الكاتبة نادية بلعربي لـ»المساء»
المواهب الشابة تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي
- 1384
تجمع الكاتبة نادية بلعربي بين التدريس والكتابة الروائية، كما تولي اهتماما بالغا بالمجال البيداغوجي الذي يحتل صدارة أعمالها، إضافة إلى محاولاتها الجاهدة للاهتمام بمجال التدريس على أسس ثابتة، وقد ألفت نادية العديد من الكتب التي تمس المجال التربوي، معتبرة أن التنشئة السليمة وطرق التلقين من شأنها أن تصنع إطار الغد، ورغبة منها في التعرف أكثر على الأستاذة والأديبة نادية بلعربي، اتصلت بها «المساء» وأجرت معها هذا الحوار:
❊ هل لك أن تعرفي بنفسك لقراء جريدة «المساء»؟
— أنا نادية بلعربي، أعمل في قطاع التعليم بولاية غليزان، متحصلة على شهادة ليسانس في الآداب العربية، ليسانس علم النفس المدرسي، وماستر علم النفس التربوي. كما أواصل دراسة ماستر عن بعد في اللسانيات التطبيقية، وأنا مدربة تنمية بشرية بشهادات معتمدة دوليا في العديد من تخصصاتها. كما أشتغل مستشارة توجيه وإرشاد مدرسي ومهني منذ سنة 2014، وأستاذة سابقة في الأدب العربي. عملت في الأطوار التعليمية الثلاثة؛ الابتدائي، المتوسط والثانوي منذ عام 2001 إلى 2014 بصفة مرسمة.
❊ هل صدرت لك أعمال أدبية؟
— أصدرت العديد من الكتب في مجال علم النفس وتطوير الذات والتنمية البشرية، وفي مجال أدب الطفل، حيث كتبت مسرحية «قرة عيني العلم»، وهي موجهة لفئة الأطفال من 8 سنوات فأكثر، تغرس من خلالها روح المواطنة والاعتزاز بالانتماء، مع تقدير الثورة وشهدائها الأبرار. إلى جانب كتاب في التنمية البشرية تحت عنوان «مرافقك نحو التفوق» من تسعة فصول، يشكل إستراتيجية ممنهجة بما تحتويه من جانبها النظري والتطبيقي من تمارين في التركيز، الاسترخاء، والتخطيط الإستراتيجي للأهداف، تنظيم الوقت، البرمجة الإيجابية وغيرها، وهو موجه لجميع من يهمه النجاح ويطمح إلى الوصول إلى التفوق وتحقيق الأهداف، إلى جانب كتابة المسرحيات والرواية والشعر، حيث أعكف هذه الأيام على إعداد ديوان شعري.
❊ بمن تأثرت من الأدباء؟
— تأثرت كثيرا بالكاتبة السورية الرائعة غادة السمان، والجزائريتان أحلام مستغانمي وربيعة جلطي، وبالعقاد، نجيب محفوظ، الشافعي، الشابي وإحسان عبد القدوس.
❊ كيف تقيّمين الحركة الثقافية بوادي رهيو وغليزان؟
— توجد حركة ثقافية في مدينة غليزان، لاسيما بعد فتح دار الثقافة الجديدة التي منحت فرصة الإبداع للمواهب الشابة، حيث خلقت حركة من النشاطات الثقافية والعلمية.
❊ هل واجهتك عراقيل لنشر أعمالك؟
— نعم، للأسف لدي الكثير من المؤلفات التي أعجز عن إكمالها، وهناك أعمال كاملة تنتظر الطبع، ليس بسبب عدم الكفاءة وإنما بسبب عدم قدرتي على تحمل تكاليف طبعها، كوني أمارس الكتابة منذ طفولتي، فأغلب كتاباتي مودعة لدى أدراج خزانتي منذ زمن وإلى اليوم. إلى جانب هذا، أواجه مشكلة توزيع كتبي لأن هذا المجال تجاري، وعندنا أغلب الكتاب لا يتقنون غير الكتابة، فما زلت لم أسترجع مصاريف طبع كتبي، رغم آراء الناس الإيجابية حولها، لأنني لا أتقن مجال توزيعها لا محليا ولا دوليا.
❊ أُسندت إليك مؤخرا مهام الإشراف على نادي الطفل من قبل مدير الثقافة بغليزان، حدثينا عن ذلك؟
— الطفولة عالم مميز، وكتاب تخط سطوره في شخصية كل طفل. لقد كان الإشراف عليهم ممتعا، واكتشاف مواهبهم وصقلها أروع إنجاز يمكن أن يقوم به كل مختص في التربية. كما قمت بوضع برنامج تربوي وثقافي متكامل، من خلال ورشات عمل خاصة بالطفولة في مجال الفن، من مسرح ورسم وموسيقى وفي مجالي الأدب والعلم، بأهدافه القريبة و المتوسطة وبعيدة المدى. حقا أسعدني أنه نال إعجاب السيد المدير مهدي عبد الهادي، ثم بُرمجت حصة بحضور جل الأولياء مع أطفالهم، حيث تم فيها شرح البرنامج وأهدافه في حصة مسجلة بالفيديو، كما أسعدني أيضا إقبال الأولياء مع أطفالهم للتسجيل في النادي، فتم تنشيطه بكل حب، غير أنه نظرا لصعوبة التوفيق بين مواصلة دراستي والعمل، لم أتمكن من التواجد بشكل دوري مؤخرا. في المقابل، أعتز بكل عمال دار الثقافة الجديدة وأقدر كل مجهوداتهم متمنية لهم كل التفوق والتميز، وعلى رأسهم مدير دار الثقافة مهدي عبد الهادي، الرائع عملا وتعاملا، لأنه هو من أثرى دار الثقافة لولاية غليزان بكل هذه الإنجازات بفضل حبه لمجاله واعتزازه بثقافة بلدة.
❊ هل يوجد اهتمام بأدب الطفل في الجزائر؟
— حاليا، العديد من الأدباء يكتبون في أدب الطفل، وهناك مواهب على مستوى ولاياتنا، لكن تكاليف الطبع الباهظة تحول دون تطورها، لذلك تحتاج إلى الدعم من قبل القائمين على الثقافة بولاية غليزان، ومن وزارة الثقافة، من أجل تطوير هذا الجانب. كما أنصح الأولياء، الاهتمام بالطفل لكي تكتمل شخصيته، فهو يحتاج إلى عيش طفولته في جميع مجالاتها من دون ضغط ، فلربما طفل اليوم هو فنان وعالم وأديب الغد.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
— نتمنى التفاتة ـ ولو بسيطة ـ من وزارة الثقافة ودور الطبع والنشر للكتاب المبدعين، ودعمهم ماديا ومعنويا، دون تحديد سن معين للكاتب، حتى يتمكنوا بدورهم من إبراز مواهبهم التي تحول دونها مثل هذه المشاكل التي تقتل الإبداع فيهم.
❊ حاورتها: خ.نافع