تعزيزا للحضور التربوي والترفيهي للحكواتي كوسيلة فعّالة لنقل القيم والموروث الثقافي للأجيال الصاعدة، تحتضن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد القباطي" لسيدي بلعباس فعاليات تظاهرة "الحكواتي من التراث الشعبي الجزائري القديم" وقد نشّط الفنان القدير قادة بن سميشة رفقة ابنه الفنان المسرحي حسين الافتتاح، وسط حضور للأطفال مرفقين بأوليائهم، الذين تفاعلوا مع الحكايات الشعبية القديمة والألغاز الشيقة حيث تم سرد قصص من عمق الذاكرة الجماعية.

أكّد الفنان قادة بن سميشة أنّ "الحكواتي ليس مجرد راوي قصص، بل هو حامل لذاكرة شعب بأكمله"، مضيفا "نحن اليوم نعيد إحياء هذا الفن من أجل الحفاظ على جذورنا الثقافية وغرسها في أنفس أطفالنا بطريقة ممتعة وتعليمية". وتندرج هذه التظاهرة، المنظّمة برعاية وزارة الثقافة والفنون، ضمن برنامج سنوي لتشجيع القراءة والمطالعة حسب مديرة المكتبة وردة حاكيمي مضيفة أنّ "الحكاية الشعبية وسيلة فعّالة لتحبيب الأطفال في الكتاب، كما نهدف من خلال هذه الفعاليات إلى إحياء تراثنا الشفهي الذي طالما لعب دورا مهما في التنشئة الثقافية والاجتماعية".

وتسعى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد القباطي" لسيدي بلعباس إلى تنظيم حصص أسبوعية مخصّصة للحكواتي إضافة إلى ورشات للرسم والكتابة تستلهم مواضيعها من الحكايات المروية في خطوة تهدف إلى ربط المطالعة بالمتعة والإبداع، حسبما أشارت إليه المتحدثة. وأبدى عدد من أولياء الأطفال ارتياحهم لهذا النوع من الأنشطة التي تمزج بين الترفيه والتربية، ودعوا الى تعميم مثل هذه المبادرات على باقي الفضاءات الثقافية بالولاية.