السينما الجزائرية في مهرجان "كان" الدولي
"الجزائر تعود".. برنامج دون صدى إعلامي
- 555
تحصلت "المساء".."صدفة"، على برنامج جناح الجزائر في سوق الفيلم بمهرجان "كان" السينمائي الدولي، الذي يشرف عليه المركز الجزائري لتطوير السينما، منذ يومين، والذي يعود أصلا لتاريخ 14 ماي الماضي، ومن المثير للاستغراب، غياب عملية اتصالية لهذه المشاركة، ومشاطرة مضمون هذا الحدث مع الصحافة الوطنية، على اعتبارها شريكا في الترويج، أو على الأقل تقاسم عبء الشعار الكبير الذي يحمله "الجزائر تعود".
يتجدد التساؤل فيما كان فكر المركز الجزائري لتطوير السينما، أو وزارة الثقافة والفنون، الهيئة التي ينتمي إليها، في نشر هذا البرنامج والمعلومة للإعلام، والحديث عبر وسائلها عن أهمية الحدث، أهدافه ومبرراته، إذ لا يمكن أن تمر فعالية مثل هذه دون أن ترافقها عين الإعلام، كمرافق، ورقيب على مصالح السينما الجزائرية.
وربما يرجع سبب غياب العملية الاتصالية بالصحافة الجزائرية، بالنظر إلى مضمون جناح الجزائر في سوق الفيلم الخاص بمهرجان "كان" السينمائي، إذ تسجل حضورا باهتا، لا يعكس العنوان الكبير.."الجزائر تعود"، الذي تتقدم به، مع تسجيل غياب كلي للمشاركة الجزائرية في العروض السينمائية في كل أقسام مهرجان "كان".
وما يثير الاستغراب أيضا، أن "سوق الفيلم" الذي يقترحه المهرجان، حدد في الفترة الممتدة من 14 إلى 25 ماي الجاري، لم يتحدث عنه المركز الجزائري لتطوير السينما، الجهة الممثلة للجزائر في التظاهرة، إلا مساء أول أمس، بمنشور ضعيف المحتوى، نُشر على صفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، جاء فيه أن البرنامج ينتهي بعد غد الخميس، والحقيقة أن المركز تأخر كثيرا في النشر والحديث عن الفعالية، بشكل يليق بعودة الجزائر إلى المحافل السينمائية العالمية.
في نظرة سريعة على البرنامج، يُلاحظ تواجد ضعيف للمنتجين والمخرجين والموزعين الجزائريين، منهم رشيد بن حاج، بشير درايس وزكريا رمضان، وبحكم أننا في سوق الفيلم، فالأولوية لهؤلاء في الحضور بقوة، من أجل الظفر بصفقات، إنتاج أو توزيع أفلام جزائرية، لكن بالمقابل، تعيش السينما الجزائرية شحا في إنتاج الأفلام.
وضم البرنامج حضور المخرج البرازيلي كريم عينوز، وهو من أصول جزائرية، يشارك بفيلمه الجديد في مسابقة المهرجان، وخصص له جناح الجزائر لقاء خاصا، والكاتبة الروائية وكاتبة سيناريو كوثر عظيمي، والممثل خالد بن عيسى الذي يقيم ماستر كلاس، وآخرون، كما يطرح برنامج جناح الجزائر في مهرجان "كان"، موضوع "الجزائر أرض المواهب والإبداع"، بهدف استقطاب مشاريع سينمائية، وهي أفكار ومواضيع يمكن طرحها من الجزائر كذلك.
في هذا الشأن، قالت وزارة الثقافة والفنون على صفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، منذ يومين، إن الجزائر تُشارك رسميا في فعاليات الطبعة 77 لمهرجان "كان" الدولي، من خلال جناح يسلط الضوء على السياسة الجديدة التي تنتهجها الجزائر في دعم السينما والإنتاج السينمائي، وربما من خلال قانون صناعة السينما السينماتوغرافية، الصادر مؤخرا، الذي تضم بعض من مواده، مميزات الاستثمار، غير أن المنطق يؤكد على أهمية بدء فتح آفاق الصناعة السينماتوغرافية محليا، يعني وجوب الانطلاق من الجزائر ومحاولة استقطاب مستثمرين جزائريين لدخول المجال الخصب.
لكن المركز الجزائري لتطوير السينما تناول في منشوره، أن الهدف من المشاركة هو فتح الأبواب للشباب المبدع، لاستحداث علاقات والعمل على إيجاد إنتاجات وموزعين، واستقدام إنتاجات أجنبية للجزائر، بانتهاج سياسة واضحة للتعريف بالجزائر كوجهة سينمائية، وهو ما لا يتوافق مع مضمون الرسالة الإعلامية، أو لا يتناسق مع منشور وزارة الثقافة والفنون.