"الزق" بعد "الواي واي"

"الزق" بعد "الواي واي"
  • 2349
تكتبه/ أحلام محي الدين تكتبه/ أحلام محي الدين
"تمخض الجبل فولد فارا" صدق قائل هذا المثل الذي يعكس الحال الذي آل إليه الواقع الفني الذي يتخبط تحت وطأة سوء اختيار الكلمات وفضاعتها وكذا الموسيقى المختارة لها وطريقة الرقص التي أصبحت تحاكي تحرك القردة في الغابة، وآلية دفاعها عن النفس عند الشجارات، حتى يخيل إليك أن راقص "الواي واي" هذا أخذ دروسا مكثفة هناك، والمؤسف في الأمر أن أصحاب الذكاء السلبي لايزالون يبحثون في مخارج الحروف ما يمكن أن يهز الأرداف والأكتاف. خاصة أنهم يوجهون هذا النوع من الأغاني لجمهور المراهقين الذين لا يفرقون بين الأخضر واليابس، مستغلين سذاجتهم للربح الواسع والانتشار وراءهم، لأن هذه الرداءة لو لم تجد مستمعا لما تطورت. وهو الأمر الذي أشار إليه الكثير من الغيورين على الفن الأصيل عند حديثهم إلينا.
وآخر ما جادت به لغة "الواي واي" و"آلا أي أي" الساخرة من الذوق، ميلاد " الزق"؛ "ق. ق. ق" يمكنك أن تتصور أغنية صنع فيها حرف القاف العجب، فأزيد من دقيقتين ومغنيها يردد "ق. ق. ق ق" بطريقة سخيفة تصيبك بالغثيان، وهو مقطع عرض على شبكة التواصل الاجتماعي سرب لأغنية لم تصدر بعد، فقد قام صاحبها بتسجيلها مؤخرا وليته يتركها حبيسة  جدران المكان التي سجلها فيه حتى لا يزكم أصحاب الذوق الراقي. فقد أتعبتنا المهازل التي عصفت بالفن من أجل بضعة دينارات.