المخرج التونسي جميل النجار لـ"المساء":

المخرجون الشباب يقودون قاطرة السينما التونسية

المخرجون الشباب يقودون قاطرة السينما التونسية
  • 682
 حاورته خ.نافع حاورته خ.نافع

التقت "المساء" بالمخرج التونسي الشاب، جميل النجار، في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي يشارك فيه بفيلمه القصير، "غصرة" الذي عُرض مؤخرا بقاعة سينما المغرب فكان هذا الحوار:

 هل تعتقد أن الأفلام القصيرة نقطة عبور بالنسبة لأي مخرج نحو إخراج الأفلام الطويلة؟

لا ليس بالضرورة، صحيح أنها طريقة متعارف عليها من خلال انطلاقة المخرج من بوابة الأفلام القصيرة، لكنها لا تعد قاعدة. كما أنني اعتبر إخراج الأفلام القصيرة من اختصاص بعض المخرجين الكبار ومنهم من تفرغ لهذه النوعية من الأفلام  وترك بصمته في العمل السينمائي.

 كيف نمت فكرة إخراجك للسلسة الكوميدية الساخرة التي عرضت في تونس خلال شهر رمضان تحت عنوان الرئيس ؟.

 سلسلة "الرئيس" هي من نوع سيت كوم حاولت أن اطرح من خلالها نفس الرؤية  والمشروع النقدي تقريبا لواقع بلدي تونس. وهو نفس الطرح الذي أتناوله في فيلمي القصير "غصرة" الذي دخلت به المنافسة في مهرجان الفيلم العربي بوهران ،لكن  في "الرئيس" ركزت أكثر على المواقف الساخرة.

 سبقتنا بالحديث عن فيلمك القصير المشارك في المهرجان "غصرة"، حدثنا عنه خاصة أنه حصد العديد من الجوائز  ؟

 كما قلت في السابق، تعرف السينما التونسية قفزة نوعية بفضل شباب مخرجين، وفي هذا السياق، ظفرت بالعديد من الجوائز، آخرها جائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم روائي قصير وذلك في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما بمصر  لسنة 2015، وأنا سعيد بهذا النجاح الذي ما فتئت تحققه السينما التونسية.

 كيف تقيّم مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، خاصة أنها تعد أول مشاركة لك ؟

 في الحقيقة أنا متفاجئ بالنوعية الجيدة للأفلام المشاركة في المنافسة من خلال طرح الفكرة أو الإخراج، أما عني فأشارك بالفيلم القصير "الغصرة" وهو فيلم هزلي في 25 دقيقة، يتناول بالنقد المشهد السياسي والاجتماعي بطريقة ساخرة ومواقف طريفة.

 ماهي المواضيع المتداولة في السينما العربية ؟

 هي مواضيع الراهن، خاصة بالنسبة للدول العربية التي تعيش التوتر والحرب مثل سوريا، العراق، ليبيا وهذا طبيعي، بينما هناك مواضيع مختلفة تطرحها سينما دول المغاربية بمعالجة جميلة جدا.

 كيف وظفت حرب الإرهاب أو كما تسمى داعش في السينما العربية ؟

 قدمت وجها كاريكاتوريا للدواعش وكأنهم أتوا من أفلام الكارتون. كما أنني اعتبرهم واقعا غريبا ومرفوضا، ويبقى التساؤل: من صَنع داعش ولمصلحة من؟ فالسينما لا تعالج القضايا إنما تسلط عليها الأضواء، والسينمائي هو ابن بيئته يطرح الواقع الذي يعيشه فالذي يعيش الحرب والموت والخراب في بلده لابد أن يتناول هذا الواقع حتى وان تكلم عن الحب والعشق.

 تطورت التونسية خلال السنوات الأخيرة فهل ساهمت "ثورة الياسمين" في هذا النجاح ؟

 اختلف معك بخصوص التسمية، السينما التونسية تحسنت بفضل جيل جديد من المخرجين وصناع السينما الشباب، والأمثلة كثيرة على غرار فيلم المخرجة ليلي بوزيد "على حالة عيني" الذي تحصل على 24 جائزة على ما اعتقد، وهناك  مخرجون جدد حققوا نجاحا باهرا في أول إعمالهم وأتوقع أن يحققوا نجاحات أكثر خلال السنوات المقبلة، والفضل يعود كذلك للدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة.

 متى تتوج السينما العربية بجوائز المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان كان والأوسكار؟

 هناك أفلام تحصلت على جوائز في مهرجانات عالمية لمخرجين شباب لا يتعد سنهم 25 سنة مثل الفيلم التونسي "نحبك هادي" تحصل في مهرجان برلين الذي يعد من أقوى المهرجانات العالمية على جائزتين " أحسن ممثل وأحسن فيلم".كذلك الفيلم الفلسطيني "سلام عليك يامريم" المشارك في مهرجان وهران الذي تحصل على جائزة.

 ما تقييمك للسينما الجزائرية ؟

 لا أعرف الكثير عن السينما الجزائرية لكن من خلال تواجدي في المهرجان ومشاهدة لعدد من الأفلام أستطيع أن أقول أنها ليست بعيدة عن السينما التونسية غير أنها تفتقد للريتم السريع، باعتبار أن المتفرج العربي بخيل ولا يكلف نفسه عناء التفكير في مغزى الفيلم .