المخرج المغربي محمد السباعي لـ"المساء":

المسرح في المغرب والجزائر متقارب جدا ورائد في الوطن العربي

المسرح في المغرب والجزائر متقارب جدا ورائد في الوطن العربي
  • القراءات: 1132

نالت مسرحية "مزبلة الحروف" جائزة أحسن عمل مسرحي في مهرجان "الأيام المغاربية للمسرح" في طبعته السادسة بوادي سوف، والجائزة الكبرى في مهرجان "النخلة الذهبية" بأدرار في شهر فيفري الجاري.  العرض عبارة عن عمل مسرحي متكامل، من تأليف وإخراج المغربي محمد السباعي الذي تحدثت إليه "المساء" وكان هذا الحوار.

كيف تقدم نفسك؟

❊❊ أنا شاب مغربي من مواليد 6 ديسمبر 1985، متزوج وأب لطفلين، موظف حكومي في مجال الزراعة وطالب باحث في الدراسات العربية، عاشق للقراءة والسفر ومخرج مسرحي.

حدثنا عن مشوارك الفني في الإخراج؟

❊❊ بداياتي كانت من المسرح المدرسي في سن الثامنة، ثم ولجت دار الشباب ضمن فرقة مسرحية هاوية، تدرجت في كل المهن المسرحية، انطلاقا من مساعد محافظ عام، ثم تقني إنارة وديكور، وبدأت محاولاتي الإخراجية شابا يافعا في الـ 19 سنة من عمري ضمن مهرجان مسرح الشباب، الذي كانت تسهر على تنظيمه وزارة الشباب والرياضة المغربية، هذا المهرجان شكُل النقطة الفارقة في مشواري الفني في هذه المدرسة،  أي مسرح الشباب، حيث تعلّمت تقنيات بناء العرض المسرحي والأشتغال على كل الجوانب التقنية والفنية على يد مجموعة من المؤطرين، الذين أكنّ لهم الكثير، وعلى رأسهم الأستاذ حسان بدور وعبد السلام متحد والفيلالي وعبد العزيز خليلي وغيرهم، بالإضافة إلى مشاركتي في مهرجانات مسرحية مغربية وفي ورشات تكوينية، حيث تكونت لدي ثقافة مسرحية محترمة فزاد فني، استطعت من خلاله النفاذ إلى أسرار إنتاج عرض مسرحي ناجح.

ماذا عن مشاركاتك في الدول العربية والمغاربية، وبالخصوص في الجزائر؟

❊❊ شكلت سنة 2017 بداياتي المسرحية خارج الوطن من خلال المشاركة في مهرجانات مسرحية، وتمثيل الوطن في منتديات عالمية كفنان شاب، بدأت بانتدابي ممثلا للمغرب في صنف الفن بالمنتدى الكوري العربي للقادة الشباب في كوريا الجنوبية، بمعية مجموعة من الشباب العربي والكوري، ثم المشاركة في مهرجانيين مسرحيين، الأول بمدينة القليعة في الطبعة 22 للمهرجان المغاربي بالجزائر في أكتوبر 2017، ثم المهرجان المغاربي للمسرح بمدينة نابل التونسية، خلالهما تمكنا من إحراز الجائزة الكبرى، ومن هنا بدأ التوهج الدولي، فجاء التتويج بعقد فني مع فرقة روسية للاشتغال على أحد نصوصي المسرحية، وهذه السنة، تمكنت مسرحية ‘’مزبلة الحروف’’ التي أشتغل عليها رفقة فنانين جادين ومبدعين، من الظفر بالجوائز الأولى في مهرجانات الجزائر التي نظمت في فبراير الجاري، فحصة الأسد من هذه العروض الدولية كانت داخل بلدي الثاني الجزائر الذي أعز أهله كثيرا وأعشقهم، وليس الأمر غريبا، فالتقارب المغربي الجزائري كبير جدا في المجال الثقافي والاجتماعي نتمناه أن يرقى إلى مستويات أخرى، إن شاء الله.

