المهرجان الدولي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس

"الفالوجة" تبدع لحظات فلسطينية مؤثرة

"الفالوجة" تبدع لحظات فلسطينية مؤثرة
  • 172
م. ص م. ص

شهدت السهرة الافتتاحية للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي، المنظم في طبعته الخامسة عشرة، بمسرح الهواء الطلق "صايم لخضر" بسيدي بلعباس، لحظات مؤثرة، خلال مرور فرقة الفلوجة الفلسطينية، التي قدمت عرضا فنيا بعنوان "وصية الشهيد"، حملت رسائل قوية حول الأمل، والحرية، والتضامن بين الشعوب، لاسيما مع القضية الفلسطينية.

تميز العرض بمزيج راق من الحركات التعبيرية والألحان التراثية الفلسطينية، مع كلمات مؤثرة تمجد الصمود، وتحيي الدور التاريخي للجزائر في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما أثار تجاوبا واسعا وتصفيقات حارة من الجمهور الحاضر، الذي رفع الأعلام الفلسطينية والجزائرية، في مشهد يعكس وحدة الوجدان الشعبي بين البلدين.

وأكد قائد فرقة "الفالوجة"، رفيق الطويل، في تصريح لـ"وأج"، أن "المشاركة في هذا المهرجان، ومن أرض الجزائر تحديدا، تمثل لنا لحظة وجدانية سامية، وفرصة لنعبر من خلالها عن امتناننا لشعب لطالما ساند قضيتنا في المحافل كافة"، مشيرا إلى أن "الفن والرقص يمكن أن يكونا أدوات قوية لنشر رسالة السلام والنضال من أجل الكرامة".

وعبر أعضاء الفرقة عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد في الجزائر، بلدهم الثاني، مبرزين حفاوة الاستقبال وثراء التظاهرة. وأشاروا إلى أن مشاركتهم "تحمل رمزية خاصة"، مشيدين بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة، ومعتبرين أن الثقافة والرقص الشعبيين يشكلان منبرا للتعبير عن القضايا الإنسانية والهوية الوطنية.

بالمناسبة، أوضحت ممثلة وزارة الثقافة والفنون، السيدة مباركة قادوري، في كلمة ألقتها نيابة عن الوزير زهير بللو، لدى إشرافها على الافتتاح، أن "تنظيم هذا الحدث الثقافي الهام، يعكس حرص الدولة على جعل الثقافة والفنون جسرا للتواصل والتفاهم بين الشعوب، ومنبرا لترسيخ قيم السلم والحرية والانفتاح". وأشارت إلى أن "تنظيم هذا المهرجان، الذي يتزامن مع ذكرى الاحتفال باسترجاع السيادة الوطنية، يهدف إلى تثمين الموروث الثقافي الوطني والترويج له داخليا وخارجيا، فضلا عن تعزيز الحوار الحضاري والثقافي والتبادل الإبداعي مع الثقافات الأخرى".

وشهدت السهرة الأولى، عرضا فنيا راقصا متميزا، شاركت فيه فرق فلكلورية وطنية ودولية، على غرار فلسطين، مصر، بولندا، سلوفاكيا، غانا، إسبانيا، إيطاليا، تركيا، والصين الشعبية، إلى جانب 14 فرقة من ولايات تمنراست، تيزي وزو، قسنطينة، غرداية، سطيف وسيدي بلعباس. وقد تميزت العروض بتقديم لوحات فنية مميزة بالأزياء التقليدية الزاهية، والاستعراضات الموسيقية المحلية، ما ساهم في خلق أجواء تفاعلية واحتفالية، تجاوب معها الجمهور الحاضر وصفق لها بحرارة.

وأفاد محافظ المهرجان، محمد كازوز، أن البرنامج المقام يستمر حتى 15 جويلية الجاري، ويتضمن إلى جانب العروض الفنية، أمسيات تشارك فيها فرق محلية وأجنبية على مسرح الهواء الطلق "صايم لخضر"، وساحة المقطع، فضلا عن تنظيم ورشات تكوينية حول الرقص الشعبي ولقاءات فكرية وأدبية بدار الثقافة "كاتب ياسين"، إلى جانب معرض للصور والملابس التقليدية ومنتجات الصناعة التقليدية في بهو مجسم القبة السماوية.

وأشار إلى أن "هذا الحدث الثقافي الدولي يجسد التنوع الثقافي والإبداع الفني، ويعزز مكانة سيدي بلعباس على الخارطة الثقافية الوطنية والعالمية". للإشارة، يأتي تنظيم المهرجان بشعار "الجزائر جسر للتعارف والسلم في العالم"، ورعاية وزارة الثقافة والفنون، تحت إشراف والي سيدي بلعباس، بالتنسيق مع المجلسين الشعبيين الولائي والبلدي.