استكتاب جماعي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة
المصطلح النقدي العربي بين المعرفي والدراسات البينية

- 96

أعلن مخبر النقد الأدبي ومصطلحاته التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة قاصدي مرباح – ورقلة، عن تنظيم استكتاب جماعي هو الأول من نوعه، تحت عنوان:«المصطلح النقدي العربي: مصطلحات النقد المعرفي والدراسات البينية"، بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين وطلبة دكتوراه من مختلف الجامعات الجزائرية والعربية، في إطار الجهود الأكاديمية الرامية إلى تطوير البحث النقدي، والاشتغال على قضايا المصطلح في العلوم الإنسانية.
جاء هذا الاستكتاب، بحسب القائمين عليه، استجابة للحاجة المتزايدة إلى التفكير في جدلية المصطلح النقدي في زمن الانفتاح المعرفي والتداخل بين العلوم. فاليوم لم يعد النقد الأدبي محصوراً في أدواته التقليدية، بل صار مطالباً بمقاربة النصوص والخطابات من زوايا متعددة: فلسفية، ولغوية، ونفسية، واجتماعية، وأنثروبولوجية، بل وحتى بيئية.
وفي هذا السياق، يرى المنظمون أنّ النقد المعرفي بات يساهم بشكل فعّال، في إحياء النصوص، وكشف عوالمها، سواء كانت أحادية أو متعددة الرؤى، من خلال آليات جديدة، تستدعي نحت مصطلحات تتجاوز حدود الاختصاص الواحد، نحو آفاق بينية رحبة.
وبالمقابل، حدد المخبر هدفين رئيسين لهذا المشروع، هما: استخراج المصطلحات البينية التي تراكمت في الدراسات النقدية والمعرفية، سواء في التراث العربي، أو في المراجع الغربية القديمة والحديثة. وابتكار مصطلحات جديدة تفرضها طبيعة البحث العلمي الراهن، اعتماداً على مجهودات الباحثين، وخبراتهم في مقاربة النصوص والخطابات.
وبهذا يكون الاستكتاب بمثابة جهد جماعي، يروم تجميع أكبر قدر ممكن من المصطلحات، وتوفير مادة بحثية مرجعية للدارسين في النقد، واللسانيات، والعلوم الإنسانية عامة.
كما وزع المنظمون الاستكتاب على ثلاثة فصول كبرى، تمثل أهم تقاطعات النقد المعاصر، وهي: مصطلحات النقد الفلسفي العربي والغربي، ومصطلحات النقد اللغوي (النقد واللسانيات، والنقد والبلاغة، والنقد والنحو، والنقد والترجمة….)، ومصطلحات النقد والعلوم الإنسانية (النقد والفن، والنقد والجمال، والنقد والتاريخ، والنقد وعلم النفس، والنقد والاجتماع، والنقد والأنثروبولوجيا، والنقد والإيديولوجيا، والنقد والثقافة، والنقد والبيئة...).
وأشرف على إعداد هذا المشروع العلمي الأستاذة شريفة مختيش (جامعة سكيكدة)، برئاسة شرفية لعميد كلية الآداب واللغات والفنون أ.د. حسين دحو، ورئاسة علمية لـ أ.د. أحمد التجاني سي كبير مدير المخبر. كما ضمت اللجنة العلمية أسماء أكاديمية وازنة من مختلف الجامعات الجزائرية؛ على غرار:أ.د. فاطمة بن ربيعي (جامعة المدية)، ود. خويلد عبد العزيز (جامعة وهران)، ود. يحي غشي (جامعة غرداية)، ود. يوسف البغدادي (جامعة المسيلة)، وأ.د. غنية بوضياف (جامعة بسكرة)، وأ.د. بختة بوركبة، و أ.د. حورية بن عيسى (جامعة تيسمسيلت)، وأ.د. رجاء مستور، وأ.د. فوزية عبد الله سرير (جامعة البليدة)، إضافة إلى باحثين آخرين من جامعة ورقلة وسائر الجامعات الوطنية.
وأعلنت إدارة المخبر أنّ آخر أجل لتسليم البحوث كاملة، سيكون في 30 أكتوبر 2025، على أن تُرسل المشاركات مرفقة بالسيرة الذاتية للباحث، على البريد الإلكتروني للفعالية.
وفي إطار آخر، لا يقتصر هذا المشروع على كونه مجرد تظاهرة علمية، بل يمثل رهاناً أكاديمياً لتأسيس قاعدة بيانات للمصطلحات النقدية العربية والمعرفية، في ظل التشتت المرجعي الذي يواجهه الباحثون. ومن ثَمّ فإنّ المخبر يطمح إلى جعل هذا الاستكتاب الجماعي لبنة أولى في مشروع بحثي متواصل، يضع المصطلح النقدي في قلب الدراسات البينية، التي صارت من سمات البحث العلمي المعاصر.
وبهذا الإعلان تفتح جامعة قاصدي مرباح – ورقلة أبوابها أمام الأساتذة والباحثين من داخل الجزائر وخارجها؛ للمساهمة في إغناء حقل المصطلح النقدي العربي، عبر عمل جماعي يزاوج بين استقراء التراث، واستثمار الدراسات الغربية، وابتكار مصطلحات جديدة تواكب التحولات الفكرية والمعرفية.
إنها دعوة مفتوحة لكل المهتمين بالنقد واللسانيات والعلوم الإنسانية، لإثراء هذا المسعى العلمي، الذي يسعى إلى رد الاعتبار للمصطلح النقدي العربي؛ بوصفه أداة للفهم، والتأويل، والإبداع.