يسهّل الكتابة لكن..

الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تشابه القصص

الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تشابه القصص
  • القراءات: 398 مرات
 م. ص م. ص

قد تصبح الكتب والأفلام في المستقبل متشابهة، إذا اعتمد المؤلفون الذكاء الاصطناعي، لمساعدتهم على كتابة القصص، وفق ما نبهت إليه دراسة، نُشرت مؤخرا، وقال المعد المشارك للدراسة، أنيل دوشي، من جامعة "يونيفرسيتي كوليدج" في لندن، "كان هدفنا دراسة مدى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على مساعدة البشر على الإبداع".
تأتي الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز"، وسط مخاوف بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي المزدهرة، التي يمكنها تحويل رسائل بسيطة إلى مؤلفات موسيقية أو أعمال فنية. واستعان دوشي وشريكه في إعداد الدراسة أوليفر هاوزر من جامعة "إكستر"، بنحو 300 متطوع ليكونوا "مؤلفين"، وهؤلاء المتطوعون لم يكونوا كتّابا محترفين، وقد قيست قدراتهم الإبداعية بواسطة اختبار نفسي، يطلب منهم إعطاء 10 كلمات مختلفة تماما.
وقسمهم العالمان إلى 3 مجموعات، بشكل عشوائي، لكتابة قصة من 8 جمل، حول واحد من 3 مواضيع "مغامرة في أعالي البحار"، أو "مغامرة في الغابة"، أو "مغامرة على كوكب آخر". كذلك قُسم هؤلاء المشاركون بشكل عشوائي إلى 3 مجموعات، تلقت مستويات مساعدة مختلفة من الذكاء الاصطناعي.
ولم تتلق المجموعة الأولى أي مساعدة، في حين حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من 3 جمل، باستخدام أداة "شات جي بي تي"، وتلقت المجموعة الثالثة ما يصل إلى 5 أفكار أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لقصة. وبعد انتهاء المشاركين من كتابة قصصهم، كان عليهم قياس مدى الابتكار فيها، باستخدام معايير عديدة. كذلك تولت مجموعة أخرى مكونة من 600 شخص، تقييم القصص باستخدام المعايير نفسها.
وتبين لمعدَّي الدراسة، أن الذكاء الاصطناعي أدى في المتوسط، إلى تحسين الإبداع الفردي للمؤلف، بنسبة تصل إلى 10٪، وإلى تعزيز الاستمتاع بالقصة بنسبة 22٪، خصوصا في ما يتعلق بعناصر، مثل بنية القصة أو تقلباتها. وكانت هذه التأثيرات أكبر بالنسبة لأولئك الذين اعتبروا الأقل إبداعا.
لكن على المستوى الجماعي، فإن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي، أكثر تشابها مع بعضها البعض، مقارنة بتلك المكتوبة من دون الذكاء الاصطناعي، لأن مؤلفيها انغمسوا كثيرا في الأفكار المقترحة.

أدب الروبوتات

أفاد دوشي لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن الدراسة أظهرت أيضا، أن الخطر يكمن في اعتماد الناس كثيرا على أدوات الذكاء الاصطناعي، قبل تطوير مواهبهم الخاصة في الكتابة أو الموسيقى. ورأى أن الناس يحتاجون إلى البدء بسؤال أنفسهم "أين يمكنني إدراج هذه الأداة في عملي، لتحقيق أقصى استفادة منها، مع الحفاظ على طابعي الشخصي في المشروع أو في نتيجته؟".
وأدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام، والمتاحة على نطاق واسع، إلى خلق نوع جديد من "الأدب الروبوتي"، وحاليا تقدم شركة أمازون أكثر من 200 كتاب، من تأليف الروبوتات باستخدام برنامج (شات جي بي تي) كمؤلف أو مؤلف مشارك، وهذا الرقم في ازدياد كل يوم.
تختلف أسباب لجوء عدد من "الكتاب" أو حتى الناس العاديين، لهذا النوع من الكتابة، لكن لنتذكر أن عملية الكتابة عملية مضنية ومنهكة ومتعبة وتحتاج للكثير من الوقت والطاقة والخيال الخلاق، ما يثبط عزيمة كثير من البشر الذين يحلمون بكتابة قصيدة أو قصة أو تأليف كتاب مهما كان نوعه.
قدمت هذه الأدوات فرصة حقيقية لـ"أنصاف الكتاب"، وبعض الهواة، كي ينتجوا كتبا خاصة بهم، ويضعوا عليها أسماءهم كمؤلفين، بغض النظر عن مدى مساهمتهم في تأليف وإبداع هذه الكتب.

مواجهة حول المحتوى

منذ أكثر من عام، بدأ مؤلفون برفع دعاوى من أجل حماية حقوقهم، لمواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم أعمالهم لتوليد محتوى، لكن معاركهم القضائية لن تكون سهلة، ففي أوروبا وأمريكا الشمالية، يميل القانون إلى تأييد الذكاء الاصطناعي، مع أن الوضع قد يتغير، وفق قانونيين.
يجيز القانون الأمريكي التنقيب عن البيانات ضمن ما تسمى "سياسة الاستخدام العادل"، وهو ما كرسته دعوى قضائية ضد شركة "غوغل"، مرتبطة بالتحويل الرقمي للكتب، وهي الدعوى التي ربحتها المجموعة الأمريكية العملاقة، التي تملك أكبر محرك بحث على الأنترنت.
وبالنسبة للمحتوى الذي تم إنشاؤه أو توليده بواسطة الذكاء الصناعي، فإن الوضع القانوني صعب، فهل يمكن تصنيف هذا العمل ضمن خانة عمليات التزييف، خصوصا إذا طلب مستخدم برمجية الذكاء الاصطناعي عملا يحاكي "أسلوب" المؤلف، أو يقلد شعارا معينا؟