قاعة "أحمد باي" بقسنطينة تحتضن مهرجانه الدولي
المالوف.. صوت الهوية ورسالة الشعوب المقهورة
- 526
افتتحت الدورة الثانية عشر للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، سهرة أول أمس، في حفل رسمي احتضنته ولاية قسنطينة، حاملة شعار "المالوف جسر قسنطينة الأول وصوتها الأبدي"، انطلقت بكلمة ألقاها نيابة عن وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بللو، رئيس ديوان الوزارة، محمد سيدي موسى، مشيدا بالدور الذي يلعبه هذا الفن في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الحضور الثقافي الجزائري عالميا.
في كلمته، أكد الوزير بللو أن المالوف ليس مجرد لون موسيقي متوارث، بل هو سجل حي يوثق روح الأمة ونبض ذاكرتها، موضحا أن هذا الفن، بألحانه الصوفية وأزجاله العميقة، يعكس تجربة إنسانية غنية، تمتزج فيها الحكمة بالجمال. وأضاف قائلا "إن قسنطينة، مدينة الجسور السبعة، تعتبر المالوف الجسر الثامن الذي يعبر إلى روحها وكينونتها"، مؤكدا ارتباط هذا الفن الوثيق بتاريخ المدينة وهويتها.
من جهته، أشار والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، إلى الجهود المبذولة من قبل الدولة، لتعزيز الفعل الثقافي وإحياء التراث الفني، تنفيذا لتوجيهات القيادة العليا في البلاد. كما استعرض أهم الإنجازات الثقافية التي شهدتها الولاية، من إعادة تأهيل المركز الثقافي "محمد العيد آل خليفة"، ودار الثقافة "حسين آيت أحمد"، إلى تجهيز سينوغرافيا المتحف العمومي الوطني لقصر "أحمد باي"، مؤكدا أن هذه المشاريع تندرج ضمن استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالثقافة والفن.
أما محافظ المهرجان إلياس بن بكير، فتطرق إلى التحديات التي تواجه المالوف، وأبرزها غياب الترويج والتدوين الكافي لهذا الفن. وشدد على أهمية تدويله ليصبح جسرًا للتواصل بين الشعوب وسفيرا للهوية الجزائرية، مؤكدا "نغني المالوف ولا ننسى فلسطين، نغني المالوف ولا ننسى الشعوب المقهورة. الجزائر قبلة الحرية".
وشهد حفل الافتتاح إشادة بتصنيف "اليونسكو" للزي النسائي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهو إنجاز يعكس ثراء الثقافة الجزائرية وتنوعها. كما تم تسليط الضوء على تظاهرات ثقافية بارزة أخرى، مثل المهرجان الدولي للإنشاد والأيام الوطنية للسينما، ما يعزز مكانة الجزائر كمركز للإبداع الفني والتراثي.
وتخلل الحفل تكريمات لبعض رموز المالوف والفن العربي، حيث تم تكريم اسم المطرب التونسي الراحل طاهر غرسة، واستلمت التكريم المطربة التونسية محرزية طويل. كما تم تكريم المطربة الجزائرية القديرة "ثريا"، واستلمت التكريم أميرة دليو، مديرة دار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة.
ومن المقرر أن يشهد حفل اختتام المهرجان، يوم الأربعاء 18 ديسمبر، تكريم شخصيات بارزة أخرى، منها الفنانة فلة فرقاني، الفنان محمد عزيزي، بالإضافة إلى تكريم رمزي لفنانين راحلين، منهم حسن عريبي من ليبيا، وخالد حناشي وعزيزي سليم من الجزائر.