المركز الوطني البيداغوجي لتعليم تمازيغت بالتنسيق مع مركز تطوير العربية

"التهيئة المعجمية والمصطلحات الترجمية" محور ملتقى دولي

"التهيئة المعجمية والمصطلحات الترجمية" محور ملتقى دولي�
  • 1033
مريم. ن � مريم. ن

ينظّم المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت ومركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بالتعاون مع مخبر "باراغراف" وسيرجي بونطواز ملتقى دوليا عن "التهيئة المعجمية والمصطلحات الترجمية للغات ذات الانتشار الضعيف" أيام 5، 6 و7 أكتوبر 2015 بجامعة "الحاج لخضر" بباتنة، ويطرح الملتقى التطوّر الحالي للمصطلحات والترجمة والمعالجة الآلية للغات.

يجمع هذا الملتقى الدولي باحثين جزائريين وأجانب لدراسة آخر تطوّرات البحث وتطوير اللغات في مجالات متنوّعة وتتقاطع فيه مقاربات مختلفة تكون متفاعلة أحيانا، ويطرح موضوع الملتقى فكرة أنّه لم تعد العلاقة التكاملية التي كانت توحّد مادتي المصطلحاتية والترجمة تبدو واضحة كما كانت في السنوات القليلة الماضية، وفي المقابل فإنّ المصطلحات الترجمية تبقى وسيلة فعلية لخلق وتكوين مفردات تقنية وعلمية للغات ذات الانتشار الضعيف، وأمام التطوّر السريع للعلوم تبدو الترجمة حلا سريعا لإثراء وإنشاء مدوّنة مصطلحات في كافة الميادين، وتعالج الإشكالية مدى قيام الترجمة في هذه الحالة باستحداث المفردات قصد تهيئة معجم تقني- علمي للغة ما.

ينطلق الملتقى من ملاحظة أنّ خلق المصطلحات عن طريق الترجمة (كالعربية المعيارية وتمازيغت) يتميّز بغياب لافت للانتباه فيما يخصّ عدم وجود نموذج وكذا تفتقد للمعايير، ويتّسم بالتالي بغياب انسجام نظام تكوين المصطلحات، والنتائج الواضحة للمصطلحات الترجمية في هذه اللغات هي تزايد المرادفات والوحدات المعجمية متعدّدة المعاني والافتراضات (الصرفية والصوتية والمعنوية..) إضافة إلى ظاهرة التنوّع الجهوي (اختلافات جهوية) الذي لوحظ في مفردات لغة معيّنة (تركيبتها الصرفية المعنوية) وحتى المفردات المصطنعة.

تشير إشكالية الملتقى التي حررتها السيدة زينة سي بشير الباحثة وأستاذة محاضرة بجامعة الجزائر 2 بالاشتراك مع المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت، بالتعاون مع مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية ومخبر باراغراف برئاسة البروفيسور عبد الرزاق دوراري إلى "أنّه حتى لو كانت المصطلحات الترجمية لا تزال تؤمّن وظيفة استحداثية للمفردات في المجالات الأقل تطوّرا للغات ذات الانتشار الكبير، فنفس الشيء يحدث مع اللغات الأخرى بدرجة أقل، يكون انتقال لغة من مرحلة المصطلحات الترجمية إلى مرحلة المصطلحات تدريجيا بتطوّر العلوم والتقنيات بشكل داخلي".

ويندرج إنشاء مدوّنة معجمية علمية في إطار التهيئة المعجمية (المصطلحات) الذي يعتبر مركبا هاما للتهيئة اللغوية يضمنها "تدخل هيئة وطنية أو دولية أو فاعل اجتماعي يهدف إلى تعريف وظائف أو مكانة لغة ما أو عدّة لغات متنافسة في إقليم ما أو فضاء معيّن (تهيئة المكانة) أو يهدف إلى تنميط أو استغلال لغة أو عدّة لغات لجعلها قادرة على أداء الوظائف المنوطة بها (تهيئة الوضع) في إطار سياسة لغوية معرفة مسبقا.

للإشارة، يطرح الملتقى بالخصوص إشكالية أهمية المصطلحات الترجمية للغة العربية وتمازيغت وحالات أخرى مشابهة، وفي هذا الصدد يتمّ التساؤل عن طبيعة أثر النشاط الترجمي على تكوين مدوّنة معجمية في المجالات العلمية وعن الإسهام النوعي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في مسارات تهيئة مدوّنات معلوماتية في هذه اللغات وغيرها، ويهتمّ الملتقى أيضا بأثر الأنترنيت على انتشار وحماية اللغات ذات الانتشار الضعيف، وعليه فإنّ إنجاز جرد للوضعية المصطلحية الراهنة للغة العربية المعيارية وتمازيغت يفرض نفسه حقا.

يرمي هذا الملتقى إلى وصف الوضعية الاصطلاحية في هذه اللغات لتحديد موطن القوّة والضعف من جهة واقتراح أفكار لوضع نموذج معايير تخصيص المصطلحات يساهم في فكّ الصعوبات التي تعيق المترجمين والباحثين والمعلمين في الميدان.

وتندرج اقتراحات المتدخلين ضمن المحاور التالية "المصطلحات الترجمية للغات ذات الانتشار الضعيف وخلق مصطلحات عن طريق الترجمة وأثرها على نوعية المصطلحات"، "الانتقال من مرحلة المصطلحات الترجمية إلى مرحلة علم المصطلحات"، "ظاهرة التنوّع الجهوي للمصطلحات"، "رقمنة المدوّنات المعجمية والمصطلحية للغات ذات الانتشار الضعيف"، "وسائل الإعلام الآلي وفهرسة ووصف المدونة والاستخراج الآلي للمفردات " و«تهيئة قواميس إلكترونية أحادية ومتعددة اللغات" وغيرها من المحاور (13 محورا).

يترأس الملتقى البروفيسور جمال بلعربي أستاذ البحث مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية والبروفيسور عبد الرزاق دوراري مدير المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت بالجزائر والبروفيسور عماد صالح مدير مخبر باراغراف بفرنسا.

وتتكوّن اللجنة العلمية للملتقى من عدة أعضاء منهم البروفيسور عبد المجيد بن حمادو من جامعة صفاقس بتونس، البروفيسور رفيق بن حمودة وإبراهيم عبد الفتاح من جامعة سوسة، عبد القادر بوزيدة مدير مخبر الترجمة وعلم المصطلحات بالجزائر، ستيفان شوديرون وديب سلام من فرنسا وعيد سينتيا وجيديون بيار من لبنان وغيرهم من الخبراء ومديري مخابر اللغة والترجمة بالعديد من البلدان المشاركة.