مهرجان "إطلالات على إفريقيا" بمونتريال
"الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر

- 109

أعلنت المخرجة هاجر سباطة عن مشاركة فيلمها "الطيارة الصفراء" في الدورة الواحدة والأربعين للمهرجان السينمائي الدولي "إطلالات على إفريقيا"، الذي سيقام بومنتريال (كندا) من 3 إلى 13 أفريل المقبل. وهو من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، تمثيل سيد أحمد أقومي، وسهيلة معلم، ونوارة براح، وفتيحة سلطان، ونصر الدين جودي ولورانجرنيغون، سيناريو المخرجة بمعية كريم خديم.
يروي فيلم "الطيارة الصفراء" في 40 دقيقة، مختلف الممارسات غير الإنسانية والشنيعة التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية، على شكل قصة بطلتها فتاة صغيرة تم تحميل والدها مسؤولية اغتيال ابنه مصطفى من قبل الجيش الفرنسي؛ لأنّه كان يريده أن ينضمّ إلى صفوف الشرطة الاستعمارية، وهو المنصب الذي كان يشغله هو نفسه.
وبعد علمها باختفائه تسعى جميلة إلى الانتقام لشقيقها مصطفى. ومن خلال فيلمها تشيد المخرجة هاجر سباطة، بالمجاهدة جميلة بوحيرد، ومن ثمة كل النساء الجزائريات اللواتي فقدن شقيقا أو أبا أو عما أو جدا أو غيرهم. وكانت أشارت في لقاءات صحفية، إلى سبب اختيارها "الطيارة الصفراء" عنوانا لفيلمها، قائلة إنّ "الطيارة الصفراء" قصة أغنية يعرفها كلّ الجزائريين، وهي مصنّفة على مستوى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كتراث تاريخي ثوري جزائري، ما يعني أنّها مِلك لكلّ الجزائريين. وقد رغبت في أن يكون عنوان الفيلم رسالة منها لكلّ عائلة ضحت من أجل الاستقلال، وساهمت في تحقيقه.
كما قامت سباطة بإسقاط هذا العنوان على قصتها، والجمع بين الخيال والواقع لإنصاف النساء المقاومات والمناضلات، وإكرام عطائهن؛ سواء كن مجاهدات، أو أمهات أنجبن للوطن الشهداء والأبطال، فقصة جميلة في الفيلم هي في الأصل، حكاية كلّ أم أو شقيقة أو ابنة فقدت أخا أو ابنا أو أبا بسبب عدوان الطيارة الصفراء.
وبالمقابل، تنظَّم الطبعة الجديدة لمهرجان "إطلالات على إفريقيا" تحت شعار "نقل". كما يحتفي المنظّمون من خلال هذه الفعالية، بالسينما كوسيلة للذاكرة، والهوية، والحوار بين الثقافات. وستصبح مونتريال وسينما "دوبارك" القلب النابض للسينما الإفريقية طيلة عشرة أيام، يتنافس فيها الأفلام في عدة فروع، وهي الفيلم الروائي الطويل، والفيلم الروائي القصير، والفيلم الوثائقي الطويل، والفيلم الوثائقي القصير، والسلاسل التلفزيونية.
وسيتم خلال هذا المهرجان تقديم قصص قوية، وأصوات ملهمة، ورؤى مقنعة من خلال مجموعة من الأفلام تشكّل، بالفعل، رحلة إلى قلب الثقافات المتنوعة الإفريقية منها، والكريولية. وتتناول مواضيع مختلفة، تأتي في مقدمتها تلك التي تعنى بموضوعيّ حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، علما أنّه سيتم بالمناسبة، تنظيم يوم للأرض، ونشاطات أخرى تخص الموسيقى والطبخ.