متحف إفريقيا الكبير بقصر بولكين .."مؤقتا"
الجزائر تفي بالتزام إقليمي جديد
- 765
احتفالا بنهاية خطة التنفيذ الأولى لجدول أعمال الاتحاد الإفريقي 2063، تفتتح الجزائر، اليوم الأربعاء، بقصر "بولكين" في حسين داي، المقر المؤقت لمتحف إفريقيا الكبير، الذي يعتبر مشروعا رائدا مسجلا في أجندة الاتحاد، في مجال تثمين الفنون والتراث الإفريقي، لجعله مركز إشعاع ثقافي وعلمي للباحثين والمختصين، في انتظار تجسيد المشروع على أرضية، خصصتها الجزائر على مساحة تقدر بأكثر من 42 ألف متر مربع.
يهدف مشروع متحف إفريقيا الكبير، إلى تقديم إفريقيا وثقافتها التعددية وتراثها وتاريخها وجمالها الطبيعي الاستثنائي، لسكانها والعالم بأسره، فضلا عن تمكين إفريقيا من التطلع إلى وضع مواردها الثقافية في خدمة التنمية، جمع وتوثيق وحفظ وعرض الأعمال الفنية الفريدة والفنون الأصلية للدول الأعضاء، وكذا تنمية الشعور بالوحدة والوحدة بين الدول الأعضاء، من خلال تبادل المعلومات لبناء جسور التفاهم بين الأفارقة، تشجيع الوعي بالتراث الإفريقي ومساهمته المحتملة في اقتصاد القارة والاقتصاد العالمي، علاوة على "رواية القصة الإفريقية، وتعزيز إعادة البحوث والمنشورات ونشر المعرفة الأصلية، من خلال المفاهيم وتقنيات مبتكرة، ودعم الحفاظ على مختلف أشكال التعبير الثقافي الإفريقي والشتات والحرف التقليدية وفنون الطهي وتطويرها". وأيضا جمع وحماية وصون الممتلكات والتراث الثقافي الإفريقي، وفقا للأحكام ذات الصلة من القانون النموذجي للاتحاد الإفريقي، بشأن الملكية الثقافية والتراث (2018).
الغرض من المتحف الكبير لإفريقيا، هو إنشاء متحف معاصر ديناميكي وتفاعلي لجمع وحفظ ودراسة المجموعات المتحفية، والمشاركة في تاريخ إفريقيا وثقافتها، والحفظ على تراثها المادي وغير المادي، كما يرتكز المتحف أيضا، على علم النسب الإفريقي، وعلى النصب التذكارية الخاصة بتجارة العبيد، بالنظر إلى التمركز الكبير لجاليتها عبر كل القارات، وإلى المستقبل الاقتصادي والاجتماعي لسكانها الشباب.
إعلاء مبادئ التبادل وقيم الإنسانية العالية
يرتكز المتحف الإفريقي الكبير على فلسفة تعارض الأساليب القديمة، التي تقدم الثقافة الإفريقية على أنها أدوات مجردة من معانيها السوسيو-ثقافية، وهي مقاربة استعمارية، تهدف إلى تصغير روح الابتكار والإبداع عند الإنسان الإفريقي، وباعتباره مؤسسة تابعة للاتحاد الإفريقي، سيساهم المتحف الإفريقي الكبير في تعزيز احترام الثقافة الإفريقية، القائمة على التبادل وقيم الإنسانية العالية واحترام التنوع والمشاركة والانفتاح على الآخر، وتمكين الأجيال الشابة من الاستفادة من خدماته.
وبعد أن نجحت الجزائر في إنشاء المركز الإقليمي لـ«اليونسكو" لحفظ التراث الثقافي اللامادي في إفريقيا، سنة 2018، يمكن اعتبار افتتاح هذا المشروع، المتحف الإفريقي الكبير، بمثابة خطوة جديدة نحو تجسيد التزامات الجزائر على المستوى القاري، في مجال الحماية والحفاظ على الثقافة والتراث في القارة الإفريقية، حيث توفر للمختصين والباحثين في مجال التراث في إفريقيا، أول متحف قاري بهذه الأهمية والمكانة.
نفذ مشروع متحف إفريقيا الكبير، بتوجيه من لجنة استشارية فنية، تتكون من خبراء مختلفين من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، لا تزال تقود عملية تنفيذ المشروع. ووفرت الجزائر منذ 2009، الأرضية اللازمة لإنجاز المشروع مع مخططات البناء، والمقر المؤقت بقصر بولكين، كما اقترحت مشروع تصميم هندسي، قبل أن يقرر الاتحاد الإفريقي تسجيله في جدول الأعمال الخاص بقطاع الثقافة آفاق 2063.
مشروع رائد يكرس لإفريقيا وثقافتها
بالمناسبة، أكدت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، في تقديمها الفعالية الافتتاحية لمشروع رائد، يكرس لإفريقيا وثقافتها، وتراثها وتاريخها، وفنونها، وإبداعاتها الروحية، عزم الجزائر المشاركة بنشاط وبشكل عملي، في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية لقارة إفريقيا، من خلال إنشاء متحف كبير باسم إفريقيا، مشيرة إلى الدور الفعال الذي تعتزم أن تؤديه في تحقيق الأهداف الثقافية والاستراتيجية التي وضعها الاتحاد الإفريقي. وتساهم في تعزيز الاحترام والتقدير للثقافة الإفريقية الأصيلة والمشتركة، التي تستند إلى التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية وثقافة السلام وقيم التعايش.
وأوضحت مولوجي، أن إنشاء هذا المتحف يهدف إلى تعزيز الاندماج القاري لجميع الدول والشعوب الإفريقية، وإظهار التأصل التاريخي للقارة، وتقديم مثال حي لمزايا ومساهمات كتابة تاريخ إفريقيا من قبل الأفارقة أنفسهم، تاريخ وثقافة متعددة، وتراث فريد وقديم يعود لآلاف السنين، ورأس مال ثقافي مادي وغير مادي استثنائي يُعرض للعالم من وجهة نظر إفريقية. وقالت "يعكس متحف إفريقيا الكبير، طموح الأفارقة في أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم، وأن يستوعبوا تاريخهم، ويقدروا كياتهم، ويتطلعوا إلى المستقبل ليأخذوا مكانتهم في العالم".