجراء هذه التعاملات باستخدام التقنية.

من خلال كل ما تقدم، فإن هذا الملتقى الذي ينعقد يومي 3 و4 نوفمبر القادم، جاء للحديث أكثر حول واقع الثقافة الإلكترونية في المجتمع الجزائري ومستقبلها،  من خلال المحور الأول، يتناول مفاهيم عامة حول التثقيف الإلكتروني، والمحور الثاني خاص بصراع الثقافة الواقعية والإلكترونية في الجزائر، والمحور الثالث عن الاستخدام السلبي للثقافة الإلكترونية في الجزائر، والمحور الرابع عن الرقابة الأمنية والثقافة الإلكترونية.

ق.ث