في انتظار إكمال "ألفية فلسطين"
الشاعر ابراهيم قارعلي يقدم "ألفية الجزائر" بالبليدة
- 546
كشف الشاعر والإعلامي إبراهيم قارعلي، عن مواصلته كتابة "ألفية فلسطين" منذ السابع من أكتوبر 2022، أي عاما قبل حدوث طوفان الأقصى، ومباشرة بعد انتهائه من كتابة "ألفية الجزائر"، التي قدمها بمقر جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، أول أمس، بدعوة من جمعية "الذاكرة والتراث"، بالتنسيق مع "بيت الشعر" لمدينة الورود.
قال الشاعر ابراهيم قارعلي، إن ديوانه تشكل في بداية الأمر، من ستين بيتا كتبه بمناسبة احتفاء الجزائر بستينية الثورة الجزائرية، لكنه قرر أن يواصل المسيرة، وأن يكتب ألفية الجزائر المشكلة من ألف بيت عن تاريخ بلدنا المظفر. وتابع، إنه اختتم هذا الديوان ليلة المولد النبوي الشريف عام 2022، ليقرر أن تكون آخر أبياته مديح للرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن خاتمة هذا المؤلف كانت في 7 أكتوبر، أي عاما تحديدا قبل "طوفان الأقصى"، لينطلق في كتابة ألفية فلسطينية تكون توأما لألفية الجزائر.
من جهته، أكد رئيس جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، نور الدين عراب، فتح أبواب الجمعية أمام نشاطات جمعية "الذاكرة" و"بيت الشعر"، في حين قال الأستاذ رابح خدوسي، إن "ألفية الجزائر" جاءت لتؤرخ تاريخ البلد شعريا، كما أنها تشبه إلياذة مفدي زكريا في موضوعها. وأضاف أن قارة علي أصاب في كتابته للألفية، وأنه اشتغل على الذاكرة الجزائرية بطريقة فنية وإبداعية. معتمدا في ذلك على ذاكرة المكان. كما اعتبر أن الجزائر لا تزخر بعدد كبير من الذين يكتبون عن تاريخها بشكل إبداعي.
أما رئيس "بيت الشعر"، الشاعر سليمان جوادي، فذكر أن القليل من الشعراء في الجزائر حاليا، يهتمون بالكتابة عن الوطنيات والثوريات، إذ اتجه معظمهم إلى الكتابة عن التصوف، رغم أنهم غير متصوفة. بالمقابل، تحدث عن بدايات قارعلي في الصحافة، والتي تعود مباشرة بعد تخرجه من معهد الإعلام، حيث أوكلت له مسؤوليات، نتيجة ذكائه وتمكنه من اللغة.
وأضاف جوادي، أن قارعلي كان يكتب الشعر باحتشام، مطالبا عدم حصره في كتابه "الألفية" وتناسي نصوصه الأخرى، مثلما حدث مع شبوكي الذي عُرف بديوانه" جزائرنا" وحسب، بيد أنه كتب أفضل منه، مثل ديوان "ذوب القلب"، ليعبر عن خشيته من حجب "ألفية الجزائر" بقية نصوص قارة علي. كما قدم مثالا عن مفدي زكريا، الذي كتب إلياذته مستعينا بالمؤرخ الكبير عثمان الكعاك ومولود قاسم، بينما لم يستعن قارة علي في كتابة ألفيته بأحد.
أما الناقد علي ملاحي، فقدم ورقة نقدية حول ديوان "ألفية الجزائر"، قال فيها إن ابراهيم قارعلي تأثر بالحس الخليلي، أي بالبحور الشعرية المتعارف عليها، لكنه يميل إلى القصيدة العمودية بالدرجة الأولى. وتابع أنه حينما قرأ نص "ألفية الجزائر"، اكتشف أنه أمام هذا الشاعر الخليل الذي كتب قصيدة مطولة ذات نفس ملحمي من مئة مقطع، وكل مقطع ينتهي بلازمة، على غرار ما كان يفعل الشعراء الكبار، مثل بدر السياب. واعتبر أن هذه القصيدة التي جاءت بتفعيلة البحر الكامل، أقر محي الدين عميمور أنها جديدة ولا تمثل نصا متجددا من إلياذة الجزائر، وهذا يدل على تميز قارعلي بالأصالة الشعرية، رغم أنه حافظ على روح القصيدة التي كتبها مفدي زكريا.
وأشار ملاحي إلى امتلاك قارعلي لأدوات لغوية وإيقاعية وعروضية، تسمح له بالتصرف في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالعامل اللغوي وبالرؤية الشعرية، علاوة على تمكنه من إعادة إنتاج اللغة، ثم التاريخ، بالإضافة إلى حيازته للفطنة والحيلة التعبيرية التي دفعت به إلى التعامل مع المفردات، تعاملا جديدا يختلف عن نص إلياذة الجزائر، حيث تطرق إلى تاريخ الجزائر ولخص أحداثه المهمة، بإيقاع شعر وفق ما تمليه الشروط الأساسية للقصيدة الخليلية. وأضاف أن قارعلي ملم بأبسط المعلومات التاريخية التي تخص بلده، استطاع إعادة صياغتها في رونق وبلغة غير عادية، أي لغة ابراهيم قارعلي بالذات.