فنانون مصوّرون يجيبون عن سؤال "المساء":

الفوتوشوب ينقص أو يزيد من القيمة الجمالية والفنية للصور الفوتوغرافية ؟

الفوتوشوب ينقص أو يزيد من القيمة الجمالية والفنية للصور الفوتوغرافية ؟
  • القراءات: 1138
 روبرتاج: دليلة مالك  روبرتاج: دليلة مالك
الضوء حبر الصور، حيزها، إطار يشكّل جملة مفيدة أو موضوعا بارزا، يؤرّخ للحظات من الحياة وينسخ من المناظر الطبيعية الخلابة لتتباهى بالمناطق التي زرتها، وهو ما يصطلح عليه بالصور الفوتوغرافية، وهو فن قائم بذاته ينهل أساسا من التقنية البصرية العالية التي بدأت من الغرفة السوداء والكليشيهات أوالفيلم، ووصلت إلى شرائح الذاكرة والصور الرقمية التي استغنت عن الورق وتظهر على شاشات الهواتف الذكية أوالألواح الإلكترونية وغيرها من الوسائط الحديثة، والأكثر من ذلك يمكن لأيّ شخص أن يكون أمام جسر "بيغ بن" بلندن أو "برج إيفل" بباريس أوبجانب "تمثال الحرية" بنيويورك بفضل نقرات سحرية بسيطة من الفوتوشوب ليتحقّق ذلك. 
  الفوتوغرافيا كلمة يونانية تعني الرسم بالضوء، والرسم بالضوء ينتج لوحات فنية بديعة، بيد أنّه في الوقت الراهن يعتمد الكثير من الفنانين المصورين على تقنيات الفوتوشوب لوضع إضافات أو مسح أخطاء على الصورة الأصلية، الأمر الذي يطرح سؤالا مفاده هل الفوتوشوب ينقص من القيمة الجمالية والفنية للصور الفوتوغرافية أو يزيد؟.

فضيل حدهوم: "الفوتوشوب أساسي ولكن.."
تغيرت في الوقت الحالي تقنيات النشر - حسب المصور فضيل حدهوم - فيقول "لذلك أصبحنا مطالبين باستعمال أدوات وبرامج التكنولوجيا الحديثة، والمصوّر الفوتوغرافي ملزم بمعرفة استعمال الفوتوشوب الذي أصبح أساسيا للقيام بعمليات التحسين والتعديل للصور التي يلتقطها وهنا نتحدث عن الجانب الإيجابي لبرنامج الفوتوشوب الذي يضيف قيمة جمالية وفنية للصورة الفوتوغرافية، إذ يصبح في متناولنا إضافة إلى بعض الرتوش، فهذا البرنامج يساعدنا على تعديل الألوان والإضاءة من حيث تعميق أو تفتيح الألوان وضبط التباين وإعادة وضع إطار للصورة من خلال تقطيعها واختيار موضوع معين من داخلها، فالصورة أحيانا تضم عدة صور ومواضيع عندما نلتقطها وقد نحتاج لأن نختار موضوعا منها لإبرازه منفصلا".
لكن ـ يضيف حدهوم - "ما يجب أن ننتبه إليه حتى لا يصبح الفوتوشوب سببا في إنقاص القيمة الجمالية والفنية للصورة الفوتوغرافية وحتى إنقاص القيمة الأخلاقية لها ولملتقطها هي ألاَّ نتلاعب بالمحتوى، فالتلاعب بمحتوى الصورة يجعلنا لا نؤدي رسالتنا الفنية والمهنية، وسوف نتعرض لمحاسبة الضمير خاصة إذا كان التلاعب والتركيب من أجل غاية سيئة".
ونبِّّه هنا إلى أنّ عمليات التركيب والتعديل والتلاعب بالمحتوى لها مجالاتها، فيمكن أن نستعملها في جلسات التصوير مثلا بينما لا يجوز استعمالها عند تغطية مصورة لعرض مسرحي أو حدث في الشارع، ويظهر المصور الذي يملك نظرة فنية من خلال استعماله العقلاني للفوتوشوب لأن من يريد أن يحافظ على هوية الصورة الفوتوغرافية، عليه ألاَّ يبالغ في تعديلها وإضافة الرتوش إليها بشكل غير مدروس يؤدي إلى تشويهها.

قاسي ولد عيسى: "صورة فنية دون غش"
من جهته، يعتقد قاسي ولد عيسى أنّ استعمال الفوتوشوب يتم حسبما نريد فعله بالصورة، فإن كانت صورة لإشهار أو الموضة فلابد من الاستعانة بتقنية الفوتوشوب، أما في الصورة الوثائقية والفنية، فالفوتوشوب ليس له مكان كونه سيؤدي إلى تشويه الواقع.
وأكّد أن الصورة الإعلامية يمنع فيها استخدام تعديلات الفوتوشوب، ولكنها يمكن أن تزيد في جمالية الصورة، حتى أنه قديما مع بداية ظهور هذا الفن كان المصور يدخل روتوشات على صوره في الغرفة السوداء من خلال اختيار ورق الطباعة الفوتوغرافي وكذا وقت التحميض، منبها إلى أن تقنية الفوتوشوب مهمة لكن في حدود استعمال صادق دون غش، والأهم من ذلك أن تعزز معنى الرسالة المراد إيصالها من خلال الصورة.
وقال قاسي ولد عيسى، الذي يحضر لإطلاق معرض للصور، أنه شخصيا لا يحبذ الفوتوشوب وأن جل أعماله يصححها من خلال معالجة مستوى الإضاءة فقط، ولا يقوم بشطب أو إخفاء أو إضافة للصورة، فهو يسيء للصورة أكثر مما يزيد من قيمتها.
وأكد المتحدث أن المصور الفنان يمكن يتجنب إحداث التعديلات تماما، عندما يتحكم في الإضاءة وفتحة عين آلة التصوير، وتبقى الصور الفنية المعدلة بالفوتوشوب أو غير المعدلة مسألة ذوق، ولكل نوع جمهوره الخاص، غير أن الصورة الأصلية حتى وإن كانت فيها أخطاء هي الأجمل، كونها تنقل الحقيقة بصدق متناه. وختم قوله إن القانون يلزم المصور الذي يدخل تعديلات على صوره أن يشير إلى أنها غير حقيقية. 

نجيب رحماني: "الرؤية الفنية
 للمصور لا حدود لها"
يؤكد الفنان المصور، نجيب رحماني أن كل مصور لا يمكنه الاستغناء عن الفوتوشوب، وأنه شخصيا يستعمله للتصحيح فقط، ويعتقد أن الاعتماد على هذه التقنية يعين الفنان المصور على تقديم صور جميلة دون أخطاء، مشيرا إلى أن عملية التصحيح كانت منذ ميلاد فن الفوتوغرافيا في مخبر التصوير وحاليا يتم التعديل على الحاسوب، لذلك لم يتغير شيء على حد قول المتحدث.
وأشار إلى أن الرؤية الفنية للمصور تعتمد على خيال لا حدود له، والصورة هي من محض تأليفه والصورة الموضوعاتية مثلا تحتاج الكثير من التصحيح، عكس صور الشارع والعمران التي يحبذ أن تكون طبيعية.
وأكد نجيب رحماني أن البرمجيات الخاصة بالصور مهمة جدا، وهناك تطور رهيب بخصوصها إلى حد أن بعضها لم يستغل بعد، وهي برمجيات من شأنها أن تغير من أساليب التصوير وتعطي أشكالا أخرى مدهشة للصور، وأن الروتوش الموضوعة على الصور لا تؤثر في قيمة الصورة الفنية.