محمد عبد النور قائد أوركسترا "القوسطو" لـ "المساء":

الشعبي موسيقى وليس قرآنا

الشعبي موسيقى وليس قرآنا�
  • 618
حاورته: دليلة مالك� حاورته: دليلة مالك

أكّد محمد عبد النور قائد أوركسترا "القوسطو"، أنّ ما يقدّمه لأغنية الشعبي نتاج عمل وتفكير وتعب، وأنّه لا يرى حرجا في إدخال تعديلات على مستوى التوزيع الموسيقي أو الآلات العصرية المستعملة. والأكثر من ذلك، قال عبد النور في حديث خصّ به "المساء"، إنّه مستعد للمناظرة والحديث مع أهل الشعبي المحافظين والرافضين لأي تدخّل على المستوى الفني لهذا النوع الموسيقي العريق.

قال محمد عبد النور المعروف فنيا بـ "بتي موح" والمقيم في ديار الغربة، إنّ أغنية الشعبي ليست قرآنا بل موسيقى ومجال يمكن الإبداع والتصرّف فيه مع الحفاظ على لون هذا الفن. وأضاف أنه مستعد للمناظرة مع من له رأي مغاير، موضّحا أنّه لم يفعل شيئا خارقا للعادة، فقط أعاد ترتيب النوتات بشكل فني مميّز، وهو عمل جدير بأهل الشعبي، لكنهم لا يريدون الخوض فيه والاشتغال حوله. وضرب مثلا بالفنان الإسباني باركو، الذي قام بإدخال الجاز اللاتيني وتقنيات أخرى على موسيقى الفلامنكو، ففي البداية تعرّض لموجة من الرفض من قبل المحافظين، لكنهم سرعان ما غيّروا رأيهم لما أضحى الفلامنكو معروفا عالميا ونال الاعتراف بالبحث والعمل الذي قام به؛ إذ هو من جعل الفلامنكو شهيرا على المستوى العالمي. وأضاف محمد عبد النور: "على كلّ حال، كلّ شخص حرّ في تفكيره.. الناس يتكلمون في كل الحالات؛ سواء أعجبهم العمل أم لا".   

وانضم محمد عبد النور لـ "القوسطو" قبل حوالي ثلاث سنوات، ويعتقد أنّ التحاقه بالفرقة هو محاولة لمنح إضافة فنية عصرية ووضع لمسته عليها من خلال كلّ ما تعلّمه طوال مشواره الفني، الذي بدأ صغيرا مع عملاق أغنية الشعبي عمر الزاهي، وقال إنّ التحاقه بـ"القوسطو" جاء بعد طلب لتحضير شيء جديد لأغنية الشعبي رغم أنّها في الأصل عصرية.

وبخصوص غياب الفرقة الجزائرية "القوسطو" التي جابت العديد من المسارح في العالم منذ عشر سنوات عن المشهد الفني الجزائري، رد المتحدث بأنّ هناك أناسا - لم يشأ ذكر أسمائهم - يفضّلون إحضار مغنين من المشرق ـ و"ليست لديّ أيّ مشكلة مع هؤلاء الفنانين؛ فقد عملت معهم ومع فنانين إسبان"- بدل إحضار فرق وفنانين جزائريين مرموقين عالميا، مضيفا: "لا أدري لماذا هذا التفاضل؟!.. يحزّ في نفسي هذا الأمر؛ ربما هي عقدة داخلية، أو أننا نعتبر مستوى أغنية الشعبي أقل شأنا، أو أننا نشتغل على موسيقى سوقية، لذلك يحتقروننا!". وتابع يقول: "قمنا بالعديد من العروض في الخارج؛ بالولايات المتحدة الأمريكية وبأوروبا، ومن المؤسف، بل يحزّ في النفس أن لا تحظى بالاعتبار في وطنك!.. أمر محزن أن تكون لك موهبة أو شيء جميل لا يقيّمونها في بلدك حتى تخرج، فيرفعون من شأنك، وفي بلادك يسحقونك!.. فعلا لا أدري لماذا، نتمنى أن تتغيّر الذهنية". وأضاف قائد فرقة "القوسطو" أنّهم جاهزون للعرض في الجزائر، لكن حضورهم يجب أن يكون محترما وليس كمتشردين، وأفضى: "هذه بلدي، ولي حق عليها، خاصة أني أمثلها في الخارج؛ خسارة أنّ التعب الذي أتعبه ينال الاعتراف والتنويه في الخارج أكثر منه في الجزائر!".

وفي سؤال عن التفكير في دمج صوت نسوي في الفرقة يذكّرنا بأيقونات الموسيقى الجزائرية على غرار فضيلة الدزيرية ومريم فكاي، ردّ المتحدّث: "فكّرت في ذلك، ولكن الفرقة تقول إنّ القوسطو هو مشروع للرجال، إلا أن هناك مشروعا آخر موجودا، هو الشعبي بالمؤنث، ولكن في فرقة القوسطو ربما سيتم إدراجها لاحقا، لا يمكننا أن نعرف... حقيقة هي فكرة جيدة بإحضار صوتين أو ثلاث أصوات نسوية جيدة تسمح بإعادة بعث الفرقة، وكذلك الأمر بالنسبة للموسيقيين".

يُذكر أنّ فرقة "القوسطو" قدّمت سهرة الخميس الفارط لأوّل مرة في الجزائر، عرضا مدهشا في أغنية الشعبي بفضل توزيع وتوضيب موسيقيٍّ مختلف. والحفل كان من تنظيم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، واحتضنه المسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" بالعاصمة.