نباش يطلق موقع السينما والمسرح الجزائري
الحجر المنزلي بمرافقة الروائع
- 1439
بادر المنشط والإعلامي أمير نباش مؤخرا، إلى فتح فضاء سينمائي ومسرحي على صفحته الإلكترونية، لفائدة الجمهور الجزائري الخاضع للحجر في البيوت، ليجعل من هذه الأيام أقل ضجرا ورتابة، ويكتشف الجمهور بعضا من الأعمال الفنية الجزائرية التي ترفق بالبيانات والمقدمات التوضيحية، إضافة إلى نشاطات أخرى مصاحبة.
يكتب المنشط المعروف أمير نباش، صاحب حصة "سيني تيماتيك" على قناة "كنال ألجيري"، على جدار صفحته "رغم الأزمة الصحية ومأساة فيروس كورونا، أشارك هذه اللحظة الصغيرة من الاسترخاء معكم، حماية لنفسك وأحبائك، بالبقاء في المنزل"، ثم يعرض برنامجه اليومي الذي يبث ظهرا وغالبه من الأفلام الجزائرية، ويحاول قبل أي بث مباشر أن يعطي معلومات عامة عن الفيلم (بالفرنسية والعربية)، مثل مخرجه وموضوعه وموسيقاه التصويرية وغيرها، لينتظر الإجابة من الجمهور على صفحته الفيسبوكية، ثم يعلن عن عنوان الفيلم ويعطي تفاصيل كثيرة عنه، منها مثلا، سنة إنتاجه وأبطاله والطاقم التقني فيه والموسيقى، وغيرها من الأمور التي قد يجهلها الكثيرون.
في مرة، قدم فيها البث كتب "إليك فيلم الظهيرة، وأنت تجلس في بيتك، وتعيش الحجر بأريحية لتشاهد رائعة فيلم ‘من هوليوود إلى تمنراست’"، ثم ينشر معلومات عن هذا الفيلم الذي أخرجه الراحل محمود زموري، وتناول فيه التبعية الثقافية والاجتماعية والتقليد الأعمى حين دخول الهوائيات المقعرة للجزائر، وكيف تقمص سكان قرية شخصيات سينمائية، فعمت الفوضى وضاعت المعالم.
فيلم آخر حقق التميز واكتشفته الأجيال، وهو "أبناء نوفمبر" للراحل موسى حداد، يتناول تضحية أطفال الجزائر إبان الثورة التحريرية. بالمناسبة، يركز المنشط نباش على الراحل محمد صحراوي، مدير التصوير، وكيف كان يجري مع أبطال الفيلم عبر أزقة وشوارع العاصمة حين صور الفيلم سنة 1975، كذلك بالنسبة للموسيقى التي أمضاها الراحل أحمد مالك وبقيت محفورة في ذاكرة الجزائريين.
أفلام أخرى تم عرضها، ويعد نباش بالمزيد منها بشرط التزام الحجر، فهو في كل مرة يرسل لافتات أو قصاصات تدعو إلى البقاء في المنزل لحماية الجميع من جائحة "كورونا"، كما بث نباش حوارا مع المخرج التلفزيوني الكبير الذي رحل مؤخرا، أحمد محروق، وهو يتناول جانبا من مساره ورؤيته للحركة الفنية في الجزائر.
عرض نباش أيضا يومياته في الحجر المنزلي، من خلال تقديم ما يرسمه، وهي هواية قديمة كبرت معه، وها هو يستثمرها في هذه الأيام، وقدم البعض منها وأغلبها مرسوم بقلم الرصاص أي بالأبيض والأسود، وبعضها ملون بدرجات خفيفة، منها مثلا يومياته داخل المطبخ، يقف لتحضير الأكل وغسل "المواعين" وهو يرتدي المئزر، في شخصية ابتكرها وتبدو هزلية، ورسم آخر يعكس صورة منزل وسط الطبيعة في عالم مبتهج لا يقل سعادة عن أيام الربيع التي نعيشها اليوم، وهكذا يقدم فسحة من الأمل والجمال، والهدوء التي يبحث عنها الجزائريون، وأحيانا يكون التشجيع بالمبادرات الشعبية التضامنية عبر الولايات، لمد يد العون للمحتاجين، فنجد تقارير مصورة عن ذلك، ومن آخرها الهبة الشعبية بولاية بجاية.
للتذكير، فإن أمير نباش منشط "سيني تيماتيك" (سينما موضوعاتية) على قناة "كنال ألجيري"، يحرص من خلالها على تلبية ذوق الجمهور الجزائري، وتسخير الشاشة الصغيرة لتقديم أعمال الشاشة الفضية التي تكتنز تراثا سينمائيا زاخرا، ويكون ذلك أيضا بفتح نقاش مع أصحاب تلك الأفلام أو مع نقاد ومحللين من العيار الثقيل، من جهة أخرى، تحاول الحصة أن تقف عند بعض الأحداث السينمائية وبعض الذكريات الخاصة بمن رحلوا من جيل العمالقة، والحصة يتسع جمهورها أسبوعا بعد أسبوع.
من جهته، يقوم التلفزيون الجزائري العمومي ببعض قنواته، وعلى رأسها "كنال ألجيري"، كل أمسية، وطيلة فترة الحجر، ببث الأفلام الجزائرية، وقد بثت إلى حد الآن الكثير منها، كـ"رحلة شويطر" و"عاش بـ12" و"المفتش الطاهر يسجل الهدف" وغيرها، وتلقى الإقبال من الجمهور، علما أنها من الروائع وحققت ولا زالت مشاهدة واسعة.