مطرب الشعبي مصطفى بلحسن :

الشعبي ثـرات وطنــي والموهبة وحدها لا تكفي

الشعبي ثـرات وطنــي  والموهبة وحدها لا تكفي
  • 2790
حاوره: بوجمعة ذيب حاوره: بوجمعة ذيب
يعد المطرب بلحسن مصطفى، واحدا من الوجوه الفنية الجزائرية التي تؤدي أغنية الشعبي أداء متميزا يشد المستمعين. "المساء" التقته  بقصر الثقافة بسكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة.
المساء: من هو بلحسن مصطفى؟
مصطفى: مطرب ينتمي إلى المدرسة العنقاوية حقيقة ومجازا من مواليد1981 من عائلة فنية بامتياز فالوالد مطرب معروف اسمه بلحسن محمد، والعم أيضا بلحسن علي، عازف ومغن متخصص في الأغنية الشرقية بوجه عام.
المساء: ما هو جديدك الفني؟
مصطفى: حاليا أنا بصدد تحضير أول ألبوم في الشعبي يضم مجموعة من الأغاني من الشعبي العاصمي العنقاوي إن صح التعبير، أغلبها مستمدة من التراث الشعري القديم والبعض من الشعر المعاصر.
المساء: لماذا شعبي عنقاوي؟
مصطفى: ببساطة لأنني أنتمي إلى مدرسة المرحوم الحاج محمد العنقا الذي أعتبره أستاذي الذي أستمد منه كل طاقتي الإبداعية في أداء هذا النوع من الغناء الذي يمثل جزء من تراثنا الغنائي.
المساء: كيف تنظرون إلى واقع الشعبي اليوم في الجزائر؟
مصطفى: حاليا هو بخير والدليل أنه يعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب، واعتقد أنّ هذا مؤشرا يدل على المكانة التي أضحى يحتلها لدى الفئة التي أنتمي إليها لكونه فنا تراثيا من جهة، ومن جهة أخرى لكون قصائده مستمدة من عمق المجتمع الجزائري تتضمن حكما وأمثالا وحتى قصصا من واقعنا كما أنه فن أصبح مطلوبا بكثرة في الأعراس، وفي مختلف الحفلات التي تستقطب جمهورا غفيرا من عشاق الشعبي الذواق إلى الفن الأصيل.
المساء: هل أنت مع عصرنة الشعبي؟
مصطفى: شخصيا أنا مع المزج بين الأصالة والمعاصرة طبعا في حدود المعقول أي دون المساس بروح الشعبي الذي يجب أن يبقى محافظا على مميزاته وخصائصه، كما تعلمناه من المرحوم محمد العنقا، واعتقد أن الإضافات التي قام بها الراحل محبوب باتي قد زادته جمالا، فالفضل يعود له في إدخال بعض الآلات العصرية على بعض الأغنيات أو الطقطوقات والتي باتت جد مطلوبة في الأعراس، لكن أرى أن إدخال كم كبير من الآلات العصرية على الشعبي سيعمل على إفراغ هذا الأخير من محتواه وقيمته.
المساء: هل هناك فرق بين الشعبي العاصمي وغيره من الشعبي الذي يؤدى خارج العاصمة؟
مصطفى: في رأي الشعبي هو الشعبي سواء كان عاصمي أو غير عاصمي والاختلاف يكون طبعا في الأداء أي في اللهجة والقصائد المقدمة.
المساء: هل الموهبة وحدها تكفي لتطوير الأداء الفني لدى المطرب؟
مصطفى: الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب تطويرها بالتكوين الفني الذي تقدمه المدارس والجمعيات التي تلقن أصول الفن وأبجدياته وتعلّم السولفاج سيساهم في تدعيم الرصيد المعرفي للفنان، واسمح لي في هذا المقام أن أؤكد على السلوك الحسن والالتزام والقدوة التي يجب أن يتحلى بها الفنان الحقيقي لأنه ببساطة يؤدي رسالة خالدة.
المساء: كيف ترى مستقبل الفنان في الجزائر اليوم؟
مصطفى: جد متفائل به، خاصة بعد صدور ولأول مرة في تاريخ الجزائر قانون الفنان الذي سيساهم بكل تأكيد في الحفاظ على حقوقه مما سيساهم في تطوير الفن وترقيته إلى ما هو أفضل خدمة للفن الجزائري الأصيل.
المساء: في رأيك، ما هي شروط نجاح الفنان في مساره الفني؟
مصطفى: شروط النجاح تبقى مرهونة بالتزامه بالرسالة الفنية التي يؤديها وكذا حبه وإخلاصه للفن وحبه للكلمة لأن لها ثقل كبير.
المساء: هل من كلمة أخيرة؟
مصطفى: أشكر يومية المساء لاهتمامها بالفن وبالفنانين وكذلك على هذه الفرصة التي أعتز بها كثيرا.