المطرب محمد العليا لـ "المساء":

الجمهور ساهم في انتشار الأغاني الرايوية الهابطة

الجمهور ساهم في انتشار الأغاني الرايوية الهابطة
  • 2335
خ/ نافع خ/ نافع
 فنان زاوج بين الأغنية الوهرانية والرايوية، صاحب صوت قوي ومميز، عاصر رواد الجيل الذهبي في أغنية الراي على غرار الشاب خالد، الزهوانية، المرحوم حسني، مامي، الشيخة الريميتي، صحراوي وفضيلة وغيرهم. أَحب الغناء لإرضاء نفسه وجمهوره، بعيدا عن مطلب المال والشهرة. رفض أن يترك مهنته بمؤسسة سونلغاز ويهجر مدينته الباهية وهران في عز سنوات الجمر رغم الإغراءات التي عُرضت عليه؛ إنه محمد العليا الذي استضافته «المساء».

­­■ المساء: متى بدأ الفنان محمد مسيرته الفنية؟
© محمد العليا: دخلت الفن مع بداية التسعينات من باب التنشيط بالمخيمات الصيفية التي تؤطرها مديرية الشباب والرياضة بوهران، حيث ساعفني الحظ، والتقيت برئيس فرقة الرفاق الفنية خلوفي قدور، الذي عرض عليّ الانضمام إلى فرقته التي كانت تضم ثلاثة إخوة إلى جانب صحفي جريدة «صوت الغرب» حاليا جمال بالعافية، الذي يملك صوتا جميلا. كنا نؤدي الطابع المغربي الذي كانت تؤديه العديد من الفرق الغنائية آنذاك، على غرار ناس الغيوان، وجيل جيلالة وغيرهما. وبعد عامين قررنا تقديم الطابع الوهراني، وإعادة أغاني عمالقة هذا الطابع على شكل كورال كشكل غنائي جديد آنذاك، بعدها انفصلت عن الفرقة، وقررت العمل بمفردي، وعندها كنت مجبَرا على أداء غناء أغنية الراي، ولم أكن وقتها أحفظ سوى ثلاث أغان فقط، وهي «أصحاب البارود» و«ياذا المرسم» وأغنية الشاب نصرو «قتلك كي نخطيك أنا»، وهذا بالمطاعم والملاهي حتى سنة 1996؛ حيث قمت بإصدار ألبومي الأول، وحاليا لديّ 26 ألبوما غنائيا تعكس مسيرتي الفنية.

■ بمن تأثر محمد العليا من الفنانين؟
© تأثرت بثلاثة فنانين أعتبرهم عمالقة الأغنية الوهرانية الرايوية النظيفة والمهذبة، وهم المرحوم الشاب فتحي، كان صديقا عزيزا، والفنان الشيخ هواري بن شنات، والشيخ النعام من مدينة سيدي بلعباس، كانت تربطني بهم علاقة حميمة. والجميل أنهم كانوا في الكثير من الأوقات يؤدون نفس الأغنية، كل منهم بأسلوبه الخاص بشكل رائع ومميز، منها أغنية «مازال تندمي وتلولي للمحال، الدنيا فانية اوبدالة لحوال»، وحققت وقتها أكبر عدد من المبيعات، وهي موجودة بألبومي المقبل، إلى جانب أغنية للشاب فتحي «أنت السبب في معرفتنا»، وكذلك أغنية الشيخ المرحوم الهاشمي قروابي «البارح كان في عمري عشرين».

■ يقولون إن الشاب جلول المعتزل قد نجح في إقناعك بالابتعاد عن الملاهي؟
© نعم هذا صحيح، بفضل جلول ابتعدت عن الغناء بالملاهي الليلية وأغاني الراي، وعدت إلى الأغنية الوهرانية الأصيلة.

■ ما الذي يمكنك تقديمه للأغنية الوهرانية التي انطلقت بها؟
© أنا أبحث في التراث الوهراني والقصائد القديمة التي تُعتبر إرثا لا ماديا غنيا لم يأخذ حقه بعد من الاهتمام، لذا فأنا أسعى لإعادة إحيائه من خلال غناء بعض القصائد لكبار الشيوخ وشعراء الملحون.

■ لقد خصصت في ألبومك الأخير أغنية للفريق الوطني، هل أردت أن تواكب زملاءك في المهنة ممن اختاروا خوض غمار الأغنية الرياضية التي عرفت رواجا خلال السنوات الأخيرة، تزامنا والمواعيد الرياضية الهامة التي عرفتها الجزائر؟
© نعم، قدّمت أغنية للفريق الوطني الذي يخوض هذه الأيام المنافسة القارية في غينيا الاستوائية، تحت عنوان «من أجل تشجيعه ولإرضاء جمهوري».

■ هل أنت من محبي كرة القدم؟
© (يضحك)، في الحقيقة أنا لست من هواة كرة القدم، لكنني أشجع الفريق الوطني من باب الروح الوطنية؛ فهوايتي مشاهدة الأفلام الأمريكية الأكشن.

■ يقال: «عدوك صاحب مهنتك»، هل صادفتك هذه المشكلة في الوسط الفني؟
© لا الحمد لله، لم أواجه هذه المشكلة، وعلاقتي بزملائي الفنانين جيدة. أنا بطبعي رجل مسالم، وأعرف أن لا أحد يأخذ رزق آخر، وأن نصيبك يصيبك.

■ أديت مؤخرا أغنية ثنائية مع الشاب الهندي؟
© نعم، عُرضت عليّ الفكرة، فوافقت فورا، لاسيما أن الغناء مع الشاب الهندي ممتع؛ فهو رجل يحمل الكثير من الصفات الإنسانية الجميلة، ويداه ممدودتان دائما للخير.

■ يقال إنك تفكر في اعتزال الغناء، هل هذا صحيح؟
© صحيح أنا أفكر في الاعتزال لأنني تعبت، وبعد عامين سوف أبلغ خمسين سنة، وعندها سوف أعتزل وأترك الساحة للشباب؛ عملا بالمثل القائل: «لي دا حقه ما يطمعش في حق الناس».

هل من كلمة أخيرة لجمهورك؟
© أنا أوجّه دعوة للجمهور باختيار الأغاني التي يسمعونها؛ لأنه طرف مهم في معادلة تدنّي مستوى الأغنية الرايوية إلى الحضيض من أجل الشهرة والمال، بحيث أصبحت هذه الأغاني تعرف رواجا واسعا، ورفعت من بورصة مؤدي هذه الأغاني حتى أصبح البعض يشجع على المجون والمخدرات وحتى العنف! وهو ما يُعتبر خطرا على مستقبل شبابنا والجيل القادم، لذلك فكما قلت، على الجمهور أن يترفع عن هذا النوع من الأغاني، ويُجبر أصحابه على اختيار الكلمات النظيفة والمهذبة.