مسرحية "مزبلة الحروف" نالت العديد من التتويجات، ما هي؟ وكيف تقيم هذا العمل الرائع؟

❊❊ بالإضافة إلى ما سبق ذكره، نالت المسرحية حظها من التتويجات الوطنية داخل المغرب، أزيد من ثماني جوائز كبرى وجوائز فردية وجماعية أخرى، "مزبلة الحروف" هو ذاك الكائن الذي عشقته ولم أستطع تجاوزه، هي صرخة مسرحية فنية ونصرة للقلم والحرف الجاد الذي يحيى من أجل هموم الكادحين.

هل تلقيتم دعما في هذا الإطار؟

❊❊ للأسف الشديد لا، رغم كل ما تحصلت عليه المسرحية من جوائز وإشعاع إعلامي كبير تلفزيا وورقيا، لازال بعض المسؤولين يغضون الطرف عنها، بل ومنهم من يرفض حتى التجاوب مع مراسلاتنا، نسافر خارج الوطن في كثير من الأحيان من جيوبنا الخاصة، وأحيانا بدعم مؤسسات دولية ـ المورد الثقافي مثلا - ومع ذلك نستمر رغم كل هذا التجاهل الغريب.

ماذا يعني لك تتويج مسرحية "مزبلة الحروف" بالعديد من الجوائز؟

❊❊ هو تكليف وليس تشريفا، هي مسؤولية كبيرة جدا تجعلني مجبرا على أن يبقى إنتاجي القادم في نفس مستوى ما سبق، والأكيد أنني سأشتغل على ذلك.. سأطور آليات اشتغالي.

لماذا "مزبلة الحروف"؟

❊❊ صرنا نرى الحرف والكتاب مهملين في المزابل، وأحيانا يستعمل الكتاب والورق لمسح الزجاج عوض أن يقرأ، إلى جانب صور كثيرة جدا تسيئ لأهل القلم، من كل هذا تمخضت فكرة مسرحية "مزبلة الحروف’’ ومن خلال معايشتي لمحيط معين من الانتهازيين الذين يوظفون النضال لنيل مناصب أو امتيازات فردية وغير ذلك، من كل هذا جاءت فكرة المسرحية.

كيف تقيم المسرح في المغرب والجزائر، خاصة أنك شاركت في العديد من المهرجانات داخل وخارج الوطن؟

❊❊ المسرح في البلدين المغرب والجزائر متقارب جدا ورائد في الوطن العربي، والمبدعون يشتغلون وينتجون بشكل غزير ولا غرابة في ذلك، فالدول الثلاث تونس، المغرب والجزائر بدأوا مبكرا واستفادوا من القرب الأوروبي، وكذلك من نضج التجارب الموروثة والتي تسمى الأشكال ما قبل المسرحية، كل هذا ساهم في ازدهار الحركة المسرحية وتألقها عربيا ودوليا، لكن للأسف، الإرادة الرسمية على الأقل كما نعايشها في المغرب لم تساير هذا الركب ولا زال الدعم هزيلا وضعيفا جدا.

هل من مشاريع في الأفق؟

❊❊ أستعد الآن لمشاركات دولية أخرى بنفس العمل، وكذلك الانتهاء من إنتاج عمل جديد أتمناه أن يكون في نفس مستوى ‘’مزبلة الحروف’’، إضافة إلى التحضير للنسخة الخامسة من مهرجان هوارة الدولي للمسرح بالمغرب الذي أتشرف بإدارته.

كلمة ختامية؟

❊❊ شكرا للجزائر على حسن الضيافة والفرح الذي أراه في عيون كل من يقابلني، حين يعلم أنني مغربي، شكرا لجريدة "المساء" على هذه المساحة الجميلة التي تجعلني أطل من خلالها على شعب الجزائر الطيب، وأتمنى زيارة بلد مليون ونصف المليون شهيد كلما سنحت لي الفرصة.

حاورته: وردة زرقين