سطيف

المقهى الأدبي منبر لتسليط الضوء على الإبداعات

المقهى الأدبي منبر لتسليط الضوء على الإبداعات
  • 1255
تولّدت فكرة إنشاء مقهى أدبي بسطيف منذ أقل من سنتين لدى مجموعة صغيرة من أبناء المدينة الراغبين في تسليط الضوء على النشاطات الثقافية الأدبية، فإذا كان كلّ من المسرح والحفلات الموسيقية والمهرجانات المخصّصة للإنتاج السينمائي أو الفنون التشكيلية، قد وجدت لها مكانا بمدينة عين الفوارة، فإنّ الأدب بمختلف أنواعه من شعر وقصص وروايات ومقالات يشقّ هو الآخر طريقه بفضل هذا المقهى الأدبي الذي بدأ الجمهور السطايفي ينخرط فيه شيئا فشيئا.
من خلال تجسيد هذه المبادرة يرغب الكتاب مهدي عياشي، عمر مختار شعلال، العربي رابدي ورجل المسرح سليم بن سديرة والصحفي جمال غريب منسق هذا المقهى الأدبي في ترقية ديناميكية النقاش والإبداع الأدبي، ويطمح المقهى الأدبي بسطيف الذي اتخّذ من دار الثقافة ”هواري بومدين” مقرا له بفضل تعاون مدير هذه الدار السيد زين العابدين قمبور، حسبما أوضحه كل من مهدي عياشي وجمال غريب إلى إرساء تقاليد تبادل الأفكار وإعداد عمل مبدع من خلال الكشف عن الإمكانيات الإبداعية المحلية.
واستقبل المقهى الأدبي بسطيف القائم أساسا على مناقشة موضوع معين مع ضيف يتم اختياره من بين الفاعلين في الساحة الأدبية الجزائرية منذ تأسيسه في ديسمبر 2013 حوالي 12 رجل أدب وشخصيات تتعلق نشاطاتها بعالم الأدب أو بكلّ بساطة رجال الثقافة.
ويتذكّر غريب أنه في شهر يناير 2014 حلّ أول ضيف بالمقهى وهو محمد رباح الكاتب والباحث في التاريخ ومؤلّف كتاب ”طالب عبد الرحمن الذي أعدم بالمقصلة في 24 أبريل 1958”، وخصّص ذلك النقاش الذي كان مثيرا لكتابة القصة وتسلسل الأحداث في النص وأيضا عن الشهادة إبان الثورة وعن أول ضحية جزائرية لآلة الموت البشعة التي اعتمدها الفرنسي جوزيف إنياس غيوتين في بلاده في القرن الـ18 كوسيلة للإعدام. 
ويستذكر غريب الذي يبدو جليا أنه سعيد وهو يرى أشخاصا كثيرين في الوقت الحالي يواظبون على الحضور والمشاركة في هذا الموعد الثقافي الذي من المرجح أنه سيصبح ”منبرا لا غنى عنه” بعاصمة الهضاب العليا ”صحيح أننا كنا نأمل في ذلك الوقت حضور مزيد من الجمهور لكن يتعيّن القول بأنّ المقهى الأدبي في تلك الفترة كان يخطو أولى خطواته”.
وتناوب على المقهى الأدبي كل من محمد كالي الناقد المسرحي ومؤلف ”100 سنة من المسرح الجزائري”، الدكتور مبروك لعوج صاحب كتاب ”الطب العقلي في عهد الاستعمار الفرنسي بالجزائر” ويوسف سايح منشط حصص إذاعية وتلفزيونية حول الأدب ومؤخرا فيصل وارث وهو مهندس معماري وكاتب أخذ الحضور في رحلة أسطورية حول التمثال المعروف المنصب على عين الفوارة. 
ويؤكّد جمال غريب أن جميع الذين حلوا ضيوفا على المقهى الأدبي تمكّنوا من خلق نوع من التواصل مع الجمهور في أجواء حميمية عززتها الفواصل الموسيقية التي أداها ببراعة عديد الفنانين من بينهم عازف العود فريد زروقي وموسيقيو فرقة ”أنغام” من سطي، ويضيف أنّه ”إذا تمكّنا من إعطاء ذوق القراءة للجمهور لاسيما الشباب منهم الذين أضحوا يتابعون بشكل منتظم هذا الموعد الثقافي علاوة طبعا على تحقيق مبادرة إنشاء هذا المقهى الأدبي فسيكون هذا المنبر الثقافي دون شك مصدر فخرنا”.