قصر الثقافة لسكيكدة

الزاوي يعرض "نزهة الخاطر" و"عسل القيلولة"

الزاوي يعرض "نزهة الخاطر" و"عسل القيلولة" �
  • 809
بوجمعة ذيب� بوجمعة ذيب

استضاف "نادي حضور" في عدده الرابع من طبعته الثانية المنظّمة من قبل قصر الثقافة لمدينة سكيكدة، أمسية أوّل أمس، في جلسة أدبية وفكرية متميّزة الكاتب والروائي أمين الزاوي، الذي قدّم أمام مبدعي روسيكادا وأدبائها روايتيه المعنونين بـ«نزهة الخاطر" و«عسل القيلولة".

رواية "نزهة الخاطر" الصادرة باللغة العربية، تطرّق فيها أمين الزاوي، بعيدا عن منطق الطابوهات إلى مواضيع الدين والسياسة والجنس من خلال الأحاديث الوجدانية التي تطبع حياة الإنسان الحميمية،  ويمارس من خلالها مكبوتاته خلسة في مجتمع في كثير من الأحيان يرفض العديد من السلوكيات، حتى وإن كانت متفشية في المجتمع خاصة تلك المتعلقة بالجنس والعشق وممارسة الغرائز، والجديد في رواية "نزهة الخاطر" هو الجرأة التي عالج بها أمين الزاوي، وبنوع من الواقعية علاقة حب من نوع آخر تنشأ بين أنزار ومازار، كما تطرّق إلى انتهاك حرمة بيوت الله التي ارتكبت بداخلها موبقات الأفعال.

ومهما يكن من أمر فرواية "نزهة الخاطر" تبقى رواية متميّزة عبارة عن اختراق للمحظور، وجرأة في كسر الطابوهات بتعرية مكبوتات الإنسان، وحديث عن الحب والجنس والموسيقى التي تجسدها المغنية "ميمونة"، الرافضة لكلّ أشكال الحياة التقليدية المقيّدة بقيم الأخلاق التي كثيرا ما يتخفى من ورائها الرجال الذين يجدون في المرأة وسيلة لممارسة متعتهم الحمقاء والمتفتحة والمحبّة للجنس والرقص، كما أنّ الرواية تعرية لصورة الأسرة الجزائرية التي تعيش بكلّ تناقضاتها.

والملاحظ في رواية أمين الزاوي، هذه أنّ التاريخ حاضر فيها من خلال تطرّقه لشخصية مصالي الحاج، وما تعرّض له وأتباعه بعد الاستقلال وكذا لبعض الأحداث السياسية التي عاشتها الجزائر لكن برؤية بعيدة عما يكتبه المؤرّخون.

أمّا روايته الثانية "عسل القيلولة" الصادرة باللغة الفرنسية، فقد تطرق الروائي فيها إلى جملة من المشكلات الاجتماعية التي يمكن وصفها بالعقد المنتشرة في المجتمع من خلال شخصية أنزار، الذي يشكو من تشوّهات جسدية مست حتى بعضا من أعضائه الحسّاسة ليجد نفسه يواجه العزلة التي فرضت عليه بسبب ذلك من قبل والده، والتي أثّرت على نفسيته ثم رحلته الدراسية إلى الخارج.. والرواية في الواقع تعري العديد من سلوكيات الأفراد المتناقضة في مجتمع يسكنه هوس الطابوهات وتتحكّم فيه الغرائز، كما وظّف أمين الزاوي، في "عسل القيلولة" التاريخ الجزائري انطلاقا من فترة الحكم الاشتراكي إلى هول العشرية السوداء التي أتت على الأخضر واليابس، واغتالت عددا كبيرا من مثقفي الأمة باسم أفكار متطرّفة.

وتمّ خلال هذه الفعالية التي تعدّ من بين أنجح الأنشطة الثقافية التي ينظّمها قصر الثقافة لسكيكدة، تقديم شريط وثائقي حول تجربة وحياة الروائي أمين الزاوي، من إنتاج قصر الثقافة وإخراج أحسن مجرداوي، وبعد النقاش الذي دار بين الجمهور والروائي حول روايتيه تم بيع بالتوقيع لهذين العملين المميزين.