في معــرض يعــرف به وبإنجــازاتــه

الداي مصطفى باشا يزور قصره

الداي مصطفى باشا يزور قصره
  • 347
لطيفة داريب لطيفة داريب

اختار المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، تكريم الداي مصطفى باشا، مشيد القصر، الذي يحتضن المتحف، من خلال تنظيم معرض خاص به، تتواصل فعالياته إلى غاية الخامس جوان المقبل.

بالمناسبة، قالت السيدة سعيدة علي باي، محافظة التراث الثقافي، ورئيسة قسم تنشيط الورشات البيداغوجية والاتصال بالمتحف لـ«المساء، إن تنظيم هذا المعرض جاء احتفاء بشهر التراث، الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، مضيفة أنه يضم مجموعة من اللافتات أو اللوحات، تعرف بهذه الشخصية التي حكمت الجزائر وشيدت هذا القصر، بالإضافة إلى تقنيات جديدة اعتمدت في هذا المعرض، لتقديم المزيد من المعلومات حول الداي مصطفى باشا.

وتابعت أنه، تم الاعتماد على نظام كود كي آر، أو نظام الاستجابة السريعة في كل لافتة مكتوبة بالعربية، حتى يتمكن الزائر من ترجمة المحتوى باللغتين الفرنسية والإنجليزية، علاوة على الاعتماد على تقنية نونوغرام، من خلال فيديو تظهر فيه شخصية مصطفى باشا، تتحدث عن نفسها وإنجازاتها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وكذا نونوغرام آخر يسلط الضوء على تحف المتحف بتقنية ثلاثية الأبعاد.

أما عن اللافتات التسع التي تعرض بقاعة من قاعات المتحف، فتم في إحداهن التعريف بمصطفى باشا، الذي ولد بالأناضول (تركيا)، جاء إلى الجزائر في عز شبابه، ثم انضم إلى الجيش الإنكشاري، تقلد بعدها عدة مناصب، من بينها خزناجي، ثم أصبح داي الجزائر عام 1798، بعد وفاة حسن باشا، ليغتال عام 1805.

أشارت علي باي إلى محتوى لافتة ثانية، تعنى بمراحل الأحداث التي وقعت في القصر منذ إنشائه عام 1798، إلى غاية تحوله إلى متحف عام 2007، فقالت إنه بعد اغتيال مصطفى باشا، استولى صهره على القصر، ثم عاش فيه ورثة الداي. وفي عام 1846، مُنح القصر للكاتب العام للحكومة الفرنسية، ثم تحول إلى مكتبة ومتحف. وقد تم تصنيفه إلى معلم تاريخي عام 1887، حيث شهد نقل مقتنياته الأثرية إلى المتحف الوطني للآثار القديمة، واحتفظ فقط بمهام المكتبة الوطنية. بالمقابل، تم تصنيفه مع جملة من المعالم الوطنية لقصبة الجزائر عام 1991، ليتم إدراجه من طرف اليونسكو مع كل معالم قصبة الجزائر في مجال التراث العالمي عام 1992. من ثمة ومن خلال مرسوم تنفيذي رقم 07-19، المؤرخ في 27 ذي الحجة عام 1427، الموافق لـ16 جانفي من سنة 2007، تحول إلى المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط.أما بقية اللافتات، فمن بينها لافتة حول علاقة مصطفى باشا بالأهالي، وأخرى عن علاقته بالدولة العثمانية، وثالثة حول علاقته مع الدول الأوروبية، بالإضافة إلى التنظيم الإداري للحكومة في عهد حكم الداي، وكذا لافتة تعرف بدار مصطفى باشا وأخرى به شخصيا، وخريطة بعض المنشآت المدنية والمرافق العامة والعسكرية، وكذا مجموعة من الصور واللوحات، توثق حياة الجزائريين في الفترة العثمانية، وبعض المعالم.

كما أكدت المحافظة استعانة المعرض بوثائق، تم جلب نسخ طبق الأصل منها، من المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني، حول بعض المراسلات بين الداي مصطفى باشا والباب العالي في شكل فرمانات، كدليل على قوة العلاقات بين الدولة العثمانية والجزائر. مثل طلب السلطان سليم الثالث من الداي مصطفى باشا مساندة مصر ضد الفرنسيين، وكذا تنفيذ بنود معاهدة الجزائر مع روسيا.

للإشارة، كان الداي  مصطفى باشا، حسب الوثائق الرسمية، صاحب القرار في تسيير الشؤون الداخلية والخارجية بالجزائر، يعلن الحرب ويوقع المعاهدات ويتلقى الضرائب والأتاوات من الدول الأوروبية. قسمت الجزائر في عهده إلى ثلاثة أقاليم تسمى بالبايلك (غرب، شرق ووسط)، تخضع كلها إلى مركز الحكم بالجزائر، مقره قصر الجنينة، مثلما كان عليه الحال من قبل.