ملتقى "تفاعل الروايات الحديثة والمعاصرة مع الفنون التشكيلية"
الدعوة لانفتاح النص الروائي على الموسيقى والسينما
- 291
احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى "عبد الحميد مهري" بجامعة سكيكدة، مؤخرا، أشغال الملتقى الوطني الثاني "تفاعل الروايات الحديثة والمعاصرة مع الفنون التشكيلية"، من تنظيم قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات، بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون، شارك فيه أساتذة من داخل وخارج الوطن، بمداخلات حضورية وعبر تقنية التحاضر عن بعد.
بالمناسبة، كشفت الدكتورة سامية يحياوي، رئيسة اللجنة العلمية لـ«المساء"، عن التوصيات التي خرج بها المشاركون في أشغال الملتقى، والمتمثلة في تنظيم طبعة ثالثة، تخصص لإضاءة العلاقة بين تفاعل الرواية الحديثة والمعاصرة مع الإبداعات الرقمية والأدب التفاعلي، وكذا توسيع الموضوع من الجنس الروائي إلى باقي الأجناس الأدبية، كالشعر والقصة والمسرح، مع استثمار الخطاب الإشهاري في الروايات الحديثة والمعاصرة، وتخصيص طبعة قادمة للحديث عن أدب الطفل وعلاقته بالفنون التشكيلية، إلى جانب تخصيص طبعة حول الرواية الحديثة والمعاصرة وأدب الشباب وانفتاح النص الروائي على فن الموسيقى والسينما، مع تخصيص طبعة قادمة حول حضور اللوحات الفنية الاستشراقية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية والفرنسية ومساراتها الأيديولوجية.
وأشارت الدكتورة، إلى الدعوة لتخصيص محور للدراسات المقارنة والدراسات البينية، إلى جانب توجيه دعوة لفنانين تشكيليين، مع إقامة ورشات رسم لها علاقة بمواضيع النصوص الأدبية، وفتح نقاش بينه وبين الحضور، مع إشراك الهيئات الثقافية، كدار الثقافة والفنون في الموضوعات التي تخص الأدب بكل أجناسه، وأكدوا على ضرورة العمل على أن تكون النصوص الأدبية المعالجة معروضة على المتابعين، وفق الوسائط الحديثة، مثل جهاز الإسقاط، وتسجيل بحوث التخرج في هذا الموضوع، من أجل إثراء المكتسبات وترسيخ المعارف لطلبة الليسانس والماستر، مع فتح مسابقة للدكتوراه حول الأدب والفنون وفتح مخبر في الأدب والفنون تخصص أدب حديث ومعاصر، ناهيك عن مطالبتهم بنشر مداخلات الملتقى في عدد خاص من مجلة "الخليل لعلوم اللسان" التابعة للجامعة، شريطة الالتزام بشروط النشر في البوابة العلمية للمجلات.
للإشارة، ناقش المشاركون في هذا الملتقى، العلاقة القائمة بين السرديات الحديثة والمعاصرة من الرواية والقصة ومختلف الفنون التشكيلية، كون تلك الفنون، تستطيع نقل أحاسيس الناس والتعبير عنهم دون الحاجة إلى استخدام الكلمات أو الأصوات، ومن خلال الرسومات والأشكال والمجسمات والألوان أيضا، تستطيع تلك الفنون، أن تكون لغات بصرية مليئة بالمعاني والرموز.
وحاولت بعض الأعمال الفنية، نقل الصورة البصرية إلى كلمات تتحرك وتتموج، لتعبر عن اللون والشكل بشكل أبجدي، وهذا ليس سوى شكل من أشكال التلاقي والتداخل بين الفنون، فالأدب كان في الأصل فنا، ورغم أنه أصبح علما بعد دخوله الأكاديميات، إلا أنه لا يمكن تجاهل الجانب الفني في النصوص السردية، ففي كل رواية تتجسد عوالم فنية متعددة تتحد في قالب لغوي مترابط ومتماسك.
وحسب الدكتورة فطيمة نصير، رئيسة الملتقى، فإن هذا الموعد جاء ليجيب على عدة إشكالات منها؛ إلى أي حد يحدث التفاعل بين النص السردي والفن التشكيلي؟ وهل طمس استلهام الفنون التشكيلية في النصوص السردية بنية النص؟ وكيف يمكن للنص السردي الحفاظ على مكوناته في ظل انفتاحه المقصود واللامقصود على الفنون التشكيلية؟ وذلك من خلال محاور الملتقى التي تتطرق إلى علاقة الرواية بالفنون التشكيلية في عصر الحداثة وما بعد الحداثة، تأثر الروايات الحديثة والمعاصرة بمدارس الفنون التشكيلية وتياراتها، والمقاربات التاريخية والجمالية والنقدية والثقافية في علاقة الروايات الحديثة والمعاصرة بالفنون التشكيلية ومدارسها، إلى جانب علاقة الروايات الحديثة والمعاصرة بالفنون التشكيلية من منظور الأدب المقارن، وتوظيف الفنون التشكيلية في السرديات الرقمية التفاعلية، وكذا توظيف الفنون التشكيلية في الروايات الحديثة والمعاصرة المصورة، وترجمة الروايات الحديثة والمعاصرة وتفاعلها مع الفنون التشكيلية المعبرة عن الهويات، والروايات المتضافرة مع الفنون التشكيلية بين إنتاج المعنى وفعل التلقي، وتحليل الخطاب السردي المتداخل مع مختلف الفنون التشكيلية، والفن التشكيلي باعتباره لغة موازية متضمنة في الخطاب السردي. ومن ثمة، تناول هذا الملتقى مختلف القضايا الهامة، كانفتاح النص على فن الحوار السردي والتشكيلي والتشكيل البصري، مع تقديم نماذج عن لقاء الفن التشكيلي ورواية الأدب التفاعلي والفن التشكيلي، من خلال تسليط الضوء على مختلف الروايات الجزائرية، بالإضافة إلى نصوص عربية وأجنبية.