ملتقى الأدب الجزائري المهاجر بعنابة

الطبعة الثانية يومي 15 و16 أكتوبر

الطبعة الثانية يومي 15 و16 أكتوبر
  • القراءات: 715
ل. د ل. د

تنظم مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بالتنسيق مع قسم اللغة والأدب العربي بجامعة باجي مختار" (عنابة)، الطبعة الثانية لملتقى الأدب الجزائري المهاجر، يومي 15 و16 أكتوبر الجاري بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، بعد النتائج الإيجابية الكثيرة التي حققتها طبعته الأولى العام الماضي.

يأتي تنظيم هذا الملتقى، في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، وإحياء لليوم الوطني للهجرة، المصادف لتاريخ 17 أكتوبر من كل عام، وكذا اعترافا وتمجيدا لدور المهاجرين الجزائريين في الثورة التحريرية، ذلك الدور الذي جعل المؤرخ الفرنسي جون لوك إينودي يخصص له كتابا كاملا أسماه معركة باريس، عاد فيه بالتفصيل إلى حيثيات المذبحة الرهيبة، التي عاشها المهاجرون الجزائريون على يد الشرطة الفرنسية، بقيادة محافظ شرطة باريس السفاح موريس بابون، وتحديدا ليلة 17 أكتوبر 1961، حيث قتل مئات الشهداء الجزائريين بالرصاص الحي، وقذف المئات منهم أحياء مكتوفي الأيدي بالأسلاك في نهر السين بباريس، وسجن الآلاف منهم في ليلة ليلاء اقشعرت الأرض من بطشها وظلمها وقهر الأحرار فيها.

وبقدر ما تنبهنا ذكرى 17 أكتوبر 1961 إلى الإسهامات الثورية للمهاجرين الجزائريين في الثورة التحريرية، فإنها تسلط الضوء أيضا على إسهاماتهم المتعددة في الماضي والحاضر، في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها. وأضاف البيان أنه إذا وضعنا اليوم في الحسبان، أن عدد المهاجرين الجزائريين يفوق سبعة ملايين نسمة، فإن هذا ليس رقما فحسب، لكنه طاقة هائلة تملكها الجزائر، يتعين علينا استثمارها فيما يخدم الوطن الأم. وإذا كنا جميعا نعرف الرياضيين منهم، خاصة لاعبي كرة القدم من أمثال رياض محرز ومبولحي وبن ناصر، وغيرهم من الذين شكلوا قوة فريقنا الوطني، ورفعوا علم الجزائر بين الأمم، فإن لنا العشرات من أمثالهم من نجوم الفكر والثقافة والعلوم والفنون، ممن يشكلون النخبة الثقافية الجزائرية المهاجرة، هذه النخبة التي نحن أولى بالاستفادة منها من غيرنا، والتي يتعين علينا استرجاعها والتعريف بها واستثمارها فيما يخدم مصلحة بلادنا.

لذلك، جاء تنظيم ملتقى الأدب الجزائري المهاجر من أجل التعريف بهذا الأدب وبأعلامه، ودراسة مدوناته والوقوف عند تيماته وموضوعاته وقضاياه الفنية وخصائصه، وتحديد مكانته في الأدب الجزائري، العربي  والعالمي. ويحاول تسليط الضوء على كل الكتابات التي خطها الجزائريون في ديار الغربة، مهما كانت لغة هذه الكتابات، ذلك أن الأدب الجزائري مليىء بظاهرة الكتاب المهاجرين منذ أبوليوس لوكيوس، الذي كتب أول رواية في تاريخ البشرية، عنوانها الحمار الذهبي، وهو الأديب الجزائري ابن مدينة مداوروش بسوق أهراس، إلى الشاعر الأمير عبد القادر الذي نفي إلى سوريا وكتب فيها أجمل أشعاره. بل إن الأدب الجزائري الحديث، إنما تأسس وتطور في المهجر، مثل أحمد رضا حوحو الذي كتب أول رواية، وهو مقيم في السعودية، عنوانها غادة أم القرى، إلى الشاعر رمضان حمود الذي أبدع الشعر الرومانسي، وهو طالب بالزيتونة في تونس.

وحينما اندلعت الثورة، هاجر الكثير من الأدباء الجزائريين، وحملوا على عاتقهم مهمة التعريف بالقضية الجزائرية، مثلما فعلت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، والمسرح الإذاعي عبر أثير صوت الجزائر من القاهرة ومن تونس، ومثلما فعل كاتب ياسين الذي هاجر إلى فرنسا وأحرجت كتاباته الضمير الأوروبي. أما بعد الاستقلال، فقد هاجر بعض الأدباء، مثل محمد ديب وآسيا جبار وأحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق وعمارة لخوص وغيرهم، ومثل الأدب مثل الرياضة، فإننا نلاحظ أن أهم الأصوات الأدبية التي رفعت العلم الجزائري عاليا، إنما هي الأصوات المهاجرة، وهذا لأسباب متعددة.

بالمقابل، سيتم خلال هذا الملتقى، تقديم العديد من المدخلات، من بينها مداخلة للدكتور سعيد بوطاجين تحت عنوان الأدب المغترب، ما بين الهجرة إلى الآخر والهجرة إلى الذات، ومداخلة الدكتورة كريمة بوكرش بعنوان الهوية الوطنية في الأدب الجزائري المهاجر من خلال رواية (كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك) لعمارة لخوص، ومداخلة الأستاذ الدكتور عبد الحميد هيمة بعنوان تجليات الهوية الوطنية والانتماء في أعمال الروائية الجزائرية آسيا جبار". كما سيتم خلال هذه الفعاليات، تنظيم عدة ورشات علمية، من بينها ورشة المأساة الوطنية في فترة الاستعمار الفرنسي من خلال رواية (الدار الكبيرة) لمحمد ديب لطالبة الدكتوراه خديجة ميهوبي، وورشة الأدب الجزائري المهاجر لطالب الدكتوراه صلاح الدين بوحجلة.