الدكتور سحنوني يصرّح من معسكر:

اللقى الأثرية لموقع إنسان تيغنيف تعود إلى 1.2 مليون سنة

اللقى الأثرية لموقع إنسان تيغنيف تعود إلى 1.2 مليون سنة
الدكتور و الباحث سحنوني محمد
  • 509
ق. ث ق. ث

تؤكد اللقى الأثرية المكتشفة بموقع إنسان تيغنيف القديم (ولاية معسكر)، أن تاريخه يعود إلى  1.2 مليون سنة، حسبما أبرز بمعسكر الباحث الأثري محمد سحنوني.

وذكر البروفسور سحنوني في مداخلة له في يوم دراسي حول "فترة ما قبل التاريخ في منطقة الغرب الجزائري... موقع إنسان تيغنيف نموذجا بين الدراسة الأثرية والتاريخية والعلمية وتثمينه" ، أن الأبحاث الأثرية المجسدة بهذا الموقع من 2013 إلى 2023، مكنت من اكتشاف لقى أثرية، عبارة عن بقايا عظام حيوانية، تؤكد أن تاريخه يعود إلى 1.2 مليون سنة.

وقد بينت الأبحاث التي جُسدت بمشاركة باحثين بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ وطلبة من عدة جامعات بالوطن، وجود أنواع حيوانية مختلفة، كانت تعيش بموقع إنسان تيغنيف القديم؛ منها الفيلة، والأسود، والذئاب، والضباع، وغيرها وفق ذات المتحدث، الذي يشرف على مشاريع بحثية أثرية في الجزائر، من بينها مشروع يخص الموقع المذكور.

وأشار السيد سحنوني الذي هو باحث مشارك بذات المركز، إلى أن فريقه البحثي قد توصل إلى أن إنسان تيغنيف القديم، استخدم الحجارة في صناعة الفؤوس، وكذا استعمال عظام أسنان الحيوانات؛ كالفيلة لأغراضه اليومية، وهي "ابتكارات متقدمة في فترة ما قبل التاريخ؛ ما يؤكد أن هذا الإنسان كان يتميز بذكاء، مكنه من التأقلم مع بيئته". ولفت المتحدث إلى أن نتائج الأبحاث الأثرية المجسدة خلال العشر سنوات الأخيرة على مستوى موقع إنسان تيغنيف القديم، بينت أنه لا يعود لفترة واحدة، وإنما هو ثلاث فترات تعميرية بشرية، متمثلة في الفترة القديمة جدا، والحقبة الأشولية، ثم فترة ثالثة، هي، حاليا، قيد الدراسة العلمية.

ومن جهتها، أكدت الباحثة بالمركز المذكور رزيقة شلي، أن التنقيبات العلمية المجسدة من طرف فريق من الباحثين من المركز تحت إشراف البروفيسور محمد سحنوني، بينت تواجد آثار الأدوات الحجرية التي كان يستعملها إنسان تيغنيف، في إعداد الطعام، وتقطيع اللحم؛ ما يدل على أنه قد تمكن من تطوير الصناعة الحجرية في فترة التاريخ القديم جدا.

سليمان حاشي: تنظيم ملتقى دولي حول تيغنيف

كما أشار مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، سليمان حاشي، إلى أن مركزه فتح عدة حفريات أثرية عبر مواقع مختلفة من الوطن؛ منها موقع إنسان تيغنيف القديم، وموقع عين الحنش بسطيف، وبالتاسيلي (إليزي)، وبولايات بجاية، وجيجل، وتبسة.

وكشف المسؤول أن مركزه يعتزم تنظيم خلال السنة المقبلة بولاية معسكر، ملتقى دولي حول الحضارات القديمة بالجزائر، منها إنسان تيغنيف القديم في سياق جهوده، الرامية إلى التعريف بتاريخ الجزائر القديم، وتثمين البحوث العلمية الميدانية المجسدة من طرف الفرق البحثية التابعة له.

وللإشارة، نُظم هذا اليوم الدراسي بمبادرة من مديرية الثقافة والفنون، بالتنسيق مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، وعلم الإنسان والتاريخ؛ حيث عرف حضور السلطات الولائية، وإطارات من مديريات الثقافة لولايات الجهة الغربية للوطن، وعدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين.