تصنيف ملف الزي التقليدي لدى "اليونيسكو"

الدكتور طاوطاو متفائل

الدكتور طاوطاو متفائل
عضو اللجنة الوطنية لتصنيف الزي التقليدي والحفاظ على التراث المادي وغير المادي، الدكتور حسين طاوطاو
  • القراءات: 297
ز. زبير ز. زبير

أوضح عضو اللجنة الوطنية لتصنيف الزي التقليدي والحفاظ على التراث المادي وغير المادي، الدكتور حسين طاوطاو، أن الملف المودع من طرف الجزائر لدى منظمة "اليونيسكو"، هو الآن قيد الدراسة، في انتظار النتيجة، التي من المفروض الإعلان عنها خلال مارس المقبل، مضيفا أن الفريق العامل على الملف جد متفائل، خاصة في ظل نوعية العمل المقدم والتعب الذي نال من الجميع في التحضير له.

حسب الأستاذ والباحث في التاريخ المكلف بتحضير ملف الزي التقليدي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، خلال المحاضرة التي قدمها، ضمن الطبعة الرابعة من المعرض الوطني للزي التقليدي، المنظم بدار الإبداع بقسنطينة، فإن إيداع هذا الملف جاء من أجل الحفاظ على الذاكرة، وقال إن أكبر سلاح يمكن أن يحطم الشعوب والأمم ويدمر البلدان، هو سلاح الثقافة، لأنها، حسبه، ارتبطت دوما بالأرض. 
مدير ملحقة المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، أكد أن تحضير ملف الزي التقليدي الجزائري، جاء في ظروف استثنائية، في ظل صعوبة التعامل مع التراث الثقافي غير المادي، مشيرا إلى أن الملف يرتكز على الدراسات والأبحاث العلمية، وأضاف أن الإشكالية كانت في قلة الدراسات، خاصة وأن "اليونيسكو"، كانت في مثل هذه الحالات، تحرص على استمرارية استعمال هذا الموروث الثقافي لدى شعوب المنطقة.

وحسب الدكتور طاوطاو، لوحظ في 2022، تأخر الجزائر في تحضير الملف لظروف وأسباب عديدة وكان الأمر مستعجلا، وقال إن الضغط كان كبيرا من ناحية الوقت، ناهيك عن أن التعامل مع التراث الثقافي غير المادي شيء في غاية الصعوبة، لأسباب عديدة، على رأسها ارتكاز الملفات المقدمة لهذه الهيئة العالمية، على المعطيات العلمية والبحث العلمي والدراسات، والتي كانت غائبة في ذلك الوقت بالجزائر. المرحلة الثانية في إعداد الملف، حسب الدكتور طاوطاو، هي العمل على الأمور الموثقة، حيث أوضح أن تسجيل التراث غير المادي يضم ملفا خاصا نوعا ما، ليس كالملفات الأخرى، خاصة وأنه يضم الملف العلمي وكذا الملف الفني أو المادي، الذي يرتكز هو الآخر على توثيق ما يدور على الشيء المادي، وهو "القندورة"، من خبرات ومعالم وحتى الممارسات والطقوس، وهي أمور كلها غير مادية.

مسألة أخرى مهمة في هذا الملف، تطرق إليها المحاضر، وهي طريقة تعامل المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة، مع مثل هذه الملفات، بعدما وضعت شرطا مهما لاستقبال الملف، وهو وجود الموروث الثقافي بحرفييه، واستمرارية استعماله من طرف شعوب تلك المنطقة، وقال إنه في ملف "القندورة القسنطينية"، تم الاستعانة بعدد من الحرفيين الذين قدموا دعما كبيرا للملف، على غرار دار "عزي"، يضاف لها عدد من الحرفيين الذين كانوا يشتغلون على الحلي المرافقة للقندورة، وحتى ممن كانوا يحافظون على هذا الزي التقليدي، ليتم إثبات أنه تم العمل على عنصر لا يزال حيا ولم يندثر.تطرق المحاضر أيضا إلى نقطة أخرى في هذا الملف، وهي عنصر إعداد فيديو توثيقي من 10 دقائق، بصور جديدة وطبيعية وعدم الاعتماد على صور وتسجيلات قديمة، حيث أكد الدكتور، أنه خلال التصوير كان يجب تبيان أن هناك خلف واستمرارية في صناعة هذا الزي التقليدي، وتواصل الرسالة من الجيل القديم إلى الجديد، مضيفا أن هذا النوع من الملفات ليس سهلا بتاتا من ناحية العمل ومن ناحية الوقت، وزاد أن الاشتعال على هذا الأمر أتعب الفريق العامل، وقال إن من الصعوبات التطرق إلى الجانب التاريخي، لظهور هذا الزي وتطوره عبر الوقت، مضيفا أن الأمر كان لا يحتمل الخطأ ولحسن الحظ تم تجاوز هذه الأمور بسلام