سكيكدة تحتفي بالاستقلال والشباب
المسرح الجهوي يحتضن فعاليات متميزة

- 23

تواصلت أجواء الاحتفالات الرسمية بالذكرى الثالثة والستين لعيدي الاستقلال والشباب، أول أمس السبت، على مستوى مختلف المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والفنون، حيث احتضن المسرح الجهوي "ميكيو سكينة" بولاية سكيكدة، باقة من الأنشطة المتميزة، التي جسدت روح الكفاح الوطني وعمق الذاكرة التاريخية الجزائرية.
وقد أشرف على مراسم الاحتفال، والي سكيكدة، السعيد أخروف، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي، بحضور السلطات المحلية والأمنية، وممثلين عن الأسرة الثورية والمجتمع المدني. وانطلقت الفعاليات بعرض فني قدمته الفرقة النحاسية للكشافة الإسلامية الجزائرية، راسمة أجواء وطنية، امتزج فيها الفن بروح الوفاء.
وعقب العرض، قام الوفد الرسمي بزيارة معرض تاريخي، نظمته مديرية المجاهدين والمتحف الجهوي "علي كافي"، احتضنه بهو المسرح، وتناول أهم المحطات التاريخية للثورة التحريرية المجيدة، وصولاً إلى الاستقلال. وقد شكل المعرض فرصة للجمهور، خاصة الشباب، للغوص في تفاصيل كفاح الأمة وتضحياتها.
كما ألقى الأستاذ محمد قويسم، أستاذ التاريخ بجامعة سكيكدة، ندوة تاريخية، سلط خلالها الضوء على رمزية المناسبة وما تمثله من تضحيات جسام، قدمها الشعب الجزائري من أجل نيل الحرية والاستقلال، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية حية في وجدان الأجيال القادمة.
وفي جو من الحماسة والتأثر، استمتع الحضور بعرض مسرحي ثوري بعنوان "طيور الفجر"، من إنتاج جمعية "الماسيل" بولاية قسنطينة، قدم ملحمة مسرحية تحاكي مسار كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، بأسلوب درامي مؤثر وفني راق، عبر عن معاناة المقاومين وبطولات الشهداء.
وعلى هامش هذه الاحتفالات، تم تكريم عدد من أعوان وعمال مؤسسات "سونلغاز"، والبلدية، والمؤسسة الولائية للنظافة، ومراكز الردم التقني، عرفانا بجهودهم اليومية في خدمة المواطنين، وتحسين الإطار المعيشي.
المكتبة الحضرية بالقل تُثري الذكرى ببرنامج ثقافي وتاريخي متميز
في مدينة القل، غرب سكيكدة، نظمت المكتبة الحضرية ـ المجاهد المتوفى ـ "علي بوعطيط"، احتفالًا خاصا بهذه المناسبة الوطنية، استُهل بزيارة جماعية إلى مقبرة الشهداء، ترحُّمًا على أرواح من ضحوا من أجل حرية الجزائر، بمشاركة مدير المكتبة ومسؤولي البلدية.
وفي بهو المكتبة، أقيم معرض للكتاب التاريخي، ضم عناوين نادرة من الرصيد الوثائقي للمكتبة، كما عُرض شريط وثائقي للإعلامي عبد الرزاق بلعابد، سلط الضوء على محطات نضالية مشرقة في تاريخ الثورة التحريرية.
وتألقت الشاعرة ميساء عبد النوري، بقصيدة وطنية مؤثرة، تغنت فيها بعظمة الثورة الجزائرية وبطولات المجاهدين، كما عبرت من خلالها، عن فخرها بالوطن وتاريخه المجيد، وسط تفاعل كبير من الحاضرين.
قصر الثقافة يحتضن سهرة فنية شبابية في أجواء وطنية
من جهته، احتضن قصر الثقافة والفنون "مالك شبل" بسكيكدة، سهرة فنية شبابية، نشطها عدد من الأصوات الصاعدة في الأغنية الجزائرية، على رأسهم: حسام الدين زناتي، فارس لاكلاص، ونصر الدين حرة، حيث قدموا باقة من الأغاني الوطنية والشبابية، التي تجاوب معها الجمهور بحماس، في أجواء احتفالية نابضة بالحيوية والانتماء.
احتفالات تعم كل بلديات الولاية
تجدر الإشارة، إلى أن الاحتفالات لم تقتصر على مركز الولاية، بل شملت مختلف البلديات، حيث تم تنظيم معارض تاريخية وندوات فكرية وورشات فنية وعروض مسرحية ومسابقات ثقافية، في مشهد يعكس تلاحم الشعب الجزائري مع تاريخه، وإصراره على صون ذاكرة الشهداء، وتعزيز قيم المواطنة والوفاء في أوساط الشباب.