أطلقوا هاشتاغ "افتحوا مسرح الأغواط"

المسرحيون ينتظرون قرار وزارة الثقافة

المسرحيون ينتظرون قرار وزارة الثقافة
مسرح الأغواط
  • 1401
  لطيفة داريب لطيفة داريب

أطلق مسرحيو الأغواط هاشتاغ "افتحوا مسرح الأغواط"، حيث طالبوا بترسيم المسرح الجهوي الذي تم الانتهاء من تشييده وتجهيزه سنة 2018، وفتح أبوابه أمام فناني المنطقة، خاصة أنها تعرف حركية مسرحية كبيرة، إضافة إلى أهمية امتصاص البطالة التي تمس مسرحيي الأغواط بشكل كبير، وإخراجهم من غبن التهميش الذي يطالهم منذ أمد بعيد.

لماذا لم يُفتتح المسرح الجهوي للأغواط؟ سؤال لا يريد مسرحيو الأغواط طرحه، حتى أنهم لا يهتمون بالسبب الذي أدى إلى استمرار غلق المسرح الجهوي أبوابه، رغم جاهزيته منذ سنة 2018، فكل همهم أن يفتح لهم ذراعيه ويركضوا إليه ويرتموا بين أحضانه، ويؤكدوا له أحقيته بأن يكون أبا لهم، أو ليس هو من يُطلق عليه لقب "أبو الفنون"؟. تم الانتهاء من تشييد المسرح الجهوي للأغواط سنة 2018، فكان بحق صرحا ثقافيا عظيما، يتوسط المدينة بشموخ، كيف لا وهو يعلم أنه بين أهله، فالأغواط ولاية تشع بالحركة المسرحية، وأولادها كلهم مولعون بالفن الرابع. فقد تشكل حب المسرح في أعماقهم جيلا بعد جيل، أما المسرحيون، سواء كانوا من الممثلين أو المخرجين أو التقنيين، فكلهم أمل في أن يجدوا في هذا الفضاء، مساحة ليبرهنوا على جودة إبداعهم الذي تخطى حدود البلد. هؤلاء المسرحيون، يدركون أن تقديم العروض المسرحية في مسرح ليست له نفس نكهة عرض مسرحية في قاعة غير مجهزة تقنيا، لاحتضان مثل هذه النشاطات، وهكذا شعر الأغواطيون بالغبطة وحتى بالفخر، لأن لديهم هم أيضا مسرح جهوي عصري، سيحتضنهم جميعا وسيردون له معروفه بتقديم عروض راقية... كالعادة طبعا.

لكن المسرح لم يفتتح، وأبناء الأغواط طالهم الصبر، إلى أن جاءت مناسبة الفاتح نوفمبر، تاريخ اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، حيث التحم جميع فناني الأغواط وصنعوا ملحمة كبيرة، تم عرضها في مسرح الأغواط في السنة الماضية، فهل كانت بداية الفرج يا ترى؟

للأسف لم يكن الأمر كذلك، فحسب مسرحيي الأغواط الذين تواصلت معهم "المساء"، فإن عرض الملحمة بالمسرح الذي يسع أكثر من 700 مقعد، كان بفعل ترميم دار الثقافة "عبد الله بن كريو"، وسرعان ما تم غلق المسرح الجهوي من جديد أمام حسرة المسرحيين والجمهور على حد سواء. هكذا، شعر مسرحيو الأغواط بالخيبة، ووجهوا رسالة إلى وزارة الثقافة، جاء فيها "لم تكتمل الفرحة ويتحقق الحلم رغم انتهاء أشغال المسرح الجهوي بالأغواط، وتسليم كل مرافقه وهياكله. شهد افتتاح أبوابه عرسا مسرحيا التف حول ديباجته وإخراجه كل المسرحيين بالولاية، في مناسبة وطنية غالية، وتابعه جمهور غفير غصت به قاعة العرض. كانت عيون الحاضرين مشرقة تعبر عن بهجة خامرتها منذ عقود، وتوارث انتظارها أجيال المسرحيين المتعاقبة.. لكن مع الأسف، ما إن مرت تلك المناسبة حتى أغلقت أبواب المسرح الجهوي، وارتدت مرافقه رداء الصمت وخرست أجراسه واهترأت ستائره".

أضاف البيان وتوالت الشهور.. وطال ترقب التدشين الرسمي لبعث الحركة والفعل المسرحيين. وظل المسرحيون من كل الكفاءات ينتظرون تحقيق حلمهم في التكفل ببيتهم الفني، متطلعين إلى أخذ بعض حقوقهم، بإيجاد مناصب عمل قارة تقيهم معاناة التهميش والبطالة. مستنيرين بحبهم للمسرح الذي منحوه كل شغفهم وتعبهم وأوقاتهم. تدفعهم رغبة الإبداع والتجريب والمحاكاة والتفرد، مسترشدين بقيم المسرح النبيلة، في تهيئة بيئات مسرحية مستقطبة لكل النوازع الشبابية وإيجاد فضاء لتطوير مسرح الأطفال. رائدهم في ذلك، تطوير الحركة المسرحية  الجزائرية. نحن على يقين أن هذه الرسالة تجد عند سيادتكم كل تجاوب. وتفهم.. يساهم في انطلاق عجلة المسرح الاحترافي المؤسساتي بولاية الأغواط.

لقد اعتبر مسرحيو الأغواط الذين تواصلت معهم المساء، أن مطلبهم شرعي وانتفاضة المسرحيين في أن يكون لهذا المسرح إطار قانوني، ويشرع في العمل بطاقم يضم المدير والإدارة والممثلين والتقنيين، حق لا غبار عليه، وهو ما سارعت أصوات فنية من كل أقطار الوطن لمساندته، ويبقى الأمر بين يدي وزارة الثقافة، فهل ستستجيب؟.

نعم، كل المقادير موجودة كي تكون الوصفة طيبة وناجحة، من مسرح عصري، ومسرحيين أكفاء، وجمهور من ذهب. والكل حسب تصريح مسرحيي الأغواط، على أتم الاستعداد لتسيير وخدمة المسرح الجهوي للأغواط، وفي أن تحل مشاكلهم وفي مقدمتها البطالة والتهميش. الغرابة في الأمر، أنه حتى قاعتا سينما الأغواط، تلقيان نفس مصير المسرح، فالقاعة السينمائية الأولى التي تقع ببلدية آفلو، والتي تم الانتهاء من تجهيزها سنة 2020، والثانية التي تقع في وسط المدينة وأصبحت جاهزة منذ ثماني سنوات، مغلقتان، رغم جاهزيتهما وتزويدهما بأفضل التقنيات في العالم السابع. فهل قُدر على أبناء الأغواط أن يكتفوا فقط برؤية وسائل فنية تهتم بالتوعية والترفيه، موصدة الأبواب؟ بدلا من أن تكون مصدر رزق للبعض ومتنفسا للبعض الآخر؟.