في ظلّ تصاعد وتيرة استخداماته، مختصون:

الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدَّين

الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدَّين
  • 245
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

قال الأستاذ المحاضر في علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3  أحمد غربي، في حديثه مع "المساء" ، إنّه يتحتّم على المنظومة القانونية، اليوم، إيجاد حلول لمشكلات إثبات الأضرار الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، ومنه تحديد مسؤولياته عنها في ظلّ تصاعد وتيرة استخداماته في العديد من المجالات؛ ما زاد من حجم خطورته، وكان له مجموعة من التأثيرات السلبية، لا سيما على المنظومة القانونية الحديثة؛ كالملكية الفكرية، والمسؤولية العقدية والتقصيرية، وحماية المعطيات الشخصية، وانتحال الشخصية وغيرها.

من جهته، يرى الدكتور سفيان بن عباس من قسم الإعلام الآلي بجامعة "الشهيد الشيخ العربي التبسي" بتبسة، أنّ الذكاء الاصطناعي في عصر الثورة الرقمية، أصبح يمثل أداة ثورية، غيّرت ملامح الإعلام الحديث؛ حيث أصبح يُساهم في تحسين جودة المحتوى والكشف عن الأخبار المضللة، إلاّ أنّ ـ كما أوضح ـ  الاستخدام غير المسؤول لهذه التقنيات، قد يؤدي إلى تحديات تهدّد الخصوصية والحريات الإعلامية؛ لذا أشار في حديثه إلى "المساء" ، إلى أنّ تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق الأساسية، يمثّل تحدياً، يتطلّب جهدا مشتركا ومستمرا من الحكومات والشركات، والمجتمع المدني؛ من خلال وضع سياسات تنظيمية واضحة، وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية، مع تأكيده على أهمية التعليم والتوعية؛ لتمكين الأفراد من التفاعل النقدي مع المعلومات المتاحة عبر الوسائط الرقمية، مشدّدا على ضرورة تكثيف البحث والتطوير لتصميم خوارزميات أكثر شفافية وعدالة، قادرة على مواجهة التحيّزات، والكشف عن الأخبار الزائفة بفعالية.

استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ووعي

ويرى الدكتور سفيان بن عباس، أنّ مستقبل الإعلام يعتمد على قدرة المجتمع على استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ووعي؛ لضمان الاستفادة من إمكاناته الهائلة، مع الحفاظ على القيم الإنسانية الأساسية، معتبرا أنّ الحوار المستمر والجهود المشتركة في هذا المجال، لا يُعدّ، فقط، ضرورة، بل هو أساس إعلام نزيه وموثوق، يواكب تطوّرات العصر، ويحترم حقوق الجميع.

من جهتها، ترى الدكتورة شابي سناء من جامعة "20 أوت 55"، أنّ منصات المعلومات الرقمية في الجزائر، شهدت تطوّرا كبيرا في السنوات الأخيرة، لكن رغم ذلك إلا أنّ تحديات عديدة لاتزال تمنعها من تحقيق كامل إمكاناتها؛ مثل ضعف التفاعل بين الجمهور والمحتوى، وعدم الشمولية في تقديم الأخبار التي تعكس جميع شرائح السكان. بالإضافة إلى ذلك، لاتزال هذه المنصات بعيدة عن الاستغلال الكامل للإمكانات التي توفّرها التقنيات الحديثة؛ كالذكاء الاصطناعي، والواقع المعزَّز لتعزيز التفاعل الشخصي بين المستخدمين والمحتوى الإخباري.

وقالت الدكتورة شابي سناء، في حديثها مع "المساء"، إنّ التفاعل الشخصي مع المحتوى الإخباري يُعدّ أحد العوامل الأساسية لتحسين جودة الوسائط الرقمية؛ ما يجعل التجربة أكثر تخصيصا، وأقرب إلى اهتمامات الجمهور. وفي الوقت نفسه، يلعب الإدماج، كما أوضحت، دورا مهمّا في ضمان أن يعكس المحتوى الإعلامي تنوّع المجتمع، ويلبي احتياجات المجموعات المختلفة. وهنا، كما أشارت، يأتي دور التقنيات الحديثة لحلّ هذه المشاكل؛ فالذكاء الاصطناعي في نظرها، من الممكن أن يلعب دورا مركزيا في تخصيص الأخبار، استنادا إلى اهتمامات المستخدمين، وتحسين التفاعل مع المحتوى، وجعل وسائل الإعلام أكثر شمولا. ومن ناحية أخرى، يمكن تقنيات مثل الواقع المعزّز، أن تفتح آفاقاً جديدة في طريقة تقديم المعلومات بشكل تفاعلي وغامر، وبالتالي تغيير طريقة تفاعل الجمهور مع المعلومات، مؤكّدة على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والتفاعل الرقمي الذكي؛ لتحسين التفاعل الشخصي، والشمولية.