الكاتب الصحفي والناشط الجمعوي العمري مقلاتي:

الكتابة انعكاس للمناخ الفني في تناغم مع ضربات القلم

الكتابة انعكاس للمناخ الفني في تناغم مع ضربات القلم
الكاتب الصحفي العمري مقلاتي
  • القراءات: 775

يجذبك الكاتب الصحفي والناشط الجمعوي العمري مقلاتي، حتما إلى لوحات بعينها، تمثل رسالة يريد المبدع إيصالها؛ حيث طور حركات قلمه ليبرز الفكرة التي انطلقت مع بداياته مع الكتابة، ليرى الطبيعة مجسدة في عالم كبير ذي دلالات عظيمة. ومن هنا بدا جديا في طرحه وتصوراته، ليبقى مبدعا وكاتبا، سجل حضوره على الساحتين الوطنية والعربية، ولازال يبحث في أعماله، عن البيئة الأوراسية؛ من تفاعلات وتراكمات نفسية واجتماعية وسيكولوجية. وبالنسبة له، تُعتبر الكتابة انعكاسا للمناخ الفني الذي يتناغم مع جرات قلمه، الذي يتفاعل مع تلوين التراث والفلكلور والإنسان والأرض، التي تتقاطع في حضورها الدائم في أعماله.. التقته "المساء" لتنقل إليكم هذا الحوار الذي فتح فيه قلبه للقراء.

كيف كانت البداية مع عالم الكتابة؟

❊❊ كانت أولى محاولاتي في المرحلة الإعدادية عبر نشاط الصحافة المدرسية، ثم تفرغت لكتابة الخواطر والأشعار. إلى ذلك كنت شغوفا جدا بمطالعة الروايات، ومتأثرا بعدد كبير من الأدباء الجزائريين أمثال الطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوقة وغيرهما. كنت أستنشق هواء الحياة التي نفخت في روحي أبجديات الحروف النحتية، التي لا يمكن أن تزال من وجداني؛ فهي بمثابة حليب الفطيم.

هل من إنتاج فكري وأدبي طبع هذه المسيرة؟ وهل من مشاركات لك؟

❊❊ عملت طيلة هذه المدة بتفان، ونُشرت لي بعض القصائد والإنتاج الأدبي في عدد من الصحف. كما ساهمت في بعض الندوات والمؤتمرات الثقافية والاجتماعية، بعضها مسجل، وبعضها موثق، إضافة إلى أمسيات شعرية وثقافية، وتقديم بعض البرامج الشبابية والإعلامية، وعدد آخر من الأنشطة الجمعوية الهادفة والمتميزة؛ لكوني ناشطا جمعويا، وعضوا مؤسسا ببعض الجمعيات الوطنية، ورئيسا للمكتب الولائي بباتنة للجمعية الجزائرية للتراث والبيئة والتنمية البشرية.

وعن التأليف ماذا تضيف؟

❊❊ قمت بتسجيل ديوان شعري بالديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة. وحاليا أنا منهمك في إنجاز كتابي الأول المعنون بـ "قضايا الشرق الأوسط بعيون مغاربية". أما عن شبكة المعلومات فقد شاركت فيها ببعض المقالات المنشورة بعدد من الجرائد واليوميات العربية. وأعترف بأن مساهمتي على الإنترنت مازالت محدودة نسبيا.

ما تقييمك للمشهد الثقافي؟ وهل بالإمكان الحديث عن إبداع؟

❊❊ على العموم مقبول؛ إذ توجد بوادر انفراج أزمة، اعتبارا من أن الإبداع لا حدود له، فمادامت الكلمة بعبقرية بنائها وعظمة محتواها قادرة على التعبير عن الحالة الإبداعية خارج حدود الزمان والمكان، فهي أصيلة وحديثة. حقيقة، نحتاج إلى مجهود إضافي لتجسيد معنى الإبداع في ظل معوقات تحول دون تجسيد المبدعين لنشر أعمالهم، منها ما له علاقة بالواقع الذي يمليه الطابع التجاري لدور النشر.

ما هي انعكاسات الكورونا على الواقع الثقافي؟

❊❊ الواقع الذي أملاه ظرف هذا الوباء هو امتحان في شقيه الطبي والحياتي.. وله انعكاسات ليس فقط على الواقع الثقافي، إلا أن الحق يقال إن هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية التي استغلت الظرف، وقامت بجهود جبارة  لبعث حرية النشاط الثقافي؛ بتوظيف التطور التكنولوجي، وحولت الفضاءات الافتراضية إلى حوار ثقافي.

هل تعاني الجمعيات فعلا أزمة إبداع؟ وما هو الحل في نظركم؟

❊❊ هناك جمعيات كثيرة تعاني من أزمة إبداع، لذلك تلاحظ هذه النمطية في الأنشطة والبرامج وحتى الشعارات. وطبعا مثل هذا المناخ يعادي الإبداع كإمكانية للفعل الذاتي، وينتصر للنمطية والسطحية والجاهز. الحل في نظري يرتكز على جملة من العوامل، نذكر منها العمل على تغيير الذهنيات، ونفض الغبار عن الرواسب التي تشكلت مع مرور الزمن، والتقارب مع أفراد المجتمع بإشراكهم في مختلف الأنشطة، وكذا العمل الجواري، وتقديم خدمة ذات نفع عام بأبهى صور الإبداع في تقديم صورة مشرفة عن دور الجمعيات، واستغلال مختلف وسائل الإعلام والوسائط الاجتماعية في التسويق والترويج للعمل التطوعي الخيري الاجتماعي المتميز.

ماهي رسالتك لمجتمع القراء والكُتاب؟

❊❊ رسالتي لمجتمع القراء والكتاب هي: "لا تكسروا قلما رأى فيكم حلما، لا تتكبروا على أحد، لا تغتروا بأنفسكم على أحد مهما نجحتم ومهما وصلتم إلى القمة؛ فحينما يتمكن منكم الغرور ستسقطون كأوراق الشجرة؛ فالكتابة ليست فقط خربشات قلم، فهي تعبير صادق عندما أعجز عن الكلام، وعندما تختنق أنفاسي بما هو أكبر من البوح، وعندما تمتلئ عيني بماء الصراحة التي لا يعرفها إلا من يشعر بي ويعرف من أكون.. أكتبه لكي أعبّر بصمت من دون أن أجرح أو أُجرح. والحرف يسكن مداخل العبارات للبوح عن المكنونات".

كيف ترون رمزية استرجاع جماجم الشهداء في تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات؟

❊❊ الحدث أثلج صدري على غرار كل الجزائريين، الذين رأوا فيها استعادة لجزء مهم من الذاكرة الوطنية. عودة جماجم شريف بوبغلة والشيخ بوزيان وآخرين ليست منَّة فرنسية، بل هي ثمرة جهود وطنية مضنية لا ينكرها إلا جاحد. لقد نجحت دبلوماسية الذاكرة. ويُعد إجراء استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية رمزية قوية، وبها تُستكمل السيادة الوطنية في إطار الجزائر الجديدة.

كلمة أخيرة

❊❊  لكم كل الود، ولقرائكم الأكارم محبتي الشاسعة. وأرجو لجريدة "المساء"  الموقرة ولأسرة تحريرها ولك أنت أيضا، كل التوفيق والازدهار في هذا المجال المرهق حقاً؛ فالصحافة ليست مجرد أوراق تُنشر أو مقالات تُكتب، وإنما هي مسؤولية كبيرة؛ وفقكم الله لما فيه الخير للبلاد والعباد.