تَعرّض للنهب والتعدي بشكل كبير
القفطان محور مهرجان الزي التقليدي السابع

- 311

عدّدت الأستاذة فايزة رياش مديرة قصر رياس البحر ومحافظة المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي، جديد الدورة السابعة لهذه الفعالية التي خُصصت للقفطان، من ذلك تنظيم ورشة خاصة بترميم هذا اللباس التقليدي، وملتقى أكاديمي حوله، بالإضافة الى تخصيص مسابقة حول تصميم هذا الزي التراثي الجزائري، ومنح درع المهرجان لدار مختصة في تصميمه؛ تكريما لها، وكذا برمجة بودكاست وكويز حوله.
عقدت الأستاذة فايزة رياش محافظة المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي، ندوة صحفية أمس بقصر رياس البحر، للحديث عن تفاصيل الدورة السابعة لهذه الفعالية التي تنطلق السبت المقبل وتستمر الى غاية الثاني من سبتمبر الداخل، تحت شعار "القفطان الجزائري..تراث على مقاس الهوية".
وبالمناسبة، أكدت فايزة ضرورة تثمين لباسنا التقليدي، لكن الأهم هو توثيقه؛ " حتى نترك بصمة، يستفيد منها الطالب والباحث "، وهو ما تهدف إليه محافظة هذا المهرجان الذي خُصص هذه السنة للباس القفطان.
وأضافت أنه تم اختيار القفطان موضوع هذه الطبعة؛ لأنه مسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، علاوة على كونه اللباس الأكثر تعرضا للتعدي والنهب؛ بغية توثيقه.
وفي هذا سيتم تنظيم عدة ورشات ـ الأولى خاصة بترميم هذا اللباس خاصة أن القماش مادة عضوية تتعرض للتلف بشكل سريع ـ لصالح طلبة تخصص معهد الآثار، قسم الترميم، وطلبة المدرسة العليا لترميم الممتلكات الثقافية بتيبازة. والثانية خاصة بالطرز التقليدي بالفتلة والمجبود وغيرهما. والورشة الأخيرة متعلقة بالطرز بالحرير.
وتابعت أنه سيتم أيضا تنظيم ملتقى وطني بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، وعلم الانسان والتاريخ، بهدف صون هذا التراث الثقافي. وهكذا سيتم خلال جلسات حوارية، التطرق لمواضيع الأمن الثقافي، ودور الإعلام، والصورة، والسينما، والمجتمع المدني في ترويج وتسويق الصورة الحقيقية لتراثنا.
كما سيتم تنظيم مسابقة خاصة بتصميم القفطان الجزائري في أربعة أيام، تسيرها لجنة تحكيم مختصة برئاسة المصمم إلياس بلقاسمي، ليعلَن عن الفائز في يوم الاختتام، بالإضافة الى تنظيم يوم دراسي حول هذا اللباس بقصر الرياس، للحديث عن كيفية حمايته، وتثمينه، وكذا ذكر خصوصياته. وسيتم تنظيم معرض حول هذا اللباس، لإبراز من خلاله، الأيدي الناعمة؛ أي الخياطين، وعددهم 18 قدموا من 14ولاية، تضيف فايزة.
ودائما مع جديد هذه الطبعة، سيتم تنظيم بودكاست وكويز حول القفطان. كما تم فتح موقع إلكتروني حول اللباس التقليدي الجزائري في انتظار العمل على تصميم بنك للمعلومات حول لباسنا الأصيل؛ حتى يسهل حفظه، وجمع المعلومات عنه في حال تصنيفه.
كما سيتم، حسب المتحدثة، منح درع المهرجان لمؤسسة أو دار أو شخصية قدّمت الكثير للباسنا. وفي هذا سيتم منح درع هذه الطبعة لدار أزياء جزائرية، مع تنظيم عرض للأزياء في يوم الاختتام من توقيع دار عزي، علاوة على تنظيم حفل للفنان عباس ريغي، لتطالب فايزة، وزارة الثقافة بمنح درع الحماية لشخص أو مؤسسة تعمل على حماية لباسنا التقليدي.
من جهتها، أكدت الباحثة والمختصة في الزي التقليدي الأستاذة عائشة حنفي، وجود القفطان في الجزائر قبل قدوم العثمانيين، وهو ما سيتم توضيحه والكشف عنه في النشاطات الأكاديمية للمهرجان، مضيفة أن مع العثمانيين انتقل لبس القفطان من الحكام الى النخبة، وبعدها الى المرأة، التي أضافت له الزخارف، والتي تُعد بصمة جزائرية واضحة.
وأشارت المتحدثة الى أهمية القفطان في المجتمع الجزائري، حيث كانت العروس تشترط في مهرها، القفطان، وهو ما بينته وثائق المحاكم الشرعية، مضيفة أن هناك قفاطين موجودة عند العائلات الجزائرية منذ قرون.