عادت الحركة للعديد من مشاريع قطاع الثقافة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن كانت تعاني من الركود، بسبب العديد من المشاكل والعراقيل والعوائق التي اعترضتها، ما جعل البعض منها يراوح مكانه. وخلال حديث خص به الـ”المساء”، أشار مدير الثقافة السيد عبد العزيز بوجلابة، إلى استلام المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية قريبا، لاسيما أن الأشغال على مستواها وصلت إلى أكثر من 95 بالمائة، ولم يبق من المشروع سوى التهيئة الخارجية التي هي الآن في طور الإنجاز.

أشار المدير إلى إتمام بعض الأشغال الأخرى المتبقية في هيكل البناية، وفيما يخص عملية تجهيز المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بسكيكدة، فقد أوضح أنه مباشرة بعد الانتهاء من عملية إنجاز المشروع واستلامه، ستشرع المديرية في التحضير للدخول في مرحلة إعداد دفتر الشروط الخاص بعملية تجهيز هذا الصرح الثقافي الكبير، الذي تدعمت به ولاية سكيكدة، ويحتوي ـكما قال ـ على جميع المرافق والمراجع المختلفة من كتب ووسائط في الإعلام الآلي الكفيلة بأن تساهم في إنعاش النشاط الثقافي الهادف بالولاية، خاصة أنها ستعمل على توفير فضاءات مطالعة لجميع فئات المجتمع.

تعد المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الواقعة وسط مدينة سكيكدة، وبالضبط بحي ”20 أوت 55”، والتي كلّفت الخزانة العمومية حوالي 450 مليون دج، تحفة فنية حقيقية تستجيب للمقاييس والمعايير الدولية، بمسحة جمالية تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، خاصة أنها أنجزت بطراز عربي أندلسي يتماشى والهوية العمرانية لمدينة سكيكدة، حيث تضم العديد من المرافق، من بينها قاعة محاضرات تتّسع لحوالي 400 مقعد، ستجهز بعتاد جد متطور يستجيب للمعايير المعمول بها عالميا، إلى جانب قاعة عروض وورشات فنية مختلفة مخصصة لتنمية أذواق الأطفال، تحديدا في مجال المطالعة والإبداع، إضافة إلى جناح آخر خاص بالكبار، يشمل قاعات مطالعة وأخرى للأشغال، وفضاء للأنترنت أو بما يعرف بفضاء الكتاب الإلكتروني، وآخر للإعلام الآلي، زيادة إلى قاعات ”الفيديوتاك” والعرض وأخرى لاستقراء الأقراص المضغوطة و«سينماتك”، وأروقة مخصصة لمختلف المعارض.

فيما يخص المسرح الجهوي الذي عرف بدوره تأخرا كبيرا في عملية الترميم، أكد مدير الثقافة لـ«المساء”، أن أشغال الترميم الكبرى التي استؤنفت، بلغت نسبة جد معتبرة من التقدم، لاسيما أن الأشغال التي تتمّ تحت إشراف مديرية التجهيزات العمومية للولاية، تقوم بها مؤسسة خاصة مؤهلة ومتخصصة في ترميم المعالم الأثرية والتاريخية، وجل المشرفين عليها مهندسون معماريون.

للعلم، تمت عملية تسجيل أشغال تهيئة وتجهيز المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة بتاريخ 05 /06 /2006، بعد أن رُصد للمشروع غلاف مالي قدره 130 مليون دج. فبعد الانتهاء من مرحلة الدراسة التي حظيت بموافقة مصالح وزارة الثقافة، بإشراف من رئيس المشروع الدكتور رضا عطوي آنذاك، انطلقت أشغال الترميم بتاريخ 08 /12 /2014، بعد أن أسندت مهمة الحصة الأولى المتمثلة في أشغال التهيئة، لمجمع إنجاز يتكوّن من مقاولتين خاصتين متخصصتين.

لكن وبعد تقدم الأشغال، برزت أشغال أخرى خارج إطار الصفقة، مما أدى بمديرية الثقافة إلى إعداد ملحق من أجل سيرورة الأشغال بشكل جيد، إلا أنه وبعد زيارة الوالي الأسبق السيد عبد الحكيم شاطر للمشروع، قرر تحويل تسييره من مديرية الثقافة إلى مديرية التجهيزات العمومية للولاية بتاريخ 02 /11 /2016، وهو ما أدى إلى توقّف الأشغال تماما، مع إغلاق الورشة بسبب عدم توفر الاعتماد المالي.

نفس الانتعاش يعرفه مشروع ترميم قصر ”ابن قانة” المتواجد على مستوى الطريق العلوي المؤدي إلى سطورة،، وأكد مدير الثقافة لـ«المساء”، أنّ الأشغال في طور الإنجاز.

للإشارة، استفاد هذا القصر المصنّف منذ سنة 1981، كمعلم تاريخي وإرث وطني تاريخي محفوظ أيضا، من مشروع إعادة تهيئة بغلاف مالي  قدر بحوالي 100 مليون دج، ومن المتوقّع بعد الانتهاء من أشغال الترميم تحويله إلى متحف تاريخي.

كما يتم حاليا، حسب نفس المصدر، الشروع في إزالة الصعوبات والعوائق التي كانت تواجه مشروع إعادة ترميم ورد الاعتبار للمسرح الروماني المتواجد بوسط المدينة، وسعي الجهة المختصة إلى إزالة قناة المياه الصالحة للشرب التي تمر بالمسرح الروماني.

أما المشاريع الثقافية الأخرى المتمثّلة في أشغال إنجاز المكتبات بكل من أحياء بوعباز، مسيون وبوزعرورة، إضافة إلى مكتبة بالقل، فإن الأشغال تجري على قدم وساق وبوتيرة مقبولة، حسبما صرح به لـ«المساء”، مدير الثقافة للولاية.