الرواية القطرية تعــيش اتّجـاهـات جـديـدة

تجارب خارجة عن المألوف

تجارب خارجة عن المألوف
  • 220
نوال جاوت نوال جاوت

أكّد أنّ الرواية القطرية تمشي في الطريق الصحيح نحو التميّز والتفرّد، لأنّها تحرص على أن يكون لها هويتها الخاصة. وأضاف أنّ ذلك كان واضحا منذ بداية التأسيس، لأنّها ولدت من عمق المجتمع القطري وكانت تحاكي هذا المجتمع وتحاول أن تنقل مختلف تجلياته الثقافية والاجتماعية إلى غاية المرحلة الثالثة، وهي هذه المرحلة ،أي التجارب الشابة التي ظهرت وتميّزت بخروجها عن المألوف.

أشار الدكتور بلعابد في ندوة "الرواية القطرية، قراءة في الاتجاهات" التي احتضنتها، أوّل أمس، القاعة الكبرى لصالون الجزائر الدولي للكتاب، إلى أنّ ما يحدث هو تحصيل حاصل لتاريخ المجتمع القطري وتأثّر الجيل الأوّل بالرواية الغربية ومحاولة الجيل الثاني المحافظة على المحلية، مؤكّدا أنّ الرواية القطرية تخطو بثبات وتتطوّر على مستوى المواضيع، لكن تحفّظات كثيرة ما تزال تسجّل على مستوى لغة السرد.

من جهته، قال الروائي والأكاديمي القطري أحمد عبد الملك إنّ الرواية القطرية حديثة النشأة، مقارنة بنظيرتها في باقي الدول العربية، حيث بدأت سنة 1993، أي قبل ثلاثين عاما تقريبا، ليقدّم بعدها كرونولوجيا السرد وركّز على أهم التجارب التي قدّمت الإضافة لحدّ الآن، مشيرا إلى أنّها "بدايات طبيعية سايرت مختلف البدايات للرواية في الوطن العربي واشتغلت على قضايا التحوّل كتحوّل المجتمع القروي إلى العاصمة واصطدامه بالأفكار والمظاهر الجديدة ومدخلات البيئة الجديدة في العاصمة الدوحة".

وأضاف المتحدّث، في نفس السياق "الاتجاهات كانت تلامس المجتمع القطري بشكل مكثّف وقرأت 95 بالمئة منها، ويمكنني الجزم أنّها ناقشت الأمور الاجتماعية وقضية التحوّل المجتمعي وقضية الموقف من الآخر"، موضّحا في معرض حديثه عن التجارب السردية الشابة، أنّ الكتابات بدأت، في الأعوام الأخيرة، تتّجه إلى الفنتازيا ونافست في هذا المجال، ولامست الرواية أيضا بعض الطابوهات مثل ظاهرة الرق في المنطقة وأيضا قضية الموقف الأجنبي الغازي، وهو ما تمثّل في رواية "القرصان" للروائي عبد العزيز المحمود، وأيضا روايات أخرى تناولت العلاقة بين الإنس والجن".
وختم أحمد عبد الملك بالثناء على هذه المحاولات والمساهمات التي تخرج، حسبه، الرواية القطرية من النمطية قائلا "بدأت اتجاهات جديدة وأنا متفائل بها وأتمنى أن تٌخرج الرواية القطرية من الطوق الاجتماعي إلى الفضاء الكبير".

للإشارة، الدكتور عبد الحق بلعابد، باحث وأكاديمي جزائري، متحصّل على دكتوراه في قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة، من جامعة الجزائر. متحصل على ليسانس في الدراسات الإدارية والقانونية. ودبلوم الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة الجزائر. أستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر حاليا. وأستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود (سابقا).

وأستاذ الأدب المقارن بقسم اللغة العربية وآدابها جامعة الجزائر (سابقا). مدير تحرير مجلة الآداب، كلية الآداب، جامعة الملك سعود. عضو الهيئة العلمية لمعامل التأثير للمجلات العلمية العربية المحكمة، اتحاد الجامعات العربية. عضو اللجنة المشرفة لوحدة أبحاث الشعريات، بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود. عضو مؤسس لوحدة أبحاث السرديات، بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود. لمشرف المؤسس لوحدة اللسانيات وتحليل الخطاب، بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود.

أما القطري أحمد عبد الملك فكاتب ومذيع بارز في مجال الإعلام والثقافة. حصل على شهادات عليا في اللغة العربية والإعلام التربوي، وله مساهمات واسعة منذ الستينيات في الإعلام القطري والخليجي. شغل مناصب مهمة مثل مراقب الأخبار ورئيس تحرير صحف ومجلات بارزة. ألف أكثر من 42 كتاباً في الإعلام والأدب، منها 12 رواية. حاضر في الجامعات وشارك في إعداد ملفات وزراء الإعلام. نال جوائز عدّة منها جائزة كتارا للرواية وجوائز فودافون للقصة القصيرة، ما يعزز مكانته في المشهد الثقافي العربي.