وقفة عرفان للراحل أحمد مالك
الموسيقى شريك السيناريو وليست مجرد جينيريك
- 1048
حضرت كوكبة من السينمائيين الجزائريين خلال افتتاح معرض عن الراحل أحمد مالك بمتحف الماما، للحديث عن ذكرياتهم مع هذا العملاق، واستعراض دوره وأهمية أعماله في السينما الجزائرية، وعلاقة موسيقاه بالصورة من خلال تعبيرها عن فكرة أو شخصية أو مكان. وقد نشط هؤلاء ندوة تناولوا فيها جانبا من أعمال الراحل وكذا تاريخ السينما وراهنها في الجزائر.
مرزاق علواش:علاقتي بمالك مميزة
أشار المخرج الكبير مرزاق علواش إلى أنّ علاقته بالراحل أحمد مالك كانت متميزة، كما كانت تلك المرحلة من تاريخ الجزائر تتسم بخصوصيات الحزب الواحد وصرامة القوانين. وفي مجال السينما لم تكن حينها ميزانية مخصصة للتأليف الموسيقي في الفيلم، ولم يكن هناك تعاون مع موسيقيين أجانب، وبالتالي كانت المبادرة من المخرجين وحدهم، وكان لزاما أن لا يتعدى التصوير 7 أسابيع.
تعامل علواش مع مالك في بعض الأعمال، منها «عمر قتلاتو الرجلة». وأكد المتحدث أننا اليوم بحاجة لهذه التكريمات للتعريف برواد السينما في فترة الستينيات والسبعينيات كي تعرفها الأجيال. وثمّن أيضا ظاهرة إعادة نوادي السينما للشباب التي كانت موجودة فيما مضى ورائجة ولها سمعة دولية، حاثا على التكامل بين الأجيال السينمائية من خلال هذه اللقاءات.
وألح على دور السينماتيك والتلفزيون في إعادة إحياء هذه الذاكرة.
سيد علي مازيف:أحمد مالك كسب ثقة السينمائيين
أكّد المخرج مازيف أنه تعامل مع الراحل في فيلمين هما «ليلى وأخواتها» و»حورية»، مشيرا إلى أنّه طلب من مالك في الفيلم الأوّل أن تكون موسيقاه بنغم عاصمي يتماشى ورسالة ومضمون الفيلم الذي دارت أحداثه بالعاصمة، موضّحا أنّ مرحلة السبعينيات شهدت التفاضل بين السينمائيين علواش ومرباح، وكان هو أقل دعما وحظا.
وأشار مازيف صاحب مسار 50 سنة سينما، إلى أنّ مالك كسب ثقة المخرجين السينمائيين، وكان يقف على المشاهد المصورة، ويعطيها الترجمة الموسيقية المناسبة.
جمال بن ددوش: نموذج من سنوات عز السينما
اعتبر المخرج بن ددوش أنّ الراحل مالك كان نموذجا من سنوات العز في السينما الجزائرية رغم أنه لم يجتمع به في عمل مشترك، لكنه كان مقربا منه، فالراحل كان ابن عائلة كبيرة وموهوبا ومتكونا. كما أثار مشكلة انعدام ميزانية خاصة بالموسيقى في أفلام زمان، ما جعل المخرجين عاجزين لكنهم كانوا يجتهدون قدر الحال ولو من جيبهم الخاص. واستعرض المتحدث ذكرياته مع الراحل في مؤسسة التلفزيون. واستغل حديثه للدعوة إلى التكوين والتكامل بين السينما والتلفزيون، علما أنّ الإنتاج ـ حسبه ـ يشهد اليوم الرداءة وفراغ المحتوى وغياب إدارة الإنتاج.
هانية أحمد مالك: استمتاع بالموسيقى
قالت ابنة الراحل هانية إنّها كانت صغيرة مع أختها لكن ذلك لم يمنع من حضورهما تمارين القطع الموسيقية الجديدة الخاصة بالأفلام، فكان والدها يعرّفها على أصدقائه الفنانين منهم السينمائيون الكبار؛ ما ترسخ في وجدانها مع الزمن إلى أن حان الوقت لتثمينه وتقديمه للجمهور.
صافي بوتلة: الموسيقى شريك السيناريو
ثمّن الموسيقار بوتلة مسار أحمد مالك وأعماله المهمة والشهيرة، مؤكدا أنّ الموسيقى شريك السيناريو، ليشير إلى أنه عرف الراحل وأعجب به، كما تعامل مع مرزاق علواش في «صح يا ابن العم»؛ حيث حرص على أن تقدم موسيقاه الإضافة في كل ما يخص الشخصيات والأماكن.
عايدة كشود: التلفزيون جمعنا
أشارت الفنانة عايدة بطلة «ليلى وأخواتها» الذي لحن موسيقى فيلمها أحمد مالك، إلى أنّها تعاملت معه في التلفزيون؛ حيث كان يلحن موسيقى معظم الحصص والبرامج ونشرات الأخبار، وأعطاها ألحانا كثيرة لأغاني أطفال كانت رائعة وناجحة.
مراد بلحسين: مرافقة موسيقية لروائع السينما
عمل السيد بلحسين عازفا على البيانو ضمن أوركسترا أسسها أحمد مالك، كان فيها الكثير من الموسيقيين المتمكنين منهم الإخوة كزيم وسعد. ودرس معه في معهد الموسيقى، وتميز بحسه باللحن، ثم ملك الكثير من الآلات الموسيقية ببيته، ويسجل فيه، وكان بلحسين يرافقه في العزف في كل أعماله.
رشيد بن علال: تزاوج الموسيقى والمشاهد
قال مسؤول التركيب المعروف بن علال إنّ الراحل مالك كان يحترم المقاييس السينمائية ويرافق المشاهد، في وقت كان البعض يظن أنّ موسيقى الفيلم هي مجرد جنيريك وفقط، كما أن الراحل تكوّن وبرع في مجاله.